تحدّث الكثيرون عن تاريخ المسلمين العلويين فأصابَ البعضُ وأخطأ آخرون، ومن الذين أصابوا كَبِدَ الحقيقة: الشيخ محمود صالح في كتابه القَيّم (النبأ اليقين عن العلويين).. تاريخُ هذه الطائفة يحملُ الكثير من المآسي.. المسلمون العلويون عربٌ أقحاحٌ...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 01/05/2012 - 06:26

المرسل: باسييل \08\04\2012م

السلام عليكم فضيلة الشيخ
لقد مر العلويون بكثير من ايام الشدة والظلم وتعرضوا للقتل و لاشد انواع الظلم والتعذيب اما سؤالي هل كان للعلوين عصر ذهبي ومتى وما دورهم ايام الدولة الحمدانية و اين كانو يعيشون قبل ان يلجأوا الى الجبال الساحلية التي تسمى ايضا بجبال العلوين (السماق)
مع الشكر الجزيل لكم ولموقعكم المشرق 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الأخ الكريم السيد باسييل المحترم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  الحديث عن تاريخ المسلمين العلويين يحتاجُ إلى كتابٍ مُفردٍ.
وقد تحدّث الكثيرون في هذا الموضوع فأصابَ البعضُ و أخطأ آخرون، ومن الذين أصابوا كَبِدَ الحقيقة: الشيخ محمود صالح في كتابه القَيّم ( النبأ اليقين عن العلويين ).
وقد أتيتُ في كتابي (المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام) على ذكر هذا الموضوع باختصارٍ، ويُمكن مُراجعته. 
ولكن لا بأس من هذا التلخيص:

  قال الشيخ محمود الصالح في كتابه النبأ اليقين:
هاجر العلويون إلى هذه البلاد من مختلف أنحاء الجزيرة العربية مع من هاجر إليها من العرب قبل الإسلام و بعده فرادى و جماعات, انتجاعاً للكلأ و الماء، و لجوءاً إلى هذه المعاقل الحصينة من جور الطغمة الحاكمين غير العرب، فكانت هجرتهم سياسية و اقتصادية و على أكثر من دفعة واحدة.

  وقال الأستاذ (منير الشريف) في كتابه (العلويون من هم و أين هم):
لم تكن هجرة العرب الذين سموا بالعلويين مؤخراً إلى جبالهم على مرة واحدة، بل على عدة مرات جماعات و أفراداً، وهجرتهم جماعات كانت على ست مرات على ما أعتقد، الهجرة الأولى، قبل المسيح و محمد(ص) و بين عهديهما، و الثانية، بعد محمد في عهد الفتح العربي الإسلامي، أي في سنة (13هـ) و (636م) و ما بعدها، و الثالثة، في القرن الخامس للهجرة بعد ظهور مذهب النصيرية و البلاء الذي صُب على الذين اعتنقوه و ذلك من قبل الحكام المسلمين غير العرب، و الرابعة، في أوائل القرن السابع للهجرة في زمن الأمير (حسن بن مكزون)، والخامسة، في النصف الثاني من القرن السابع للهجرة بعد الحملة الكسروانية سنة (1305م)، و الهجرة السادسة، كانت عند اجتياح (ياوز سلطان سليم التركي) للبلاد، سنة (923هـ) و (1516م)، و بين هذه الهجرات العامة كانوا يهاجرون أفراداً إلى الجبل طلباً للرزق أو هرباً من الضغط و العذاب للاحتماء بأبناء طائفتهم هناك.انتهى.

  ومن النبأ اليقين:
ولقد فصّل العلامة المطران (دبس) في كتابه (الجامع المفصل) و أوضح المؤرخ (عيسى اسكندر المعلوف) في كتابه (دواني القطوف) ما حدث لعلويي لبنان في حوادث سنة(1305م) و هجرة بعضهم إلى جبال اللاذقية و إنطاكية, احتماء بإخوانهم فيها من عوادي رجال (محمد بن قلاون من سلاطين المماليك البحرية) و قد أمرهم بإبادة الطوائف الشيعية في جبال (كسروان) من لبنان، إذ كانوا أصحاب البلاد آنئذ. انتهى.

  فتاريخُ هذه الطائفة يحملُ الكثير من المآسي، وقد أتينا على ذكرها وسبقنا آخرون، ولكنّ هذا التاريخ لا يخلو من بعض العصور الذهبية، إذا صح التعبير، فقد كانت: في أيام سيف الدولة الحمداني وهو علي بن الحسين أمير حلب، وأبو العشائر الحمداني والي أنطاكية، وأبو الحسن بن كليب النقيب بقلعة على شاطئ الفرات، وأبو الحسن رايق بن الخضر الغساني والي طبرية وطرابلس ومن بعده أبنه محمد، وبدر بن عمار الوالي على طبرية وطرابلس من قبل سيف الدولة، والحسن بن إسحاق التنوخي والي اللاذقية، وغيرهم من الأمراء والولاة المُنصفين.

  فالمسلمون العلويون عربٌ أقحاحٌ، معروفون بأنسابهم العريقة المنتهية بالتنوخي, والغساني, والكندي, والطائي, والتغلبي, و غيره، وهم أبناء هذه البلاد وكُتُبُ التاريخ المُنصفة تُؤَكّد هذه الحقيقة.

  وأكتفي بهذا القدر والسلام.

حسين محمد المظلوم
30\4\2012