الدليل على وثاقة وبابية السيد أبي شُعيب مُحمد بن نُصَيْر العلوي.. تعريف العلوية.. تقسيم العلويين إلى قسمين، أمرٌ غير بريء، وينمُّ عن حقدٍ دفينٍ، ولا يقرّه أي علوي..

أُضيف بتاريخ السبت, 30/04/2011 - 16:36

المرسل: zaynab \نيسان\27\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الذين اذهب عنهم الرجس أهل البيت وطهرهم تطهيرا ...
أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
العلاّمة السيد الشيخ حسين محمد المظلوم المحترم لا بد من التنويه إلى شكركم على بذل جهودكم في الاجابة على أسئلتنا ..
ولا بد من التنويه أيضاً على وصف الاجابات على الاسئلة ( حيث لست أهلاً للتوصيف) ولكن كلمة حق يجب ان تقال .. فأقول : أن إجاباتكم تتصف بالموضوعية والعقلانية والدلالات الواضحة الغير مبهمة فتكون سراجاً منيراً لكل ذي لب .. فجزاكم الله خير الجزاء يا سيدي الشيخ ولمثل هذا فليعمل العاملون .. وعليه ومتابعة لأسئلتي أسأل ...


في بعض المواقع التي تدّعي العلوية فصلت بين العلوية النصيرية والعلوية الحقيقية .. وقالت بما معناه:

  • أن العلوية النصيرية هم من اتبعوا طريقة (السيد محمد بن نصير النميري ـ رض ـ )
  • والعلوية الحقيقية هي التي اتبعت نهج مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ...
وفي معرض الإضاءة على شخصية السيد بن نصير (رض) تضاربت الاقاويل في تلك المواقع التي تدعي الموضوعية والحيادية بل هي تطرح فقط ما عثرت عليه من التاريخ وتطرح وجهتي نظر مختلفتين ..
» »   فطرحت عن السيد ابن نصير (رض) احاديث عدة منها ذمه وقدحه والطعن به .. ( على أنها شهادة من خيرة اعلام الشيعة ) وعلى أن الغالب من الجمهور الإمامية الاثني عشرية عليه الاخذ بها وعلى هذا الاساس تم الحكم على السيد بن نصير (رض) برفض التسمية به بناء على ماتقدم على لسان علماء شيعة ) أنه جاء على لسان الامام العسكري (ع) لعنه وذمه لأنه يؤله الائمة ويفعل الفواحش والعياذ بالله واشياء اخرى غير اخلاقية والحديث معروف لدى عامة الشيعة على العموم وبل يحتجون به علينا على رغم ضعف سنده (هذا إن صح ولن يصح إلا الصحيح ..
» »   وفي الجهة المقابلة أتى ذلك الموقع المدعي العلوية بحديث آخر عن السيد الخصيبي (رض) .والحديث كما يلي :
أورد الخصيبي عن علي بن عبد الغفار قال: كَثُرَ القولُ في محمد بن نصير فكتبتُ إلى أبي محمد العسكري ـ ع ـ : يا سيدي، إن محمد بن نصير يقول فيكم العظائم ويزعم أنكم أرباباً فعرِّفني ـ يا سيدي ـ ما عندك في ذلك لأعمل فيه. فوقع إلي ـ ع ـ :
نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار. والله، ما قال لهم إلا أنــَّا ربانيون لا أرباباً من دون الله.
المصدر \ منابع العرفان عند الشيعة الخصيبية، حسن يونس حسن، ص107-108.

هنا نلاحظ ازدواجية بالطرح :
» »   طرح ينتقص من مكانة السيد ابن نصير(رض) ويرفضه (في ذلك الموقع) وذلك لكي لا يخالف ما صدر في شأنه جل علماء الشيعة الكبار .
» »   طرح يؤيد وجهة نظر العلويين في انتمائهم الى هذا الامامي الجليل (السيد محمد بن نصير ـ رض )

هذا العرض بهذه الطريقة للسيد بن نصير (رض) أدى الى ما أمكن القول -على حسب طرح تلك المواقع- انقسام العلويين الى فئتين :

  1. فئة رفضت بابية السيد ابن نصير (رض) " بعد ان كانت ثابتة الاعتقاد ببابيته " وذهبوا الى الاعتقاد بالسفراء الاربعة .. بل باتوا يحاربون كل من يقول ببابية السيد ابن نصير (رض) ..
  2. فئة تعارضت مع هذا الطرح , لا بل ذلك دعاها الى البقاء والثبات على بابية السيد ابن نصير (رض) ..

