سبب بقاء الطائفة الإسلامية العلوية في دائرة الجهل عند الآخرين.. كلمة لأحد علماء الشيعة حين فوجئ بحقيقة العلويين.. الحوزات العلمية.. المرجعيات العامة.. المرجع الديني.. المساجد.. علماء آل زهرة الحلبيين..

أُضيف بتاريخ الجمعة, 03/01/2014 - 14:35

المرسل: عبد الأمير علي محمد في 23\08\2013م

السلام عليكم فضيلة الشيخ حسين المظلوم ورحمة الله وبركاته لقد وجدت في كلامك المبثوث في هذا الموقع نفس (بالفتح) الضليع الذي يطمئن إلى كلامه ولدي بعض الأسئلة أرجو التفضل بالإجابة عنها:
س1 : هل لديكم حوزات علمية يدرس فيها طلاب العلم العلوم العقائدية والشرعية ؟
س2 : هل لديكم مرجعيات عامة دينية كمرجعية السيد الخوئي سابقا ومرجعية السيد السيستاني حاليا ؟
س3 : لماذا بقيت الطائفة العلوية في دائرة الجهل بالنسبة إلينا طيلة هذه القرون ولم تبرز بالشكل الذي ذكرتموه إلا أخيرا ؟
س4 هل لديكم مساجد ؟ لماذا لا نعلم لكم مساجد معلومة ؟
س5 : ما رأيكم بعلماء آل زهرة الحلبيين ؟ وما هي نظرة الطائفة العلوية عنهم ؟. 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

الأخ الفاضل السيد عبد الأمير علي محمد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  في مقدمتك الدالة على أدبك تنظرني بعين لطفك فأنا دون منزلة العلماء الضالعين ويكفيني شرفاً وفضلاً أنني طالب علم.

  وبالنسبة لأسئلتك الهادئة فإليك بيانها بما أملك من معلوماتٍ متواضعةٍ فعسى أن تجد فيها ما تصبو إليه.

  بالنسبة للحوزات العلمية فلا يوجد عندنا ما لدى الأخوة الشيعة الإمامية لأننا كنا وما زلنا نعتمد المنهجية القديمة التي سادت عصوراً، وهي التفرغ لدى أحد الفقهاء والدراسة عليه وحين انتهاء المنهج المُقرّر يُجيزه ذلك الفقيه إجازةً تخوله القيام بواجبات رجل الدين من إمامةٍ وخطابةٍ ووعظٍ وتدريسٍ وقضاء.

  وبالنسبة للمرجعيات العامة  فأقول بأنّه لا توجد طائفة ترجع بكليّتها إلى مرجعٍ واحدٍ، وذلك لتعدّد المراجع عند جميع أبناء المذاهب والفرق، وهذا لا يحتاج إلى دليل لأنه لا أثر بعد عين.
وهذا الأمرُ ينطبق علينا كغيرنا، فلدينا عدّة مرجعيات نثق بهم وبفضلهم وعلمهم وعدالتهم، منهم من مضى نَحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلا.

  والرجوع إلى المَرجع الديني له أصوله المُقرّرة في الكُتب المُختصة، كطهارة المولد والعلم والعقل والعدالة والذكورة، وما إلى ذلك من الصفات المُتفق عليها عند علماء الفن.
والخوض في هذا المجال واسعٌ ودقيقٌ لا أعتقد أنه مطلوب لأنّ المطلوب هو أساسُ المرجعية وليس تفاصيلها.

  فالمرجعية عندنا في الماضي البعيد والقريب كانت أكثرَ شموليّة وإحاطة وأقل عدداً، وفي بعض العصور انحصرت بثقةٍ واحدٍ، أما في الماضي القريب وإلى وقتنا هذا فقد انحسرت شموليتها لتعدّد المراجع، وهذا يعود إلى البُعد المَكاني وطبيعة رُكون المجموع أو الفرد إلى الثقة.

