الإسلام في مواجهة الباطنية كتابٌ مضطرب كصاحبه وهو تأليف محمد مجذوب نشره باسم أبي هيثم ليس خوفاً من العلويين بل خجلاً منهم لأنه ناقض كل أقواله السابقة.. هذا الكاتب تحوّل من مُسلم سُنّي مُعتدل له احترامه، إلى ناصبي هَدّام تشرّب مَبادئ الوهّابية الحديثة...

أُضيف بتاريخ الأحد, 29/07/2012 - 15:22

المرسل: رضوان \13\07\2012م\

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وآل محمد
والعن أعداءهم أجمعين ومن الأولين والآخرين .
أود سؤالكم عن كتاب (الإسلام في مواجهة الباطنية ) لمؤلفه- كما كتبوا على كتابه- ( المجاهد الكبير أبو هيثم ) الذي اضطر لإخفاء اسمه؛ خوفا من العلويين.
وهو يدعي أنه أعلم المؤلفين حول العلويين؛ لأنه عايشهم لسنوات طويلة، وإستطاع الحصول على بعض مخطوطاتهم الباطنية؛ فأظهر بعضها في كتابه؛ وفيها ما يتردد دائما ضد العلويين، من تأليه الإمام علي ع، وتحليل الخمر وأن معرفة الباطن تسقط الظاهر .
والكتاب هذا منشور على النت أيضا 1
الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه الميامين.

  الإسلام في مواجهة الباطنية كتابٌ مضطرب كصاحبه وهو تأليف محمد مجذوب، نشره باسم أبي هيثم ليس خوفاً من العلويين بل خجلاً منهم لأنه ناقض كل أقواله السابقة، وهو كغيره من الكتب الرخيصة التي لا يُعتَد بها ولا يُعَوَّل عليها لعدم تلازم مضمونه مع الواقع، ثم أنّ هذا الكاتب مشهورٌ بالانقلاب السريع على أقواله وأفعاله، وهذا الكتاب بالذات قمت بالرد عليه في كتابي المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام الجزء الثاني وأظهرت تناقض هذا الكاتب الذي كذّب نفسه في عدة مواضع.

  فمن هو محمد مجذوب ؟

  ولد عام 1907 في طرطوس سوريا وتوفي عام 1999 هو داعية وأديب سوري ولد في بيت متدين لأسرة تعمل في التجارة، ولها صلة بعلوم الدين واللغة العربية. تلقى دراسته الأولية في الكتاب، ثم في مدارس الدولة العثمانية، ثم على الشيوخ ومنهم عمه الشيخ عبد الله المجذوب. شارك في النضال ضد الفرنسيين، وتعرض للسجن والمطاردة والاضطهاد وفي سنة 1936م، بدأ عمله في سلك التعليم في سورية، ثم هاجر إلى المدينة المنورة سنة 1383ه، حيث عمل مدرساً بالجامعة الإسلامية إلى نهاية سنة 1403ه، حيث تقاعد وبقي بالسعودية، بدأ نشاطه العلمي والأدبي وهو دون العشرين من عمره، حيث نظم قصيدة وطنية نشرتها له إحدى الصحف المحلية، ثم أتبع ذلك بإصدار رسالة يرد فيها على دعاة النصرانية بعنوان: "فضائح المبشرين"، ثم توالى إنتاجه العلمي والأدبي والدعوي حتى بلغت مؤلفاته قرابة الخمسين مؤلفاً، تنطلق معظمها من الرؤية الإسلامية، وتعكس أحداث عصره في سورية وعلى مستوى العالم الإسلامي، وكان من أول الداعين إلى الأدب الإسلامي من خلال مقالاته وبحوثه في مجلة "حضارة الإسلام" التي جُمعت فيما بعد في كتابه "مشكلات الجيل في ضوء الإسلام"، والغريب في هذا الكاتب كما ذكرتُ أنه منقلب على نفسه فبعد أن نشر قصيدته الشهيرة (أأبا يزيد) أسقطها من ديوانه (نار ونور) في الطبعة الثانية وذلك بعد أن انتقل إلى السعودية، وبعد أن أثنى على المسلمين العلويين وأكبر شيوخهم عاد وانقلب بكتابه هذا على أقواله، وهذا يدّل على اضطرابه الشديد وعدم ثقته بنفسه، أو أن فئة ما اشترت ضميره الرخيص، وتحوّل من مُسلم سُنّي مُعتدل له احترامه، إلى ناصبي هَدّام تشرّب مَبادئ الوهّابية الحديثة بعد رحيله إليها.

حسين محمد المظلوم
28/7/2012