الجواب على (سؤال ببحث) كما عنونه السائل وضمّنه مسائل أُجيب عليها سابقاً.. لسنا مُلزمين بأقوالِ الرجالِ من الذين يُرَدّدونَ أقوالَ الحاقدينَ من دونِ تحقيقٍ.. نحنُ نأخُذُ مَعالمَ ديننا وأصولَ فقهنا من المَعصومينَ لا مِن هذا وذاك...

أُضيف بتاريخ الأحد, 01/07/2012 - 05:28
المرسل: رضوان \21\02\2012م
بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله
اللهم صل على محمد وآل محمد.
وبعد...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
يعلم الله بأننا لا نريد إلا معرفة الحقيقة ،والإنصاف ،ولا نريد التهجم والتجني على الآخرين .
وقد كنا في مرحلة بحث لمعتقدات الطائفة العلوية النصيرية , ومدى اختلاف معتقدات هذه الطائفة عن مذهب أهل البيت عليهم السلام مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية الجعفرية ، ولكننا لم نتوصل إلى نتيجة نهائية للبحث فنقول :

من المعرف أن العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي هو شيخ الإسلام عند الشيعة ،وهو من المتبحرين في علوم أهل البيت ع وهو مؤلف كتاب "بحار الأنوار" فيقول في هذا الكتاب في ج 25 - ص 346 – 347
(اعلم أن الغلو في النبي والأئمة عليهم السلام إنما يكون بالقول بألوهيتهم أو بكونهم شركاء لله تعالى في المعبودية أو في الخلق والرزق أو أن الله تعالى حل فيهم أو اتحد بهم ، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى أو بالقول في الأئمة عليهم السلام أنهم كانوا أنبياء أو القول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ، أو القول بأن معرفتهم تغني عن جميع الطاعات ولا تكليف معها بترك المعاصي . والقول بكل منها إلحاد وكفر وخروج عن الدين كما دلت عليه الأدلة العقلية والآيات والاخبار السالفة وغيرها ، وقد عرفت أن الأئمة عليهم السلام تبرؤوا منهم و حكموا بكفرهم وأمروا بقتلهم ، وإن قرع سمعك شئ من الاخبار الموهمة لشئ من ذلك فهي إما مأولة أو هي من مفتريات الغلاة . ولكن أفرط بعض المتكلمين والمحدثين في الغلو لقصورهم عن معرفة الأئمة عليهم السلام وعجزهم عن إدراك غرائب أحوالهم وعجائب شؤنهم فقدحوا في كثير من الرواة الثقات لنقلهم بعض غرائب المعجزات حتى قال بعضهم : من الغلو نفي السهو عنهم أو القول بأنهم يعلمون ما كان وما يكون وغير ذلك ، مع أنه قد ورد في أخبار كثيرة " لا تقولوا فينا ربا وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا " وورد " أن أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان " وورد " لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله " وغير ذلك مما مر وسيأتي . فلابد للمؤمن المتدين أن لا يبادر برد ما ورد عنهم من فضائلهم ومعجزاتهم و معالي أمورهم إلا إذا ثبت خلافه بضرورة الدين أو بقواطع البراهين أو بالآيات المحكمة أو بالاخبار المتواترة كما مر في باب التسليم وغيره .)

والعلويون النصيريون من الطوائف المتهمة باللغو ،وأغلب صفات الغلاة التي ذكرها المجلسي يتهم بها العلويون .
فهل هذه الاتهامات صحيحة ؟

الذي ثبت عندنا أن تسمية العلويين بالنصيريين جاءت من النسبة إلى محمد بن نصير النميري ،الذي ادعى البابية إلى الإمام الهادي والعسكري والمهدي ع ، كما جاء ذاك صريحاً في كتاب الهداية الكبرى للخصيبي ج 2 ص 324 – 325 :
(وعنه قال: حدثني أبو جعفر محمد بن الحسن، قال: اجتمعت عند ابي شعيب محمد بن نصير البكري النميري وكان بابا لمولانا الحسن وبعده رأى مولانا محمدا (عليهما السلام) من بعد عمر بن الفرات....)

