لا نُشكّك ببابية محمد بن أبي زينب، بل نُشكّك بالطعون التي قيلت بحقه.. قد طُعن بالكثيرين من الثقات، ولو صَحَّّت تلك الطعون لما وَجدنا مُحَدّثاً أو مُقَرّباً من الأئمة يُمكن الوثوق به..

أُضيف بتاريخ الخميس, 02/08/2012 - 11:33

المرسل: علي إبراهيم \12\07\2012م\

سلام عليكم فضيلة الشيخ حسين مظلوم
سالك أحد الأخوة في موقعك هذا عن الفرق بين الشيعة و العلوي فتكلمت عن ولاية الفقيه و قضية الباب و ذكرت إن لكل إمام باب و قلت إن ( في عصر الصادق محمد بن أبي زينب )... لكن محمد بن أبي زينب أو المعروف بأبو الخطاب كان مذموم و ملعون من الإمام نفسه و هذه هي المصادر . بتمنى أعرف موقفكم من هذا الموضوع

- ومنها: ما روي عن داود بن كثير الرقي قال: كنت عند الصادق عليه السلام أنا وأبو الخطاب، والمفضل، وأبو عبد الله البلخي إذ دخل علينا كثير النوا فقال: إن أبا الخطاب هذا يشتم أبا بكر وعمر (3) ويظهر البراءة منهما (4).
فالتفت الصادق عليه السلام إلى أبي الخطاب وقال: يا محمد ما تقول ؟
قال: كذب والله ما سُمِعَ مني قط شتمهما.

(3) أضاف في خ ط والبحار " وعثمان ". 4) " منهم " خ ط، والبحار، وكذلك ما يأتي بعدها بصيغة الجمع.

فقال الصادق عليه السلام: قد حلف، ولا يحلف كاذبا.
فقال: صدق لم أسمع أنا منه ولكن حدثني الثقة به عنه.
قال الصادق عليه السلام: وإن الثقة لا يبلغ ذلك، فلما خرج كثير، قال الصادق عليه السلام: أما والله لئن كان أبو الخطاب ذكر ما قال كثير، لقد علم من أمرهما ما لم يعلمه كثير، والله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين عليه السلام غضبا فلا غفر الله لهما، ولا عفا عنهما. فبهت (1) أبو عبد الله البلخي (ونظر إلى) (2) الصادق عليه السلام متعجبا مما قال فيهما فقال له الصادق عليه السلام: أنكرت ما سمعت مني فيهما ؟ قال: قد كان ذلك. فقال الصادق عليه السلام: فهلا كان هذا (3) الانكار منك ليلة رفع إليك فلان بن فلان البلخي جاريته فلانة لتبيعها له فلما عبرت النهر افترشتها في أصل شجرة ؟ ! فقال البلخي: قد مضى والله لهذا الحديث أكثر من عشرين سنة، ولقد تبت إلى الله من ذلك. فقال الصادق عليه السلام: لقد تبت وما تاب الله عليك، ولقد غضب الله لصاحب الجارية. ثم ركب وسار والبلخي معه، فلما برزا قال الصادق عليه السلام وقد سمع صوت حمار: إن أهل النار يتأذون بهما وبأصواتهما كما تتأذون بصوت الحمار. فلما برزنا إلى الصحراء فإذا نحن بجب (4) كبير، التفت (5) الصادق عليه السلام إلى البلخي فقال: اسقنا من هذا الجب. فدنا البلخي ثم قال: هذا جب بعيد القعر، لا أرى ماءا [ به ]. فتقدم الصادق عليه السلام فقال: أيها الجب السامع المطيع لربه اسقنا مما جعل الله فيك من الماء باذن الله.
فنظرنا الماء يرتفع من الجب فشربنا منه. ثم سار حتى انتهى إلى موضع فيه نخلة يابسة، فدنا منها، فقال: أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك فانتثرت رطبا جنيا، فأكلنا، ثم جازها فالتفتنا فلم نر (1) فيها شيئا.
ثم سار فإذا نحن بظبي قد أقبل فبصبص بذنبه (2) إلى الصادق عليه السلام وتبغم (3) فقال: أفعل إن شاء الله. فانصرف الظبي. فقال البلخي: لقد رأينا [ شيئا ] عجبا فما الذي سألك الظبي ؟ فقال: إستجار بي، وأخبرني أن بعض من يصيد (4) الظباء بالمدينة صاد زوجته، وأن لها خشفين (5) صغيرين، وسألني أن أشتريها، وأطلقها لله إليه، فضمنت له ذلك. واستقبل القبلة ودعا، وقال: الحمد لله كثيرا كما هو أهله ومستحقه. وتلا * (أم يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله) * (6). ثم قال: نحن والله المحسودون. ثم انصرف ونحن معه، فاشترى الظبية وأطلقها، ثم قال: لا تذيعوا سرنا، ولا تحدثوا به عند غير أهله، فان المذيع سرنا أشد علينا من عدونا. (7)

فكيف يكون باب و قال عنه الإمام جعفر الصادق (ع) هذا الكلام.. شكرا لك فضيلة الشيخ 1

الجـواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين والرضى والرضوان على أبوابهم الناطقين.

  الأخ الكريم ليس في هذا الخبر ما يدل على ذم أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الكاهلي البزاز الموصلي، هذا في حال صَحّ صدوره عن الإمام الصادق، وأنا من خلال قراءتي لهذا الخبر فإني أشكّك بصدوره لِمَا يَحمل من سلبيات لا تصدر عن المعصوم.

  وبالعودة إلى أصل السؤال فإنّنا لا نُشكّك ببابية محمد بن أبي زينب، بل نُشكّك بالطعون التي قيلت بحقه بواسطة رجال ضعفاء لا يُمكن الركون إلى مروياتهم للتضارب الواقع فيها، وقد طُعن بالكثيرين من الثقات، ولو صَحَّّت تلك الطعون لما وَجدنا مُحَدّثاً أو مُقَرّباً من الأئمة يُمكن الوثوق به، فقضية الطعنِ والجرحِ كانت تُبنى وفق أهواء البعض، فكم رُفع وضيعٌ ووُضِعَ رَفيعٌ، ومن يُتابع كُتبَ الرجال يَتضح له ذلك من دون أدنى لبث.

  فأرجو أن تُراجع هذا الخبر وهو عبارة عن مجموع معجزات للإمام عليه السلام، فمن حيث المعجزات فنحن نُصدّقها ونعتقدها، ولكنّ دخول بعض المُفردات يَجعلنا نُشكّك بالحديث دون الشك بالمعجزة، وهذا بَيّن.

حسين محمد المظلوم
30/7/2012