علويو الأمس هم علويو اليوم، العلويون هم النصيريون طرداً وعكساً، الدستور العلوي النصيري، السلوك العرفاني.

أُضيف بتاريخ الأحد, 08/05/2011 - 11:59

المرسل: zaynab \أيار\05\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين
أما بعد . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ نشكركم مرة اخرى على سعة صدركم في الاستجابة لنا ولأسئلتنا لكم منا خالص التحية والاحترام والتقدير ..
وعليه ومتابعة للأسئلة أسأل مايلي :
في موقع يدّعي العلوية ويحاول صاحبه تمثيل أحرار العلويين، وهو دائم التركيز في أغلب مقالاته على التفريق والتمييز بين ما يُسمّيه (الطرح العلوي والطرح النصيري)، ولهذا سألتكم عن تعريف العلوية  في سؤال سابق لأنّ نفس الموقع قال أنّ هناك (علوية نصيرية وعلوية حقيقية) وأقتبس من جوابكم الشافي عليه ما يلي:

(فلا يوجد شيء اسمه العلوية النصيرية والعلوية الحقيقية، بل هناك علوية واحدة..............فتقسيم العلويين إلى قسمين: أمرٌ غير بريء، وينمُّ عن حقدٍ دفينٍ، ولا يقرّه أي علوي: لا عالماً، ولا متعلماً، ولا أمياً.)
ومنعاً للتضليل الذي يبثونه وللحصول على الأجوبة الصحيحة من علماء العلويين مباشرة أتابع بحثي وأسئلتي لكم. ففي مقالات أخرى من هذا الموقع المشبوه قسَّم العلويين الى: علويي الأمس وعلويي اليوم، وأفرد لكل قسم مقالاً منفرداً:

  المقال الأول: علويو الأمس.
وفيه عبّر عن علويي الأمس بـ (النصيريين الخصيبيين)، وسمّاهم (الخصيبيون الأوائل)، وقسّمهم إلى (ثلاثة زمر) تحدّث عنهم باختصار، ثم ذكر (أعلام ممن تنسبهم الناس إلى "العلوية النصيرية") وذكر منهم (أبو سعيد ميمون بن عبد القاسم الطبراني، وأبو الفتح البغدادي، والمنتجب العاني، والمكزون السنجاري، وحاتم الجديلي، و يوسف بن العجوز الرداد الحلبي) وتحدّث باختصار عن كل واحد منهم ناسباً إليهم أسماء كتبٍ لم نسمع بها من قبل!
ثم أتى على ذكر (الفرد العلوي النصيري) وتحدث عنهم كعادته بما يجعلهم دائماً في دائرة الشبهات، إلى أن شبههم بعلويي الأمس وبالتالي وضع الكل في دائرة الشبهات؟! فقال:

وننصف "العلويين النصيريين" ونصيب كبد الحقيقة إذا قلنا أن علويي الأمس كعلويي اليوم ــ تقريباً ــ منقسمون إلى زُمَرٍ وفئات! فمن "العلويين النصيريين" مَن يقلِّد أستاذه "الصوفي" أو "العرفاني" دون عِلم ولا دراية ولا اعتقاد صريح بحقيقة ما يقوم به، وهؤلاء ــ بكل ".إنصاف ــ هم جمهور تلك الفئة من العلوية المسماة "الضالة" أو "الغالية".

  المقال الثاني: علويو اليوم. وفيه يقول:

يختلف علويو اليوم عن علويي الأمس اختلافاً كبيراً، أو شبه كلياً! فغالبية علويي اليوم هم غير نصيريين [1] أبداً، وهذا يعني أن الاختلاف الفقهي وغيره بينهم وبين بقية إخوانهم المسلمين قد انحسر في جوهره انحساراً كبيراً.
[1] نستعمل عبارة "العلوية النصيرية" بالمعنى المعروف والمشهور لاسم "النصيرية"، أي: خاص بمَن له مذهب عرفاني أو طريقة صوفية.. (تأويلات ومقالات خاصة) وقد ابتكرنا ذاك التمييز، بين العلوية (الصرفة) والعلوية النصيرية، لرفع الظلم عن "اسم العلوية" وعن "المنتسبين إلى العلوية".

