الكتب التي تعرضت للعلويين كثيرة.. الباكورة السليمانية مولودة في المختبرات الاستشراقية في بداية عشرينيات القرن الماضي وهي بمثابة انتقام من ثورة الشيخ صالح العلي ضد الفرنسيين.. تعلق الوهابيين بها طبيعي.. السلفية قديمة منهم معتدلون ومنهم متطرفون..

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 28/08/2012 - 14:02

المرسل: علي إبراهيم \13\08\2012م

سلام عليكم سيدي الشيخ:
أنا أعرف إن كتب مثل باكورة سليمانية كذب و نفاه علماء العلويين في كتبهم .لكن سوال هو من هو موالف الكتاب و كيف استطاع أو من أين أتى بهكذا معلومات في الكتاب .يعني كيف أخترع مثل هكذا أكاذيب و هل صحيح إن العلويين قتلوه بعد إن عاد إليهم لانه قال هكذا كلام في كتابه ..ما كان دور الفرنسين في هذا و نلاحظ إن هذا الكتاب منتشر في مواقع إسلامية متطرفة (سلفية و/ وهابية) إذا تكتب كلمة نصيري على الانترنت تاتي مواقع سلفية و تتحدث عن هذا الكتاب و معتقدات العلويين ... هل كان يوجد هناك سلفيين في مناطق العلوية في سوريا. يقال إن مؤلف هذا الكتاب ساعدوه الفرنسيين في نشره فحصلو السلفيين على نسخة منه فا نشروه .. أو هكذا يقال ..... إن كان المسلمين العلويين كما شرح علماء العلويين في كتبهم بالمكتبات فا من أين أخترع هكذا كلام عن العلويين و كيف لصق بهم .

أيضا سوال ثاني هل يمكن لك أن تذكر لنا كل الكتب التي تروي كذبا عن العلويين و كيف لنا أن نعرف صحتها من كذبها و المؤلفين الكاذبين أيضا . يقال إن يوجد بعض كتب للعلويين و يقال إن مؤلف هذه الكتب من نفس الطائفة و من علماء الطائفة لكنها ليست لمعتقدات هذه الطائفة . مثلا شرح ديوان الخصيبي يقال إن مؤلفه الشيخ عبد لطيف إبراهيم مرهج و هكذا مكتوب في الكتاب مع إسمه و سابقا في سوالي لك لقد قلت إن مؤلف الكتاب ليس شيخ عبد لطيف إبراهيم . إن كان هذا كذبا فكيف ياتي شخص و يكتب كتاب و يضع اسم غير إسمه كا اسم الشيخ عبد اللطيف إبراهيم عليه قانونيا ألا يحبس هذا الشخص في السجن لانه زور الكتاب و وضع اسم موالف تاني غير إسمه و ثانيا ألا يجب على كل كتاب يكتب باسم العلويين أن يفحص قبل النشر يعني هل يجوز إلى أي عالم علوي أن يكتب كتاب و ينشره في مكتبات و الأسواق من دون أخذ الإذن أو فحص.

الجـواب

 الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين، وأصحابه الميامين، والتابعين لهم بإحسان إلى يوم القيامة والدين.

بالنسبة للباكورة السُلَيْمانيّة فقد تحدّثت عنها في أكثر من موضعٍ بأنّها أُلصِقَت بالمُسلمين العلويين، وهي مولودة في المُختبرات الاستشراقية في بداية عشرينيات القرن الماضي، ومن يُمعن النظر فيها بتجرُّدٍ يعلمُ أنّها من المُفتريات لكثرة مُتناقضاتها مع نفسها ومع غيرها.

فإذا كانت هذه الباكورة وُضِعَت في بداية العشرينيات وعلى أيدي المستشرقين الفرنسيين، ونحن نعلم بأنّ ثورة الشيخ صالح العلي ضد الفرنسيين بدأت قُبيل هذا التاريخ بقليلٍ، فتكون بمثابة انتقام من هذه الثورة المُباركة ومن قائدها ورجالها الشرفاء.

وقد أوضحتُ في كتابي (المسلمون العلويون بين مفتريات الأقلام وجور الحكام) نقلاً عن العلامة الدكتور علي سليمان الأحمد ما يلي:

[ فأوّل أُكذوبةٍ وردت ولفّقت ووضعت من المُغرضين والدجالين: "الباكورة السليمانية" لسليمان الآضني والذي هو بالحقيقة شخص وهمي اختلقه المُرسَلون الأجانب بإيعاز من المستعمر الأجنبي، وهذه الباكورة المطبوعة سنة 18622م ،هي إحدى الآلات والوسائل التي يُتوسل بها لشحن الأذهان وإثارة الأضغان ضد العلويين وقد وُضعت في هذا العصر لنفس الغاية التي قُصِدَت من مؤلف الغزالي، وفتاوى ابن تيمية، ونوح الحامد الحنفي، في تلك العصور بل عند التدقيق هي أدهى وأمرّ وهدفها أو هدف واضعيها المحو الكامل للعلويين بإخراجهم من عقيدتهم الإسلامية وتحويلهم إلى أخرى، وهكذا يذهب كل صبرهم على البلوى وتضحياتهم القرون العديدة سُدى.