وهذا الانقسام حسب ما تُظهره تلك المواقع دعا الكثيرين من أبناء الطائفة قبل الآخرين يتساءلون الأسئلة التالية، ليقطعوا الشك باليقين ..
و بناء على الجواب سيكون سؤالاً آخراً متعلقاً به. ولكن لم أعرض الاسئلة كلها خشية الاطالة ..

  1. من هو محمد بن نصير الذي يقول ببابيته اليوم المسلمون العلويون ... بفقرة موجزة ما حقيقته وما أصله وما نسبه والى اي العراقين ينتمي ؟
  2. مادور اسحق الاحمر في عصره وماعلاقته بتشويه حقيقة السيد بن نصير؟
  3. ما هو الحديث الصحيح الذي ورد في شأن السيد ابن نصير عن الأئمة عليهم السلام وخاصة عن الامام الحسن العسكري (ع) الذي يقطع الشك باليقين على أنه كان ثقة الائمة (ع) في ذلك العصر .؟ \مع المصدر بالطبع \
  4. ما نص الحديث الذي أوصى الإمام العسكري (ع) للسيد بن نصير (رض) ببابيته للإمام المؤمل صاحب العصر والزمان المهدي المنتظر عليه السلام ؟؟ \مع المصدر ايضا\

لربما البعض يقول ان ما يتعلق بالسيد محمد بن نصير (رض) يمكن لنا ان نجده في الكتب المتفرقة في المكتبة هنا، ولكن هنا عندما نرى الجواب جامعاً مختصراً لكل ماورد في الكتب أكون قد اطلعت على حقيقة متفرقة في فقرة واحدة موجزة ومفيدة وترد على كل سائل من غير العلويين ومن العلويين الغير مدركين لحقيقة من هو محمد بن نصير وما هو الحديث الحقيقي الذي صدر بشأنه عن الأئمة عليهم السلام في وثاقته والذي من جراء هذا الحديث أوكلت الثقة له ولمن بعده الى عصرنا هذا
وبالتالي يكون الجواب دليلاً قاطعاً لنا نحن على النت لمن يذمنا باتباع السيد محمد بن نصير (رض) كباب للإمام المهدي المنتظر (ع) عبر الزمان وفي آخر الزمان أيضاً ..
علماً وملاحظة أنه لم تذكر الاحاديث ذكراً واحداً لما يقال بالابواب الاربعة في آخر الزمان....!!!!!\ انتهى!

وبانتظار ما سيرشح به قلمكم المبارك سيدي الشيخ حسين المظلوم .لأني على يقين سيرشح نوراً يستنير به كل سائر على طريق ظلمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته\ وشكراً..
* ملاحظة: جزء من هذا السؤال سألته إحدى الاخوات فقلت ادمجه في سؤالي لطالما عندي نفس الاسئلة ولكن بشكل أوسع\ اقتضى التنويه 1

الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الصادق الأمين محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.

الأخوات المحترمات، السلام عليكن ورحمة الله وبركاته.
بياناً لما أوردتنّ فأقول وبالله التوفيق:

  العلويون مسلمون وفق نهج أمير المؤمنين بركنيه القولي والفعلي، فلا يوجد شيء اسمه العلوية النصيرية والعلوية الحقيقية، بل هناك علوية واحدة لها الإمامة والولاية وهي: مولانا أمير المؤمنين (ع) كذات معلومة، وكعقيدة مَرقومة تُرشد إلى معرفة الغاية، فهي نهجه المبين ونحن نعمل وفق هذا النهج اللاحب، وهو خلاصة الكتاب الكريم والسنة النبوية المعصومة .
وأبناء هذه الولاية قالوا بثقة السيد أبي شعيب وأنه الباب الشرعي للإمام العسكري وابنه الحجة القائم2 ، وما يزيدنا يقيناً وثقة بهذه الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي رواية الشيخ الخصيبي في "الهداية الكبرى" الدالة في أكثر من موضع على أنه الباب الشرعي.
فتقسيم العلويين إلى قسمين: أمرٌ غير بريء، وينمُّ عن حقدٍ دفينٍ، ولا يقرّه أي علوي: لا عالماً، ولا متعلماً، ولا أمياً.

