ما رأيكم بـ العلويين النصيريين؟ وبـ محمد بن نصير؟ تعقيباً على جواب سماحة آية الله السيد حسين الشاهرودي في منتديات (يا حسين)...

أُضيف بتاريخ الأثنين, 16/05/2011 - 17:05

المرسل: أبو اسكندر \09\05\2011م

بسم الله والحمد لله.. اللهم صل على محمد وآل محمد.. وبعد
سيدي الشيخ الفاضل حسين محمد المظلوم السلام عليكم وأسعد الله أوقاتكم..
منذ سنتين قام أحد المنتديات باستضافة (سماحة آية الله السيد حسين الشاهرودي) وقد توجّهت إليه بخمسة أسئلة مترابطة بشأن واحد، ومنذ بضعة أيام فقط وعن طريق المصادفة قرأت جوابه وقد نُشر ، بتاريخ 19\09\2009م .
بعد قراءتي لجوابه والذي تجاهل فيه معظم أسئلتي وسيادتكم ستعرفون السبب، أدركت أنني كنت وللأسف (كالمستجير من الرمضاء بالنار)! وكان ظني أنني خاطبت عالما عاقلاً حكيماً محترماً يرقى إلى مستوى اللقب الذي يُخاطب به!.. فالجواب مُعيب بحق المُجيب ومن معايير مختلفة. ثم أنّني لم أتفاجأ أن يتقاطع جوابه في تقسيمه للعلويين مع من هم مجندين للترويج لهذه الفكرة، وقد فنّدتم سيادتكم أقوالهم في أجوبتكم السابقة: سأعرض لسيادتكم تفصيل أسئلتي والجواب عليها كما نُشرت عندهم بحرفيتها وأتمنى عليكم تفنيد هذا الجواب المُخيّب للآمال ولو باختصار، مع العلم أنني قرأت لسيادتكم وفي كتب متعددة، ردوداً على كثير ممّا ورد فيه، لا حرمنا الله من أنفاسكم العلوية الطاهرة، ودمتم سالمين غانمين وللحق منتصرين: 1
العضو السائل : أبو اسكندر
السؤال :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكركم على إتاحة الفرصة للتواصل مع العلماء واسمحوا لي بعدة أسئلة مترابطة حول موضوع واحد. عظم الله أجوركم.
1. لماذا يقتدي بعض الشيعة بابن تيمية في حديثه عن العلويين النصيريين في حين هناك شهادات أخرى لعلماء ومراجع شيعة منصفين التقوا بعلماء العلويين وعرفوا طهارتهم وأنصفوهم القول.
2. ما هو رأي السيد الشاهرودي بالمسلمين العلويين النصيريين وماذا تقولون لعامة الشيعة في ترديدهم أقوال ابن تيمية فينا ونشرها على الأنترنيت وفي مختلف المواقع الشيعية معتبرين أنها حقائق دامغة وكأنها كلام منزل وكأنهم ما قرؤوا قوله تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ (سورة النور/الآية 19).
وقوله تعالى في سورة الحجراة آية 12: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ﴾
وهل تبيحون لهم هذا التهجم السافر على أحفاد آل بيت رسول الله (العلويون النصيريون) ؟
3. وماذا يقول سيادته بالسيد محمد بن نصير الباب الشرعي للإمامين العسكري والمهدي (ع) كما يراه العلويون.
4. وماذا يقول بالسيد الخصيبي صاحب الهداية الكبرى.
5. هل اطلع السيد على كتاب: (الدعوة ذات الشبهة). ردا على كتاب الشيخ محمد البادياني (العلويون هم أتباع أهل البيت). وإذا أمكن نتمنى معرفة رأيه. وشكراً لرحابة صدركم.