وفي ج 2 ص 367 – 368 :
(وكانت كتبه ودلائله وتوقيعاته (عليه السلام) تخرج على يد ابي شعيب محمد بن نصير بن بكر النميري البصري)

وفي ج 2 ص 393 – 399 مروياً عن محمد بن نصير :
(قال المفضل: يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب قال الصادق محمد بن نصير في يوم غيبته بصاريا...)

ونقل هذا الكلام العلامة المجلسي في البحار ج 53 - ص 1- 6

وقد جاء في كتاب نفس الرحمن في فضائل سلمان - ميرزا حسين النوري الطبرسي - ص 561 – 567:
(أقول : وما اشتملت عليه تلك الأخبار ، مع غرابتها في نفسها ، مخالف لما قدمنا : من أنه تزوج وكان له أولاد ، ولعل تلك الأخبار مستند من أنكر تزويجه وقال : إنه كان مجبوبا ، ممن أشار إليهم في مجالس المؤمنين ، وأنت خبير بان الحسين بن حمدان ضعيف جدا لا يجوز الاعتماد على ما تفرد به ، سيما مع معارضته بالأخبار المعتبرة المعتضدة بالشهرة بين الأصحاب .
قال النجاشي : ( الحسين بن حمدان الحضيني الجنبلاني ، أبو عبد الله ، كان فاسد المذهب ) ، وزاد في الخلاصة : ( كذابا صاحب مقالة ، ملعون لا يلتفت إليه ) ، وعن الغضائري مثله ، وضعفه المجلسي في الوجيزة ، ولو لم يضعفه أرباب الرجال لكان فيما ذهب إليه في هذا الكتاب كفاية في جرحه ، فإنه ذكر بعد باب الإمام الثاني عشر ، ومنه وصل إلينا من نسخة هذا الكتاب بابا ذكر فيه أبواب الأئمة ، فقال : ( باب ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجميع الأئمة الراشدين عليهم السلام وعلى أبوابهم الذين يخرج منهم العلم إلى أهل توحيد الله ومعرفته ، وهم اثنى عشر بابا لاثني عشر إماما : فأولهم سلمان الفارسي وقيس بن ورقاء ، وهو سفينة ، ورشيد الهجري وأبو خالد عبد الله بن غالب الكابلي ، ويحيى بن معمر أم الطويل اليماني ، وجابر بن يزيد الجعفي ، ومحمد بن أبي زينب الكاهلي ، والمفضل بن عمر ، ومحمد بن المفضل ، وعمر بن الفرات ، ومحمد بن نصير بن بكر النميري ، وهو باب المهدي غائب بغيبته ويظهر بظهوره ، ثم ذكر لكل منهم بابا وروى في شأنهم أخبارا كثيرة وابن أبي زينب هو أبو الخطاب الملعون ، ومحمد بن نصير هو رئيس النصيرية.
وقال بعد ذكر أخبار كثيرة في جلالتهما وكرامتهما : ( إنما ذكرنا هذا في أخبار أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الكاهلي وأبي شعيب محمد بن نصير ، لما ظهر من اللعن لهما ، وإلا ففضائل القوم أكثر من أن تحصى ولذا روينا هذا من أخبارهما ليعلم من لم يعلم ويدري من لم يدر ) ، ثم ذكر بعض الحكايات لرفع استبعاد ظهور الأعاجيب على أيدي هؤلاء الأبواب ، وقال في آخر الكتاب : ( فأما اختلاف الطوائف من الشيعة في بابية محمد بن سنان وعلي بن جبلة القمي ومحمد بن موسى الشعبي وغيرهم فباطل ، واتباع هوى لا أصل له وفتنته وابتياع الدنيا بالدين وقد نهى الله جل ثناؤه عن ذلك ) ، ثم ذكر بعض الآيات . وأعجب من جميع ذلك أنه ذكر بعد الأبواب بابا فيما ورد من الوكالة والدلالة على أبي عمر وعثمان بن سعيد وابنه أبي جعفر محمد وأبي القاسم الحسين بن روح وأنهم وكلاء الأموال . ومما رواه فيه عن جماعة من مشايخه أنه : ( لما نصب العسكري عليه السلام عثمان بن سعيد وكيلا وقعت الشبهة في قلوبنا وقلنا عسى أن يكون قد بدا لله في محمد بن نصير كما بدا لله في أبي الخطاب وكثر الكلام بالكوفة وسوادها ، فاجتمعنا اثنان وأربعون رجلا ممن لقى العسكريين عليهما السلام على أن نكتب كتابا نسئل فيه عما وقعت الشبهة فيه عندنا ، ثم اجتمعنا على الشخوص إلى سامراء ، فسرنا إليها ، وبها في الوقت نيف عن الثلثمأة رجل من ساير البلدان مجاورين ، فلقي بعضنا بعضا وأردنا بالرأي وعرفناه جوابنا ، فخرج إلينا الأمر من سيدنا أبي محمد عليه السلام : أنا أجلس لكم ليلة الجمعة فاحضروا واستمعوا الجواب فيما خضتم فيه وأجبتم معرفته ، فشكرنا الله وحمدناه ، فلما كان في ليلة الجمعة توجهنا نحو الدار وكل من وصل منا قوم دخلوا ، حتى اجتمعنا عن آخرنا ، وخرج إلينا مولينا أبو محمد عليه السلام فقال لنا : منكم أحد علم أو نقل إليه أن سلمان كان وكيلا على مال أمير المؤمنين عليه السلام ؟ قلنا : لا يا سيدنا ، قال : أفليس قد علمتم ونقل إليكم أنه كان بابه ؟ فقلنا : بلى ، قال : فما الذي أنكرتم أن يكون محمد بن نصير بابي وعثمان بن سعيد وكيلي ؟ فقلنا : يا سيدنا إنما خشينا أن يكون قد بدا الله في محمد بن نصير كما بدا له في أبي الخطاب ، فقال لنا : لله المشيئة في خلقه أن يفعل ما يشاء وعليهم الرضا والتسليم ، فقلنا : قد سمعنا وأطعنا ، فقال عليه السلام : اشهدوا على أنه ما بدا لله في أبي الخطاب باب الصادق عليه السلام ، وأن محمد بن نصير بابي أن يقبضه الله إليه ، وأن عثمان بن سعيد وكيلي وابنه محمد وكيل ابني المهدي ، مهديكم إلى أن يقبضه الله ) ،