  أما سببُ بقاءِ الطائفة في دائرة الجهل عند الآخرين فهو الحُكم المُسبق من قِبلهم عليها، ورُكونهم إلى ما قيل بحقها، دونَ تبيّن وتقصّي للحقائق، وهذا أمر مؤسف، ولستُ أوّل من عرّفها تعريفاً صحيحاً بل سبقني الكثيرون، وما كتبوه موجود بين أيدي الجميع، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: العلامة المرجع الشيخ سليمان الأحمد، والعلامة الشيخ إبراهيم عبد اللطيف آل مرهج، والفيلسوف الشيخ يونس حمدان آل عباس بيصين، والفقيه الأديب الشيخ محمود سليمان الخطيب، وقبل هؤلاء السادة بقرنين: العلامة الشيخ سليمان أحمد بيصين، وبالنتيجة إنّ الجهل عائدٌ إلى قبولِ الآخرين مُفتريات الحاقدين، وعدم التعرّف على الشيء ابتداءاً، وهذا أمرٌ مُخالفٌ للنقل ومُتعارضٌ مع العقل.

  وتحضُرني هنا كلمةٌ لأحدِ عُلماء الشيعة حين فوجئ بحقيقة العلويين وأنهم خلافُ ما نُسب إليهم، وقد نشرها في مجلة النهضة، وهي هذه وأظنها تُعَبّر عن واقع الحال:

  قال صاحب المجلة في تقديم هذه الكلمة:

مجلة النهضة كشفت عن الحقيقة

  إذا افتخرت النهضة في شيء فهو إظهار هذا الشعب إلى العالم العربي بحلّته الحقيقية، وإذا سُرّت بشيء فهو هذه العواطف المُخلصة التي نلمسها في قلوب أخواننا الشيعة في العراق المجهولون منا في الماضي، والمجهولون منهم في الحاضر... وإن كان من الواجب كبير على علمائنا لم يفو به فهو: عدم اتصالهم بإخوانهم العراقيين وعدم تزاورهم، فكان يجب عليهم أن يظهروا لإخواننا الشيعة في طول البلاد وعرضها إن لهم على شاطئ البحر المتوسط وأمام تلاطم أمواجه وعلى ربى العلويين الشماء أخواناً في العقيدة والمبدأ يجب أن يتعارفوا ويتصافحوا ويتعاونوا.

  وهذه كلمة السيد العراقي:

  كنتُ أعتقد وأخواني الشيعة بأن العلويين هم طائفةٌ غير مسلمةٍ، تؤمن بإلوهية مولانا أمير المؤمنين علي عليه الصلاة والسلام وتعبده، أو كما نحن نسمّيهم ( علي اللهية ) ، حتى أن وصلت إلينا بعض أعداد النهضة الغرّاء، فكم كان استغرابي عظيماً وكم فرحتُ وسُررت حيث بانت لي الحقيقة، وعلمت أن العلويين هم شيعة أماميون اثنى عشريون مثلنا، شديدو التمسك بعلي عليه السلام وآله، يسيرون على نهجهم ويرجعون في الفقه وأمور دينهم إلى الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

  ومع هذا أليس عجباً أن نجهل حقيقة أخواننا العلويين؟ وأعجب أيضاً لتلك الظنون، ونعتقد بما قد رماهم به أعداؤهم وخصومهم، ولكن الذنب إلى أمرين:
أولاً: لأنّ العلويين كانوا يكتمون معتقداتهم وذلك على أثر الاضطهادات والمظالم التي لاقوها في العصور الغابرة.
ثانياً: عدم وجود المؤلفات والنشريات والصُحف التي تُعالج مثل هذه المواضيع، وتكون واسطة للاتصال بين مختلف الأقطار، والآن والحمد لله وقد أَنجبت بلاد العلويين شباباً مثقفاً عاملاً قد خرج من عزلته وهو عارفٌ واجبه، فطفق يكتب وينشر ويُظهر الحقائق ويَرد على التهم والافترآت.