  أما الطعون التي أوردها علماء الجرح والتعديل بحقه فلا قيمة لها جملة وتفصيلاً، ولا اعتبار لأقوال الأغيار في ثقاتنا، فلنا رجالنا الذين نثق بهم ونرضى بتوثيقهم لرجالٍ وتضعيفهم لآخرين ولا نلزم أنفسنا بغيرهم، ثم إنّ الطعون بحق السيد أبي شعيب جاءت من طريق واحد، ثم توزّعت ونُقلت على عَواهِنها، وهذا الطريق هو طريق الحاسدين الذي لا نعبأ به.

  أما الخلاف في البابية فلم يكن في عصر الإمام بل بدأ بعد مُضيّه (يراجع الاحتجاج للطبرسي). وهذا دليل قاطع على ثقة الإمام به، فلما مضى الإمام نازعه الحاسدون، وقالوا بحقه ما نقرأه في كتب الجَرح، وذلك لتشكيك الناس بمقامه، وصرفه عن منصبه، وهذا أمرٌ مُمتنع، وهو مخالفةٌ للإمام المعصوم الذي نَصّبَه باباً شرعياً وخروجٌ عليه..

  وإلى السائلين إجابات مختصرة على سلسلة الأسئلة:
السيد أبو جعفر هو محمد بن نصير بن بكر العبدي النميري، ونمير هو بيت عربي معروف بالفضل ومتأصل في عروبته في العراق، وقد كنّاه الإمام محمد الجواد بـ أبي شعيب.
أتى مهاجراً من البصرة إلى بغداد إلى الإمام محمد الجواد قبل مضيه بثلاثة أشهر سنة عشرين ومئتين. فيكون قد عاصر أربعة من الأئمة المعصومين عليهم السلام.
هناك غموض حول سنة ولادته أمّا وفاته فكانت سنة 270 للهجرة الشريفة.

  أما السؤال عن دور إسحاق الأحمر فهو التالي:
هو أبو يعقوب إسحاق بن محمد بن ابان النخعي البصري الملقب بالأحمر ضعيف الرواية وضاع للحديث خالف الإمام العسكري وتقوّل بحق السيد أبي شعيب حقداً وحسداً وكان يقول بالحلول وأنشأ فرقة أجمع العلماء على بطلان معتقداتها وقد أنقرضت نهائياً في عصر المكزون السنجاري الذي تولى بنفسه إحراق كتبها النافرة عن الحق والمخالفة لنهج المعصومين عليهم السلام.

  أما السؤال عن الدليل على وثاقة وبابية أبي شعيب:

فهو ما ورد في "الهداية الكبرى" للشيخ الخصيبي ، باب مولانا الإمام الهادي عليه السلام:

قال الشيخ الخصيبي: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن، قال: اجتمعتُ عند أبي شعيب محمد بن نصير البكري النميري وكان باباً لمولانا الحسن، وبعده رأى مولانا محمد عليهما السلام من بعد عمر بن الفرات، وكان معنا: محمد بن جندب، وعلي بن أم الرقاد، وفادويه الكردي، ومحمد بن عمر الكاتب، وعلي بن عبد الله الحسني، وأحمد بن محمد الزيادي، ووهب ابنا قاران، فشكونا إلى أبي شعيب وقلنا:
أما ترى إلى ما قد نزل بنا من عدوّنا هذا الطاغي المتوكل على سيدنا أبي الحسن عليه السلام وعلينا، وما نخافه من شره وإنفاذه إلى إبراهيم الديدج بحفر قبر أبي عبد الله الحسين بن علي عليه السلام بكربلاء.
فقال أبو شعيب: الساعة تجيكم رسالة من مولاي أبي الحسن وتَرَوْنَ فيها عجباً يُفرح قلوبكم وتقرّ عيونكم وتعلمون أنكم الفائزون.
فما لبثنا أن دخل علينا كافور الخادم من دار مولانا أبي الحسن عليهم السلام وقال: يا أبا شعيب، مولاي يقول لك: قد علمتُ اجتماع اخوانك عندك الساعة وعرفتُ شكواهم إليك، فيكونوا عندك إلا أن يَقدُم رسولي بما تعمل. فقال أبو شعيب: سمعاً وطاعة لمولاي.
فأقمنا عنده نهارنا وصلّينا العشائين وهدت الطُرق، فقال أبو شعيب: خذوا أهبتكم فإنّ الرسول يجيئكم الساعة.
فما لبثنا أن وافى الخادم فقال: يا أبا شعيب، خذ إخوانك وصر بهم إلى مولاك. فصرنا إليه، فإذا نحن بمولانا أبي الحسن عليه السلام قد أقبل ونور وجهه أضوأ من نور الشمس، فقال لنا: نعمتم بياتاً.
فقلنا: يا مولانا لله الشكر ولك.
فقال: كم تشكون إليّ ما كان من تمرّد هذا الطاغي علينا، لولا لزوم الحجة وبلوغ الكتاب أَجَلَه، لِيَهلك من هلك عن بينة، ويَحيَ من حي عن بيّنة، وتحقّ كلمة العذاب على الكافرين، لعَجّل الله ما بَعُدَ عنه، ولو شِئتُ لسألت الله النِّكالَ الساعة ففعل، وسأُريكم ذلك.
ودعا بدعوات، فإذا بالمتوكل بينهم مسحوباً يستقيل الله ويستغفره ممّا بدا منه من الجُرأة. تم