وبعد وجود تلك المناكير في كتابه كيف يمكن التعويل على متفرداته . نعم ، كتاب الهداية المنسوب إليه في غاية المتانة والإتقان ، لم نر فيه ما ينافي المذهب ، وقد نقل عنه وعن كتابه هذا ، الأجلاء من المحدثين : كالشيخ أبي محمد هارون بن موسى التلعكبري ، والشيخ حسن بن سليمان الحلي في منتخب البصائر ورسالة الرجعة ، وصاحب عيون المعجزات الذي ذكر جمع أنه السيد المرتضى ، والمولى المجلسي ، وصاحب العوالم وغيرهم ، ورأيت بخط الفاضل الماهر الآغا محمد علي بن الوحيد البهبهاني فيما علقه على نقد الرجال ما هذا لفظه : ( قال شيخنا المعاصر : إن الذي في كتاب الرجال إن الحسين بن حمدان الحضيني كان فاسد المذهب ، كذابا ، صاحب مقالة ، ملعون لا يلتفت إليه ، وظاهر لمن تدبر هذا الكتاب وهو الهداية إنه من أجلاء الإمامية وثقاتهم ، ولعل المذكور في كتب الرجال ليس هو هذا وإلا فالتوفيق بينهما غير ممكن - والله أعلم )))) .