  ويا أيها الأخوان فقد كان مثلنا كمثلكم حيث رمونا بالكفر وطعنونا في معتقداتنا، وقالوا: أنها تستقي من النصرانية والمجوسية واليهودية، وأن التشيع من اختلاق السبئية والمجوس لهدم دعائم الإسلام وهدم أركانه ناسين أو متناسين ومتجاهلين أن النبي العربي الكريم صلى الله عليه وآله هو مؤسس التشيع، حيث قد أعلن في بدء دعوته العلنية بأن علياً وزيره وخليفته من بعده، وإطاعته فرض على المسلمين ثم صار لا يترك مناسبة ولا موقفاً إلا ويأمر المسلمين بموالاته وحبه والانقياد إليه.
فهو القائل: من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ( في الاستيعاب لأبن عبد البر ).
وكذلك قوله له: يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ( مسلم بن الحجاج في صحيحه، والحاكم في المستدرك).
وهو المصرح على رؤوس الأشهاد قائلاً: الحق مع علي وعلي مع الحق يدور معه حيث دار ويميل معه حيث مال (المستدرك وصحيح مسلم ومسند ابن حنبل وغيرها ).
وكذلك قوله: إن علياً ولي كل مؤمن ومؤمنة ( الاستيعاب ).
وقوله عند خروجه إلى تبوك: يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( رواه النسائي بأسانيد كثيرة عن سعد بن أبي وقاص ومسلم في صحيحه وابن عبد البر في الاستيعاب وابن الأثير في الكامل والطبري وغيرهم ).
وأخيراً تصريحه الخطير عند منصرفه من حجة الوداع في خم بين مكة والمدينة عقب خطبته الشهيرة حيث قال: من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه ( الحاكم في المستدرك، عن بريدة الأسلمي وابن عبد البر في الاستيعاب مرفوعاً إلى ابن عباس والنسائي في صحيحه والترمزي وأحمد بن حنبل في مسنده وسبط ابن الجوزي في التذكرة وأبو نعيم في حلية الأولياء وغيرهم كثيرون من المحدثين والرواة ).

  هذه نبذة ممّا ورد عن النبي ( حسب روايات أهل السنة والجماعة) تُضاف إليها طائفة من الآيات الشريفة التي لا يُمكن شرحها في هذه العجالة.

  إذاً نحن أجبنا علياً وأفرطنا في حبه وأشعلت مودته وآله قلوبنا وواليناه واتبعناه وأطعناه ولأجله اعتبروننا مُذنبين، فليس لنا ذنبٌ سوى إتباعنا القرآن وإطاعتنا النبي (ص).

  هذه كلمة أرسلها من طف كربلاء إلى أخواني العلويين في الجبال والسواحل، ولي وطيد الأمل بأنّ النهضة الغراء ستقوم بالتعارف والتقارب والاتصال بيننا وبين شباب العلويين الأعزاء الكرام.

كربلاء تقي المصعبي
  وهنا أقول لو أنّ الجميع تبيّنوا وتحرّوا الحقيقة لما وقع هذا الجَفاء والجهل، ولكن مهما خفيت الحقيقة لسببٍ أو لأخر لا بُد لها من الجَلاء والظهور ولو بعد حين، فنحن كما نقول عن أنفسنا ولسنا مُلزمين بأقوال الآخرين.

  أما بالنسبة للمساجد فهي كثيرةٌ ووفيرةٌ وهي بالمئات، ويستطيع أي إنسان التبيّن من ذلك.

  أما عُلماء آل زهرة الحلبيين فهم من شيوخ الشيعة الإمامية الذين أجازهم الشيخ المجلسي ونُكِنُّ لهم ولغيرهم الإحترام.

  نسأل الله تعالى أن يجمع شمل المسلمين ويُوَحّد كلمتهم، والحمد لله رب العالمين.

حسين محمد المظلوم
2\1\2014



هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.