الأخوة الكرام لا بأس من قراءة سريعة لهذا الحديث:

  • أولاً:
    تصريح الشيخ الخصيبي ببابية أبي شعيب للإمامين العسكري والمهدي، والشيخ الخصيبي لم يروِ إلا عن الصادقين اللذين شاهدوا الإمامين وهم أكثر من سبعين مُحَدّث ثقة وردت أسماءهم في الباب الأخير من الهداية الكبرى.
  • ثانياً:
    نلاحظ رجوع الثقات الميامين إلى السيد أبي شعيب في الأمور المعضلات، أمثال: فادوية الكردي، وعلي بن أم الرقاد، ومحمد بن جندب، وغيرهم من أجلاّء أصحاب الإماميين الهادي والعسكري عليهما السلام، ممّا يَدلّ على قُربه من إمامه وثقته عنده.
  • ثالثاً:
    بشرى أبو شعيب لاخوانه بفرجٍ سيأتي من طرفِ المولى وحدوث ذلك الفرج، مِمّا يَدل على عَظيم درجته عند مولاه، وهذا العِلم المُسبق يَدل على أمرٍ من أمرين: إمّا أنّ المَولى الهادي أخبره بذلك قبل الآخرين وهذا يدل على رفيع منزلته وأنه أمين سره، أو أنّه عَلِمَ بذلك من باب أنّ المُؤمن ينظر بنور الله وهذا دليلٌ على شريف فضله وقربه من الله، فتأمّل.
  • رابعاً:
    نلاحظ توجيه الحديث والدعوة له من قبل مولاه وتبليغ ذلك لاخوانه وهذا يدل على اختصاص، وللمُعترض أقول: لماذا لم يقل كافور أنّ الإمام يَأمركم بكيت وكيت بل وَجَّهَ الحديث إلى أبي شعيب منفرداً مع وجود جميع إخوانِه.

ولو أردنا الاستغراق في بسط الخبر لاستخرجنا منه الكثير من الفوائد.

لن أقف عند هذا الحد كي لا يُقال: لقد اعتمد الحجة العقلية دون الدليل النقلي، مع العلم أنها تتضمن الدليل النقلي، وهو تصريح الخصيبي بذلك، واعتراف من حضر من الثقات بهذه الحقيقة التي لم يجهلوها وعلى أساسها قصدوا أبا شعيب.

قال الحسين بن حمدان الخصيبي، عن محمد بن إسماعيل الحسني:
عن أبي الحسن صاحب العسكر احتجب عن كثير من الشيعة إلا عن خواصّه، فلما أفضى الأمر إلى أبي الحسن عليه السلام كان يُكلّم الخواصّ وغيرهم من وراء السِتر إلا في الأوقات التي يَركب فيها إلى دار السلطان، وإنما ذلك مقدمة إلا لغيبة صاحب الزمان عليه السلام.
في تاسع عشر من الوقت توفى المعتمد وبويع لأحمد بن موفق وهو المعتضد في رجب في سنة تسعة وسبعين ومائتين.
في سنة تسعة وعشرين من الوقت توفى المعتضد وبويع لابنه علي المكتفي في شهر ربيع الآخر سنة تسعة وعشرين وهي سنة تسعة وثمانين من التاريخ.
وفي سنة خمسة وثلاثين من الوقت توفى المكتفي وبويع لجعفر المقتدر بالله بذي القعدة سنة خمسة وتسعين ومائتين.
وكانت كتبه ودلائله وتوقيعاته عليه السلام تخرج على يد: أبي شعيب محمد بن نصير بن بكر النميري البصري. فلما توفي خرجت على يد جدته أم أبي محمد عليه السلام وعلى ابنه محمد بن عثمان.