الجواب :

الظاهر ان العلويين هم شيعة يعتقدون بالأئمة الاثني عشر (ع)، لكن لما كانوا منفصلين عن العلماء والفقهاء وقعوا في بعض المعتقدات الباطلة من الغلوّ في الأئمة عليهم السلام، ولعلّ هذا الغلوّ حصل بسبب أتباع (محمد بن نصير النميري) الذين اندسوا فيما بينهم وروّجوا أفكاره المنحرفة، فان محمد بن نصير كان من الغلاة الذين تبرّأ منهم الأئمة الأطهار عليهم السلام، وقد اتّفق علماء الرجال من الشيعة على ذلك، واليك بعض تصريحات علمائنا الاعاظم حول هذا الشخص :

قال الشيخ الطوسي : قال ابن نوح أخبرنا أبو نصر هبة الله بن محمد قال كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي ع فلما توفي أبو محمد ادعى مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنه صاحب إمام الزمان و ادعى له البابية و فضحه الله تعالى بما ظهر منه من الإلحاد و الجهل و لعن أبي جعفر محمد بن عثمان له و تبريه منه و احتجابه عنه و ادعى ذلك الأمر بعد الشريعي.....
و قال سعد بن عبد الله كان محمد بن نصير النميري يدعي أنه رسول نبي و أن علي بن محمد ع أرسله و كان يقول بالتناسخ و يغلو في أبي الحسن ع و يقول فيه بالربوبية و يقول بالإباحة للمحارم و تحليل نكاح الرجال بعضهم بعضا في أدبارهم و يزعم أن ذلك من التواضع و الإخبات و التذلل في المفعول به أنه من الفاعل إحدى الشهوات و الطيبات و أن الله عز و جل لا يحرم شيئا من ذلك. و كان محمد بن موسى بن الحسن بن الفرات يقوي أسبابه و يعضده. (غيبة الشيخ الطوسي ص398 باب المذمومين الذين ادعوا البابية)

وقال ابن شهرآشوب بعدما ذكر عبد الله بن سبأ : ثم أحيا ذلك رجل اسمه محمد بن نصير النميري البصري زعم أن الله تعالى لم يظهره إلا في هذا العصر و أنه علي وحده فالشرذمة النصيرية ينتمون إليه و هم قوم إباحية تركوا العبادات و الشرعيات و استحلوا المنهيات و المحرمات (المناقب ج1 ص265 باب الرد على الغلاة)

هذا وقد رأينا رسالة كتبها بعض علماء العلويين ووقعوا عليها وقد اقروا بانهم شيعة اماميون يعتقدون بالعقائد الحقة وليس عندهم غلوّ وانحراف، ولكن بما انهم كانوا بعيدين عن الاوساط الشيعية وعن العلماء الاعاظم حصل لدى العوام جهل بالاحكام الشرعية وانحراف عن بعض المعتقدات والطقوس الدينية.

الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي شرفنا بنعمة الولاية والصلاة والسلام على محمد وآله في البداية والنهاية.

الأخ الفاضل السيد أبو اسكندر الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

  تعقيباً على جواب السيد الشاهرودي أقول:

  من الواجب على العالم: أن يتوخى الدقة أثناء جوابه، ويلتمس النص، ويحكم بدليلي النقل والعقل، ويتجنب الأحاديث الضعيفة والشخصيات القلقة، ولا يتناقض مع الواقع.

حين قرأت جواب السيد لاحظتُ أنه لم يُراعِ هذه القواعد والضوابط المبدئية، بل تصوّر أوهاماً لا وجود لها على أرض الواقع، أو هكذا نُقل إليه دون أن يُكلّف نفسه عَناء التقصي والتحقيق، وهذا واجبٌ على العلماء.

هذه التصورات الغريبة، التي ليس لها صورة تصديقية، فرضها علينا بالقوة، دون خوف من الله، واعتمدها وكأنّها من اليقينيات الثابتة، فما هي هذه التصورات ؟

  تَصَوَّرَ أنَّ محمد بن نصير من الغلاة مُعتمداً على رواياتٍ ليس لها أيُّ قيمةٍ علميةٍ، وأنّ (له أتباعاً اندسوا بين صفوف العلويين وروّجوا لأفكاره) ممّا أدى إلى دخول بعض العقائد الباطلة على أبناء هذه الطائفة المسلمة.