والأبواب الذين ذكرهم الخصيبي متهمون باللغو .
ففي معجم رجال الحديث للسيد الخوئي - ج 17 - ص 160 – 172 نجد ترجمة محمد بن سنان وقد نقل التهم الموجهة له نتيجة الغلو وذكر له بعض الكتب مثل الأضلة ورسالة مياح والنوادر وهي كتب غلو ثم نقل السيد الخوئي (ورأيت في بعض كتب الغلاة ، وهو كتاب الدور عن الحسن بن علي ، عن الحسن بن شعيب ، عن محمد بن سنان ، قال : دخلت على أبي جعفر الثاني عليه السلام ، فقال لي : يا محمد كيف أنت إذا لعنتك وبرئت منك وجعلتك محنة للعالمين أهدي بك من أشاء ، وأضل بك من أشاء ، قال : قلت له : تفعل بعبدك ما تشاء يا سيدي إنك على كل شئ قدير ، ثم قال : يا محمد أنت عبد قد أخلصت لله ، إني ناجيت الله فيك ، فأبى إلا أن يضل بك كثيرا ويهدي بك كثيرا " . أقول : الرواية ضعيفة على أنها من نفس محمد بن سنان .)
وفي كتاب العلويون النصيريون – أبي موسى الحريري – ص 153 جاء نقلاً عن كتاب المجموع في القداس الثاني قدار البخور وصف لمحمد بن سنان بأنه شيخهم وسيدهم عليهم منه السلام ،وأن الخمر حال لهم مع بعضهم حرام مع غيرهم .
وفي كتاب هل العلويين شيعة – هاشم عثمان - ص 114 ذكر بأن الشخ عبد الرحمن الخير - وهو من شيوخ العلويين - رد على بعض مشايخ العلويين الذين أباحوا المحرمات وشرب الخمر بكتاب الأنوار والحجب لابن سنان ، وهذا يدل على صحة ماذكرناه وأن كتاب ابن سنان من الكتب السرية عند العلويين .
أما ترجمة أبي الخطاب نجدها في معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 15 - ص 255 – 272 وثبت بالأدلة القاطعة بأنه مغال ملعون يعتقد بتأليه الأئمة وإباحة المحرمات وتناسخ الأرواح.
وجاء في الهفت الشريف – المفضل بن عمر الجعفي - ص 99 – 102 مدح كبير عن الإمام الصادق ع لأبي الخطاب وكتاب الهفت من كتب العلويين وفي أحاديث كثيرة في عقيدة تناسخ الأرواح و إباحة المحرمات كما في ص41 – 42 و ص 49 - 50 ودعوى أن الحسين ع هو الله في ص 96 – 98