وقد نُشِرَتْ هذه الباكورة برعاية وعناية المُبشّرين ذوي الدربة العالية في إلباس التشويه أبهى حِلل المنهجية والعلمية.

ومن تأمّل في هذه الباكورة وعرضها على الوقائع الثابتة لسخر منها واستهزأ من واضعيها، واستدل على ضعف عقولهم البليدة وخبث نواياهم لما تحمل في طياتها من المتناقضات المُضحكة، والأحاديث العجيبة، فصاحبها كما يزعمون كان علوياً ثم تهوّد ثم تنصّر فكيف يوثق بهكذا رجل (هذا إن كان موجوداً).

وقد حاول واضعو هذه الباكورة عرض المذهب بأبشع الصِيَغ وإبراز كل المنفّرات التي تُبْعِد إخوانهم في الدين عنهم، كالتركيز على المُثيرات مثل الطعن في الخلفاء، وموهمات التجسيد للإله والتشبيه، مما يضرب حولهم ستاراً حديدياً يعزلهم عن كل صلة لهم به، وبالرغم من الدس المفضوح في هذه الباكورة فإنّ جميع من كتبوا عن العلويين في عصرنا أخذوا عنها واستندوا إليها من دون تدقيق ولا تحقيق وهذا مما يؤكد لنا أنّ تكفير هذه الطائفة هدف هام وأساسي بالنسبة للكثيرين حتى ولو كذبوا وكُشِفَ كذبهم.

فمن شاء من إخواننا المُسلمين أن يستنبط العلوية من "باكورة سليمان" فعليه أن يقرأ أولاً أنّ الإسلام هو ما يحكيه عنه المبشرون وهذا محال، لأنّ المُبشّرين أوضحوا رأيهم ومفهومهم في الإسلام من خلال ما كتبوه ونشروه في سلسلة الحقيقة الصعبة وغيرها. فكيف يرفضون بعض ما جاء في هذه السلسلة ويقبلون البعض الآخر؟]

وقد ضربتُ مثلاً يدل دلالةً قطعيةً على أنّ هذه الباكورة المذكورة وَليدَةَ الفِكر الحاقد، ولا تمت إلى المسلمين العلويين بصلة وهو ما ورد فيها:

( روي الخبر عن أبي شعيب محمد بن نصير أنه قال من أراد النجاة من حر النيران فليقل.. اللهم ألعن الشيخ أحمد البدوي، والشيخ أحمد الرفاعي والشيخ إبراهيم الدسوقي والشيخ محمد المغربي )

ونحن نعلم أن هؤلاء الشيوخ الأربعة ولدوا بعد وفاة السيد أبي شعيب بمئات السنيين!، فكيف يلعن قومًا قبل وجودهم!، أليس هذا دليلٌ على أنّ هذه الباكورة كُتِبَت حديثًا وأُلصقت بالعلويين، وإنّ الذين كتبوها أرادوا إيقاعَ الفتنة بين العلويين وأنصار ومُريدي هؤلاء الشيوخ.

وبالنتيجة فسُليمان الأضني أو الأذني لم تلِده أُمُّهُ بَعد، وهذه الباكورة خليطٌ غيرُ مُتجانسٍ من الأفكار المأخوذة من هنا وهناك، جُمعت وألصقت بنا زورًا وبهتانًا، والغايةُ واضحةٌ والهدفُ معروف.

أما تعلّق الوهابيين بها فطبيعيّ، فمن تشرّب الحِقد من ابن تيمية فإنّه يقبل بهذه التُرّهات ليُلصقها بقومٍ يُوالون أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين.

والسلفية أيها الأخ قديمة فإمامها أحمد ابن حنبل إمام المذهب الحنبلي ، لكنها خرجت عن حد الاعتدال في عصر ابن تيمية، فالمعتدلون منها هم الذين عارضوا مستحدثات ابن تيمية، والمتطرفون هم أتباع ابن تيمية، ثم أنها ازدادت تشددًا وتطرفًا في عصر محمد بن عبد الوهاب، وعرفت منذ ذلك الحين بالوهابية وهي غير السلفية المعتدلة.


أما الكتب التي تعرضت للعلويين فهي كثيرة ولا يمكن إحصائها، إلاّ أنها مُتشابهة لأنها رَدّدت نفس الأكاذيب، وقد ذكرتُ عددًا كبيرًا منها في كتاباتي ( المسلمون العلويون ج1-2، الحجة الكاملة، وغيرهما تستطيع الرجوع إليها.

أما العلويون الذين تحدثوا عن طائفتهم مستندين إلى أوهامهم فهم كثيرون أيضًا وقد قمت بالرد على بعضهم ولدينا المزيد.

أما مراجعة ومراقبة الكتب قبل نشرها فهو يحتاج إلى مرجعية روحية جامعة للعلويين، وهذا غير موجود في الوقت الحالي.

أما تأليف الكتب ونسبتها إلى غير مؤلفيها فالأمر قديمٌ مُتجددٌ ولا ينحصر عندنا فقد وقع عند أكثر الطوائف، وكم من كتاب لرجل نسب إلى غيره أما من جهة الخطأ أو من جهة الإلصاق لغايات خبيثة.

وتسأل عن المحاسبة!، فمن يُحاسب ومن يُراقب!؟ نسأل الله العفو والرحمة.

حسين محمد المظلوم
25\8\2012