والسؤال: هل هناك فعلاً ما يسمى (علويو الأمس وعلويو اليوم)؟ وما هو حقيقة القول في تلك الآراء الشاذة وما الغاية منها، هل هي فعلاً تصب في خانة الدفاع عن العلويين والتعريف بهم كما يدّعي صاحب ذلك الموقع أم أنّها بعكس ذلك؟

==================================
وفي معرض سؤال أحد قراء ذلك الموقع عن الدستور النصيري (المزعوم) والذي يتباهى به المٌغرضون وينشرونه على النت وفي كل مكان غرض الاساءة للطائفة العلوية ليس إلا .... فقال: (هل هو الدين العلوي ام الدين النصيري ام ما هو).
فأتى الجواب من ذلك الموقع بعد تقديم يشكر به السائل على التمييز بين العلوية والنصيرية وأنّ هذا ما وضّحوه في موقعهم وأزالوا اللبس حوله.. وبعد أن غاص في شروحات وتفسيرات عديدة ليصل إلى النتيجة التالية ونختصر منها:
[ لربما كان لأصحاب "الطريقة العرفانية" من "العلوية النصيرية كلام مقارب في الشكل أو المضمون لكن لا شك أن المراد بها، من توحيد وتنزيه لله، غير الذي يُؤَوَّل من ظاهر الألفاظ والعبارات...]
والسؤال هو كالتالي : ما هو دستور العلويين؟ وهل هناك فرق بين دستور العلوي ودستور النصيري كما زعم ذلك الموقع ؟؟
ولكم الشكر والتقدير يا سيدي الشيخ وتقبلوا فائق الاحترام والتقدير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 1 .

الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآله.

الأخت المصونة زينب المحترمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تكلم الكثيرون عن هذه الطائفة المسلمة المؤمنة فأنصفها البعض وهم قلة وظلمها آخرون.
  هذا الظلم يعود إلى سببين تعصب وجهل:

  • فالمتعصب والحاقد ينظر بعين طبعه، وهو لا يتوخى الدقة، ولا يَبغي الحقيقة، بل غايته طمسها وتشويه معالمها بكل الوسائل المتاحة له.
  • والجاهل تبوأ غير موقعه، فخلط الحابل بالنابل، ولم يميز بين الخبيث والطيب.

  علويو الأمس هم آباء علويي اليوم، وعلويو اليوم هم أبناء علويِي الأمس، ولا فرق بينهما، فالعقيدة واحدة في أصولها وفروعها وآدابها.

  إن التلاعب بالمصطلحات من قبل الموتورين لن يُقدّم لهم نتيجةً تُذكر، والحقيقةُ ستبقى كما بَدَتْ، فأوّلها مُرتبط بآخرها، فهي حلقة متصلة بلا انقطاع، فالعلويون هم النصيريون طرداً وعكساً، ومذهبهم واضح المعالم، فلا باطنية تُذكر، ولا ازدواجية تُوجَد.

  إن الحاقدين الصقوا بهذه الطائفة كماً كبيراً من المُفتريات الشبيهة بعقولهم السخيفة، فدحضها علماؤنا، وفنّدوها الواحدة تلو الأخرى، وسلكنا سبيلهم اللاحب في الذَب عن معتقداتنا الإسلامية الصرفة، فأراد بعض الأخوة أن يَدلو بدلوه، فسلك سبيلاً مُغايراً، فأساء من دون قصدٍ ويا ليته ما فعل.