أقول :
قد نقل عن تتمة كتاب الهداية الكبرى كلام للإمام الحسن العسكري تبرئة لمحمد بن نصير من تهمة الغلو وتبرئة الأئمة ولكن هذه التبرئة مروية عن الغلاة الكذابين مثل الشلمغاني راجع ترجمته في معجم رجال الحديث - السيد الخوئي - ج 18 - ص 50 - 53
وقد ذكر في كتاب هل العلويين شيعة – هاشم عثمان - ص 104 أن الأستاذ محمد علي أسبر رد في كتابه عاداتنا وتقاليدنا على شيوخ العلويين الذين يعطلون الصيام والحج ، وقولهم أن الله لم يحرم الخمر ، وأن عندهم أوراد صوفية تغني عن الذهاب إلى المساجد ، وذكر بأنهم ردوا على أسبر كتاب عنوانه الرد على المرتد .
وفي كتاب هل العلويين شيعة – هاشم عثمان - ص 111 ذكر بأن بعض شيوخ العلويين يرون أنفسهم فوق التكاليف الشرعية .
وفي كتاب النصيرية – الدكتور عبد الرحمن بدوي – ج2 ص 427 : ذكر أسماء كبار العلويين ومؤلفاتهم السرية من أمثال المفضل وابن سنان وابن نصير وغيرهم ، وذكر 112 كتاب سري عند العلويين .
وفي كتاب الفِرق والمذاهب الإسلامية - سعد رستم- دار الأوائل، ط4، ص264 وما بعد :
اعترف المؤلف بأن من شيوخ العلويين من يؤله علياً ع ، ونقل ذلك من بعض كتبهم السرية ، ثم ذكر بأن مستنيري العلويين يؤدون الصلاة والصيام، وهذا يدل على أن الغلاة منهم لا يؤدون الفروض والذي نقله المؤلف عن الغلاة بأنهم يقولون "منه السلام" بدل "عليه السلام" صحيح فقد وجنا صيغة منه السلام في كتاب الهفت الشريف وكتاب الهداية الكبرى للخصيبي في أكثر من موضع .
وقد قرأنا مؤخراً كتاب الشريعة والطريقة والتقمص للشيخ العلوي أحمد يونس إبراهيم وهو علوي معاصر من اللاذقية وقد ذكر في ص 35 بأن مذهب العلويين مذهب سري ، وفي ص 31 ذكر بأن الشريعة قشر وأن الطريقة هي اللب ، وذكر في ص 54 بأن أبا الخطاب وابن سنان وابن نصير والمفضل مفترى عليهم.
وفي ص 197 نجده يستدل بكتاب الهفت الشريف .
وفي ص 221 إلى أخر الكتاب خصصه للدفاع عن عقيدة التناسخ والتقمص ، وذكر بعض الحوادث الواقعية لأشخاص دخلت أرواحهم بعد الموت في أجساد جديدة ، وفي نهاية الكتاب ذكر تقاريظ لبعض شوخ العلويين المعاصرين للكتاب وتأكيدهم على عقيدة التناسخ ، مثل الشيخ محمد سليمان الشيخ والشيخ يوسف خليل محمد العصفوري .

و الآن سأنقل ماذكر في بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 4 - ص 320 - 322
((((باب ابطال التناسخ :

1 - عيون أخبار الرضا ( ع ) : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن أحمد بن علي الأنصاري ، عن الحسن بن الجهم قال : قال المأمون للرضا عليه السلام : يا أبا الحسن ما تقول في القائلين بالتناسخ ؟ فقال الرضا عليه السلام : من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم ، يكذب بالجنة والنار .

2 - عيون أخبار الرضا ( ع ) : ابن المتوكل ، عن علي ، عن أبيه ، عن علي بن معبد ، عن الحسين بن خالد قال : قال أبو الحسن عليه السلام: من قال : بالتناسخ فهو كافر .

3 - الإحتجاج : عن هشام بن الحكم أنه سأل الزنديق أبا عبد الله عليه السلام فقال : أخبرني عمن قال : بتناسخ الأرواح من أي شئ قالوا ذلك ؟ وبأي حجة قاموا على مذاهبم ؟ قال : إن أصحاب التناسخ قد خلفوا وراءهم منهاج الدين ، وزينوا لأنفسهم الضلالات وأمرجوا أنفسهم في الشهوات ، وزعموا أن السماء خاوية ، ما فيها شئ مما يوصف وأن مدبر هذا العالم في صورة المخلوقين ، بحجة من روي : أن الله عز وجل خلق آدم على صورته ، وأنه لا جنة ولا نار ، ولا بعث ولا نشور ، والقيامة عندهم خروج الروح من قالبه وولوجه في قالب آخر ، إن كان محسنا في القالب الأول أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلا درجة الدنيا . وإن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدواب المتعبة في الدنيا ، أو هوام مشوهة الخلقة ، وليس عليهم صوم ولا صلاة ولا شئ من العبادة أكثر من معرفة من تجب عليهم معرفته ، وكل شئ من شهوات الدنيا مباح لهم من فروج النساء وغير ذلك من نكاح الأخوات والبنات والخالات وذوات البعولة ، وكذلك الميتة والخمر والدم فاستقبح مقالتهم كل الفرق ، ولعنهم كل الأمم ، فلما سئلوا الحجة زاغوا و حادوا ، فكذب مقالتهم التوراة ، ولعنهم الفرقان ، وزعموا مع ذلك أن إلههم ينتقل من قالب إلى قالب ، وأن الأرواح الأزلية هي التي كانت في آدم ، ثم هلم جرا تجري إلى يومنا هذا في واحد بعد آخر فإذا كان الخالق في صورة المخلوق فبما يستدل على أن أحدهما خالق صاحبه ؟ وقالوا : إن الملائكة من ولد آدم كل من صار في أعلا درجة من دينهم خرج من منزلة الامتحان والتصفية فهو ملك ، فطورا تخالهم نصارى في أشياء ، وطورا دهرية يقولون إن الأشياء على غير الحقيقة فقد كان يجب عليهم أن لا يأكلوا شيئا من اللحمان لان الدواب عندهم كلها من ؟ ولد آدم حو لوا في صورهم فلا يجوز أكل لحوم القربات . ))))

