المفضل بن عمر الجعفي الكوفي أشهر من أن يُعَرّف فهو ثقة الإمام الصادق ومن خواصه الكرام.. لقربه من المعصومين ولجلال مكانته عندهم طعن الحاسدون به ولفقوا عنه أخباراً للتقليل من شأنه وأنى لهم ذلك...

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 07/08/2012 - 11:58

المرسل: باسييل \08\04\2012م.

السلام عليكم فضيلة الشيخ
لقد سمعنا عن المفضل بن عمر الجعفي ( رضوان الله عليه ) ولكن معرفتنا قليلة عن دوره في الفقه وعن اهم مؤلفاته ارجو منكم فضيلة الشيخ ان تبينو لنا دور هذا العالم وخدمانه الجليلة في الفقه و ما نهله من علوم آل البيت عليهم منا افضل السلام والتسليم وهل صحيح انه عاصر الإمام الصادق عليه السلام مع جزيل الشكر لكم 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  المفضل بن عمر الجعفي الكوفي أشهر من أن يُعَرّف فهو ثقة الإمام الصادق ومن خواصه الكرام، وفي الطليعة من أصحابه الميامين المُنتَجَبين، وصاحب الروايات الشهيرة والأخبار الغزيرة المُحكمة والمُوَثقة التي لا يَعتريها الضعف والوَضع، ومن أشهر رواياته عن الإمام الرواية المعروفة بتوحيد المُفضل، وهو كِتابٌ قيّمٌ يُعَدّ من أُمّهات الكُتب التي تُثبت وجود الخالق وتنزيهه عن مخلوقاته.

  وُلد أبو محمد المُفضل بن عُمَر في الكوفة نهاية القرن الأول الهجري، وقد أدرَكَ من الأئمة: الباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام، وكان صغيرَ السن في عصر الباقر بحيث أنّه لم يروِ عنه مُباشرةٌ إلاّ بواسطة، ثم أتّصل بالإمام الصادق، لذا رأينا أنّ أكثرَ روايته كانت تتّصل به مُباشرةً من دونِ وَسيط، ثم اتّصل بالكاظم فروّى وحَدّثَ عنه، وفي أواخر أيامه خدم الإمامَ الرضا، وكان كِبارُ الثقات من شيعة الإمام أمثال داؤد الرقي ومحمد بن سنان ويونس بن ظبيان يُنادونه يا فضل الله ورحمته، وذلك لعظيمِ مَكانته.

  وكان له شرفُ الوكالة من الإمامين الصادق والكاظم في قبض أموالهما وتسلمه الحقوق الراجعة لهما، وفيه يقول الصادق عليه السلام: نِعم العبدُ والله الذي لا إله إلا هو المفضل بن عمر الجعفي، وحين دخل عليه ذات يوم قال عليه السلام: إليَّ يا مُفضل فوَرَبّي إني لأُحِبُّكَ وأُحِبُّ من يُحبك يا مفضل لو عَرَفَ جميعُ أصحابي ما تَعرِفُ ما اختلفَ اثنان، فقال المفضل: يا بن رسول الله لقد حسبتُ أن أكونَ أُنزلتُ فوق مَنزلتي، فقال عليه السلام: بل أُنزلتَ المَنزلة التي أنزلكَ الله بها، فقال: يا بن رسول الله: ما مَنزلة جابر بن يزيد منكم ؟ فقال: مَنزلةُ سلمان من رسول الله صلى الله عليه وآله.

  ولقربه من المعصومين ولجلالِ مكانتِهِ عندَهُم طَعَنَ الحاسدونَ بهِ ولَفّقوا عنه أخباراً للتقليلِ من شأنه، وأنّى لهم ذلك فهو أسمَى من كُلّ تقولاتهم وتخرّصاتهم، ويكفيهِ فضلاً شهادةُ الإمامِ بِهِ ورُجوعُ شيعتِهِ إليه.

  أما دَورُهُ في الفقه فبيّنٌ وجَليٌ فهو راوِ أحاديث المعصومين وموثّقها، وقد روى عنهم آلاف الأحاديث المُحكَمَة في الأصول والفروع والآداب التي تعُجّ بها بُطون الكُتب الحديثية.

  توفي رضي الله عنه في أواخر القرن الثاني أوائل الدولة العباسية في أيام الرضا كما تقدم عن عُمْرٍ يُناهز الثمانين سنة ومَشهده بالكوفة.

  والحديثُ عنه يَطولُ ويَحتاجُ إلى كِتابٍ مُفردٍ لرفيعِ مكانتِهِ ولكنّ خيرَ الكلام ما قلّ ودَلّ.

حسين محمد المظلوم
2/8/2012