فهذا الخبر وسابقه يَدلاّن على بابية أبي شعيب،.
أما محمد بن عثمان فهو: وكيل المال، بدليل الخبر الذي يلي هذا الخبر فمن أراد التبيّن فليراجعه في "الهداية" الباب الأخير.

قال الحسين بن حمدان الخصيبي: حدثني محمد بن إسماعيل، وعلي بن عبد الله الحسنيان، عن أبي شعيب محمد بن نصير، عن ابن فرات، عن محمد بن المفضل، قال: سألت سيدي أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال: حاشا لله أن يُوَقت له وقت.......

وهذا الخبر طويل وهو الأخير في الهداية الكبرى من أراده كاملاً فليطلبه منها ونورد منه موضع حاجتنا.....
قال المفضل يا سيدي وفي أي وقت ولادته؟ ( والحديث عن الإمام المهدي ) قال: بلى، وبل والله لا يُرى من ساعة ولادته إلى ساعة وفات أبيه سنتين وسبعة أشهر، أوّلها وقت الفجر من ليلة يوم الجمعة لثمان ليالٍ خلت من شهر شعبان، لثمان ليالٍ خلت من شهر ربيع الأول من سنة ستين ومائتين، ثم يُرى في المدينة التي تُبنى بشاطئ الدجلة، بناها المتكبر الجبّار المُسمّى باسم جعفر العيار، المتلقب: المتوكل، وهو المتأكل لعنه الله.
يَدعو مدينة سامرا ست سنين، يَرى شخصه المؤمن المُحق، ولا يَرى شخصه المُشكك المُرتاب، ويَنفذ فيها أمره ونهيه، ويَغيبُ عنها ويَظهر بالقصر بصاريا بجانب حرم مدينة جَدّه رسول الله صلى الله عليه وآله، فيلقاه هناك المُؤمن بالقصر، وبَعده لا تراه كُلُّ عَين.
قال المُفضل: يا سيدي، فمن يُخاطبه، ولمن يُخاطب؟
قال الصادق: محمد بن نصير في يوم غيبته بصاريا، ثم يظهر بمكة .........

يُبَيّن هذا الخبر فضل أبي شعيب وقُربَه من مولاه وأنه بَابُه الشرعي لمن قرأه بتمعّن، وقد رواه أكثر علماء الحديث في موساعاتهم وكتبهم الحديثية...

  وفي رواية صاحب البحار:

قال المفضل، قلت: يا سيدي فمن يُخاطبه ولمن يُخاطب؟
قال: تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن، ويُخرِج أمره ونهيه إلى ثقاته ووكلائه، ويقعد على بابه محمد بن نصير النميري في يوم غيبته بصاريا. الخبر

  وفي مختصر بصائر الدرجات للحلي:

ويقعد بـبابه محمد بن نصير النمير في غيبته بصاريا ثم يظهر بمكة.

وللحقيقة فقد تم التلاعب بالجملة، وحدثت فيها زيادة: ففي رواية الحلي تم زيادة (على)، وفي رواية البحار تم زيادة حرف الباء (بـ). والأصل هي (ويقعد بابه محمد بن نصير) والغاية من ذلك: رجوع شيعة الإمام إلى بابه الشرعي وهذا بَيِّنٌ.

أختي الكريمة يكفينا دليلاً قاطعاً قول الشيخ الخصيبي على بابية أبي شعيب، وتسليم الأُمناء الذين عاصروا المعصوم بهذه الحقيقة التي لا تقبل الجدل في النهج العلوي، فليس مُرادنا إقناع الآخرين -لأنهم اتخذوا حُكماً مُسبقاً في هذه القضية، وهذا الحُكم ليس حديثاً، بل قديماً وهو مفصليٌ- الغاية إقناع من يقول بالنهج العلوي وليس غيره، وختاماً أقول:
وكما هو معروف بأن من وَثِقَ برواية الخصيبي صَدَقَ ببابية أبي شعيب، ومن لم يَثِق فلا حديث بيننا وبينه في هذا الموضوع الذي يُعَدّ: من الرَكائز الأساسية في المذهب العلوي.

والحمد لله رب العالمين

حسين محمد المظلوم
29\4\2011