وبالنسبة لموضوع تحليل العلويين للخمر أقول جاء في الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص 102 - 108
بأن الخمر كانت حلالا في سائر الشرائع والملل وفي شريعة محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فجاء تحريمها من أجلك من سبب سكرة أبي بكر

وفي ص 344 – 349 ذكر بأن من الأمور التي لا تقية فيها شرب المسكر ((السني)) وهذا يدل على تحليه للخمر بين العلويين .
ودعوى بأن الخمر كانت حلالاً في الشرائع السابقة تخالف ما جاء في الكتب الشيعية مثل :
( الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 148

15 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول ما بعث الله نبيا قط إلا بتحريم الخمر وأن يقر لله بالبداء .
التوحيد - الشيخ الصدوق - ص 333 - 334

6 - حدثنا حمزة بن محمد العلوي رحمه الله ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن الريان بن الصلت ، قال : سمعت الرضا عليه السلام يقول : ما بعث الله نبيا قط إلا بتحريم الخمر ، وأن يقر له بالبداء .)

إذن نتيجة البحث ((غير النهائية)) هي أن العلويين النصيريين قوم غلاة يؤلهون الأئمة ويدعون إلى ترك الفروض مثل الصلاة والصوم والحج ويعتقدون تناسخ الأرواح ، ويحللون الخمر بينهم ، و ديانتهم سرية باطنية .

وأما من ينكر هذه المعتقدات من العلويين ، فهو خارج عن الديانة النصيرية ، وداخل ضمن مذهب أهل البيت ع مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية الجعفرية . 1

الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الموصوف بصفات الكمال، المنزه عن الحدوث والمحال، المتعالي عن التحول والانتقال، الأول بلا حدود، والآخر فلا قيود، الظاهر بلا تمثيل، والباطن بلا تعطيل، والصلاة والسلام على صاحب الشريعة الغراء والدعوة العصماء، محمد وآل بيته معدن الجود ونبراس الولاء.

  الأخ الكريم السيد رضوان تحية طيبة وبعد:

بدأتَ طرحك بإظهار النوايا الحسنة، وأكّدتَ أنك تَبغي الحقيقة وتَؤمّ الإنصاف، ثم انقلبتَ على هذه المفاهيم في الفقرة الأولى التي بَنَيْتَ كُلّ هذا الإسهاب على أساسها، وبالتالي فأنتَ لا تَسأل، بل تَحكُمُ حُكماً مُبْرَماً بلا أدِلّة ولا شُهود، وتَفرِضُ مَفاهيمَك الخاطئة وكَأنَّها حَقائِقُ ثَابتة.

  أخي الكريم من أهمّ أُصول البَحث العلميّ:

  • التجرّد الواقعي لا ادّعائه.
  • وتقصّي الحقائق من أُصولها ومُتونِها، وعَدَم تحميلها ما لا تقبله.
  • والاعتمادُ على المصادر المُجمع عليها، وليس الآراء الفرديّة التي تُفرض على الجماعات.