ولو رجع إلى مصادرنا المُعتبرة والمُعتمدة لأنصفنا، لكنه لم يبغِ ذلك، لأنّ غايته تكفير العلويين، والسبب في ذلك هو أنهم كما قال: (ولكن بما أنهم كانوا بعيدين عن الأوساط الشيعية وعن العلماء الأعاظم حصل لدى العوام جهل بالأحكام الشرعية وانحراف عن بعض المعتقدات والطقوس الدينية).

هذا هو السبب الوحيد الذي صرح عنه بنفسه، وأعاده مرّتين في جوابه، فلو قلّدناه، أو قلّدنا العُلماء الأعاظم، لَكُنّا في أرقى درجات الإيمان في نظره.

إنّه أمرٌ غريبٌ وعجيبٌ! لقد تمسكنا بالعروة الوثقى، ولاية أهل البيت، فما رَضوا منا ذلك! لأنّ المَطلوب شتم بعض ثقاتهم، وإلا فنحن: غلاة في نظرهم.!

وفي كل الأحوال فإنّ نهجنا واضحٌ في الأصول والفروع، والجَرح والتعديل، له قواعد ثابتة لا نتجاوزها إلى غيرها، لأنّ في ذلك تجاوز للحدود، ونفقه الرواية بأصولِ الدّراية.

  أما بالنسبة لحديثه عن السيد أبي شعيب  فقد قال (ان الأئمة تبرئوا منه) دون أن يُقدّم دليلاً عنهم، وخلته وفوجئت حين كان دليله: ابن نوح، وسعد بن عبد الله، وابن شهر آشوب، اللذين لا يوثق بهم! فإن كانوا ثقات عنده، فهم غيرُ ثقاتٍ عندنا، وما أقوالهم سوى افتراءاتٍ على أبي شُعيب، فمنذ متى كان الحَمد والذم يُأخذ عن أصحاب الأهواء والمأرب الشخصية؟.

  ثـانيـاً :
نقبل اعتراف أبا نصر هبة الله بأنّ (محمد بن نصير من أصحاب الإمامين) وهذا صحيح في كل المعايير، لكننا نُبرئه مِمّا نُسب إليه من الإلحاد والجهل، فهاتان الصفتان لا تكونان في رجلٍ صاحَبَ الإمامين العسكريين عليهما السلام، ولم يَدّعِ أبو شعيبٍ البابية، كما زعموا، وكيف يدّعيها وهو الباب الشرعي! بل يدّعيها من فَقَدَهَا، وإذا صَحَّ ما نُسِبَ إلى أبي جعفر محمد بن عثمان بحق ابن نُصَيْر فإننا نحكُم على أبي جعفر حُكماً سَلبياً، لأنّنا نأخذ التوثيق أو عَدَمَهُ من أبي شُعيب.

  ثـالثـاً :
من نُصدّق ومَن نُكذّب؟! وكيف يُمكن الرّبط بين هذه الأقوال المُتناقضة والمُتضاربة: فأبو نصر يقول أنّه ادعى البابية، وسعد بن عبد الله يقول أنّه ادعى أنه رسول نبي، وابن آشوب أتى بما يُغايرهما!. ألا يُستدل من هذا التناقض على كَذبِ الجميع وافترائهم؟ بالطبع: نعم.
فلنُلقي بكل هذه المُخلفات الحاقدة، ولنلتمس اليقين مِمَّن لا نشك بثقته وهو (الشيخ الخصيبي) الذي أكدّ في "هدايته الكبرى" على أنّ البَاب الشرعي للإمام العسكري هو: محمد بن نصير. 

نسأل الله أن يجمع شمل المؤمنين ويقينا مُخلّفات الجَهل والحمد لله رب العالمين.

14\05\2011
حسين محمد المظلوم