  أراد أن ينفي عن طائفته التي ينتمي إليها هذه التُهم بطريقة غريبة وغير واقعية، فقال بوجود فرقتين: علوية ونصيرية، وألصق هذه التهم بالنصيرية، ليُبرأ الساحة العلوية منها، بعد تأكيده على الغيريّة بين الفرقتين، فاتهمنا من حيث يَدري أو لا يدري، لأنّ العلويّة: هي نصيرية الامتداد، والنصيرية: هي علوية الوجود، ولا فرق بين المصطلحين، فما انتفى عن العلويين فقد انتفى عن النصيريين والعكس، ولهذا نقول أنّ هذا الدفاع الهجومي يُؤذي أكثر من مُفتريات الحاقدين.

  نعم إنّ العلويين هم النصيريون طرداً وعكساً قديما وحديثاً، وهذه الفرقة الإسلامية التي سلكت نهج علي في الإسلام بريئة من كل ما أُشيع حولها، وساحتها نقيةٌ من كل عَيبٍ، وهي ساحةٌ إسلاميةٌ عَربيةٌ مُحمّديةٌ قرآنيةٌ، ومن قال غير ذلك فهو: إما حاقدٌ أو جاهلٌ.

  إنّ كتاب الله المُنزل على النبي المرسل: هو الدستور الإلهي لكل علوي نصيري في الماضي والحاضر والمستقبل، فُطروا على قبول آياته والعمل بأحكامه، فيه آيات مُحكمات وأخر مُتشابهات يجب رَدُّها إلى المُحكم بالدليل القطعي المعصوم.

  وما قيل عن دستور خاص بالعلويين: فمحض افتراء لا أصل له، وهذه الفِرْيَة طُبخت في المَطابخ الفرنسية، انتقاماً من ثورة المجاهد الكبير الشيخ صالح العلي، فنشروا ما أطلقوا عليه اسم الباكورة السليمانية  وألصقوها بنا، ومن يطّلع عليها يُلاحظ بوضوحٍ التركيب المُصطنع، وقد تناولت هذا الموضوع في عدة مواضع، وفندته بالدليل النقلي والحجة العقلية، ولا حاجة إلى إعادته هنا.

  أما السلوك العرفاني : فهو منهجٌ عَمَلِيٌّ مُستوحى من كتاب الله، اعتمده الكثيرون من أبناء المذاهب الإسلامية على مُختلف مشاربهم، وقد أرسى قواعده مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، حيث يقول في وصفه السالك إلى الله:

قد أحيا عقله، وأمات نفسه، حتى دق جليله، ولطف غليظُه، وبرق له لامعٌ كثيرُ البرقِ، فأبان له الطريق، وسلك به السبيل، وتدافعته الأبواب إلى باب السلامة، ودار الإقامة، وثبتت رجلاه بطمأنينة بدنه في قرار الأمن والراحة، بما استعمل قلبه، وأرضى ربه. (نهج البلاغة)

وقال في موضع آخر حين سئل عن العالم العُلوي:

صورٌ عارية عن المواد، عالية عن القوة والاستعداد، تجلى لها فأشرقت، وطالعها فتلألأت، وألقى في هويتها مثاله، فأظهر عنها أفعاله، وخلق الإنسان ذا نفسٍ ناطقةٍ، إن زكّاها بالعلم فقد شابهت جواهر أوائل عِللها، وإذا اعتدل مِزاجها وفارقت الأضداد فقد شارك بها السبع الشداد.( المناقب لأبن شهر اشوب – مصباح البلاغة )

  فهذا هو السلوك العرفاني ، أبانَ عن أصوله أمير المؤمنين عليه السلام، وهو سيرٌ إلى الله بواسطة: العلم والعمل والتحلي بمكارم الأخلاق والتخلي عن النقائص والعيوب، وليس كما يَفتري المُفترون ويَتوهم الغائبون .

أسأل الله أن يقينا شرور أنفسنا والسلام.

حسين محمد المظلوم
7\5\2011