فمتى تحقّق ذلك تُصبحُ الحقيقةُ جلية، وإذا انتفى ما تَقدّم فسنبقى نُرَدّدُ أقوالَ المُغرضين والمُنغلقين.

  بدأتَ بالحُكمِ المُلتوي، ثم رُحْتَ تَجمَعُ الأدلّة الغَيْريّة لتُأكِّدَ مَزاعِمَكَ، فحديثُكَ عن اختلافِ عقائِدِ هذه الطائفةِ عن مَذهب أهلِ البيت مُضحِكٌ، فكيفَ ذلكَ وَهُم يَنهَلونَ من نَميرِهِ العَذب، ورُجوعك إلى أقوالِ المُغرِضينَ دليلٌ على إِمعانِكَ في الإفتِراء.

  رُحْتَ تَستعرِضُ أقوالَ المَجلسي في الغُلاة  ورُجوعك إلى لتقومَ بعمليّةِ المُطابَقةِ بينَ ما قاله وما أُلصِقَ بِنا من قِبَل الحَاقِدينَ على الولاية وأهلِها، فَعَنْ أيّ حَقيقةٍ تَبحثُ، وأيّ إنصافٍ تَدّعي!!.

  يا صاحبي لسنا مُلزمين بأقوالِ الرجالِ أمثال الغضائري والنّجاشي والمَجلسي وغيرهم من الذين يُرَدّدونَ أقوالَ الحاقدينَ من دونِ تحقيقٍ، نحنُ نأخُذُ مَعالمَ ديننا وأصولَ فقهنا من المَعصومينَ لا مِن هذا وذاك, والجَرْحُ والتَعديلُ يَخضعُ لمَوازين علميةٍ وأُصوليّةٍ لا وفقَ الأهواء.

  إنّ نِسبة هذه الطائفة إلى أبي شُعَيْب لا يَفصلُها عن مَذهب أهل البيت، كما تُريدُ أن تقولَ، بل يَزيدُها تَمَسّكاً بهذا المَذهب المَعصوم الذي ترسّخ في كيانِ ووجدانِ أبي شُعيب والشيخ الخصيبي الذين صَبَبْتَ جامَ غَضبِكَ عليهما مُقَلّداً المُقلّدِين.

  إنّ المَصادِرَ التي رَجِعْتَ إليها واعتمدتَ عليها لا وَزنَ لها عند أبناءِ الولاية، كرُجوعِكَ إلى ما نَمَّقَهُ هاشم عثمان وأحمد يونس إبراهيم، والأغربُ من ذلك رُجوعُكَ إلى ما لَفّقه الحاقِد عبد الرحمن البدوي وغيره من الذين بَلدّهم الحِقدُ وأَعْماهّم التعَصّب.

  وأعودُ إلى كُتبِ التراجِمِ التي رُحْتَ تَغْرِفُ مِنها وتَبني عليها، كمعجم رجال الحديث للخوئي، ومن نقل عنهم، فهذه الكُتب يا عزيزي لا يُعَوّلُ عليها لأنّنا نَعرِفُ الرجال بالحق لا بالرجال.

  العلويونَ فرقةٌ واحدةٌ، فخفّف عنك عناءَ تقسيمها، وكُلّهُم يَقولونَ بـبابيّةِ أبي شعيب الإمامي الجليل، ويَثقون بـالشيخ الخصيبي المُتبحّر بعلوم آل مُحمّد، فهَدّأ من روعِكَ ولا تَحشُر أنفَكَ فيما لا يَعنيكَ، ودَعكَ من هذه البُحوث المُضطَربَة كالكُتُب التي تَستَنِدُ عليها، المُضطَربة في ذاتِها ومع غيرها.

  أما قضيّة الخمر، فتحدّثنا عنها كثيراً ومَللنا من إعادتها، فعصيانُ الفَردِ لا يُلزمُ عَدالَة الجَماعة، وتخصيصُ التقصيرِ مُجافاةٌ للحقيقةِ، فأمّا أن نُعَمّم أو فلنَسكُت، فالتقصيرُ ضاربٌ بأطنابِهِ عندَ الجَميعِ، ولكنّ أبواقَ الفِتنةِ لا تَتَّجِهُ إلاّ إلينا، وإن دلّ هذا على شيءٍ فإنّما يَدلُّ على جَهلٍ مُرَكّبٍ وحِقدٍ قديم.

  لقد أكثرتَ في السَردِ والمَوضوعُ لا يَحتاجُ إلى هذا الكَمّ غَيرِ المُتجانِسِ لتَصِلَ إلى الحقيقة، فلو أردتَ الحقيقةَ لوَصَلتَ إليها لأنها ماثِلةٌ نَصبَ عَينيكَ، ولكنّك أرَدتَ الإفتراءَ وإلصاقَ التُهَمِ بالآخرينَ، عافانا الله من هذا المَرضِ القاتِل.

  لا حاجَة للوقوفِ على جميعِ ما ذكرتَ لأنّنا تناوَلنَاه في أكثر مِن مَوضِعٍ، ولكن لا بُدّ مِن هذه الكلمة الهادفة:

نحنُ بأمَسّ الحاجة إلى لَمِّ الشَعْثِ ورَأبِ الصَّدْعِ، فالبُنْيانُ الإسلاميُّ يَكادُ أن يَنْهارَ مِن مَعاوِلِنا فكيفَ بِمَعاوِلِ الحَاقدينَ على الإسلامِ وأهدافِهِ السّامِيَة، علينا أنْ نَكون دُعاةَ وحدةٍ إسلاميةٍ لا دُعاةَ فُرقَةٍ طائفيةٍ، فالفُرقَة ضعفٌ قاتِلٌ لن يَنجو مِنهُ أحدٌ، والعدوّ المُتَرَبّصُ بِنا يَتَحَيَّنُ الفُرَصَ للإنقضاضِ علينا، فلنَقِف صفاً واحداً في وَجْهِهِ، لا صفوفاً في وجوه بعضنا.
قال تعالى: ﴿ وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴾ [آل عمران:103]،
وقال تعالى: ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ تَابُواْ وَأَصْلَحُواْ وَاعْتَصَمُواْ بِاللّهِ وَأَخْلَصُواْ دِينَهُمْ لِلّهِ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْراً عَظِيماً ﴾ [النساء:146]،
وقال تعالى: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللّهِ وَاعْتَصَمُواْ بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِّنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً ﴾ [النساء:175]،
وقال تعالى: ﴿ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴾ [الحج:78].

  أسأل الله تعالى أن يَجمع شَملَ الأُمّة الإسلاميةِ لما فِيهِ الخَيرُ لَهم جَميعاً.

حسين محمد المظلوم
12\6\2012

  • 1القارئ الكريم: في موضوعنا (أنت تسأل والشيخ العلوي يُجيب) السؤال مُتاح للجميع فلا تتردّد و اتصل بنا .
    ومن أحب الإطلاع على بقية الأسئلة فإليكم: فهرس الأسئلة مُصنّفة حسب إسم السائل. 

      المفردات الزرقاء:
    القارئ الكريم إنّ تلك المفردات التي باللون الأزرق إذا نقرت على أحداها فإنها توصلك إلى مواضيع مرتبطة بالكلام الذي تقرؤه وقد جهدتُ على ربط الكثير من المواضيع في هذا الجواب لأسهل على القارئ عناء البحث وحتى يجني المزيد من الفائدة بأسرع وقت ومن مكان واحد..
      تجنّباً للتكرار الغير مفيد:
    نجدد رجاءنا على كل من يريد أن يطرح سؤالاً على فضيلة الشيخ أن يبحث في الموقع عمّا يُريد أو -على أقل تقدير- أن يتصفّح الأسئلة السابقة فكلها واضحة وجليّة ومُفهرسة بعدة طرق بين أيديكم وأمامكم وشكراً لاهتمامكم ونرجو تعاونكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. (أبو اسكندر)