16. الساعون إلى الشهرة

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة السادسة عشر

تعقيباً على بعض المقرظين لهذا الكتاب المضطرب.

● أبدأ مع الأستاذ محمد علي حلوم الذي يقول:

تناولت هذا السفر القيم شاكراً له جهده وجهاده وثقته الغالية إن كل ما فيه ينطق بالصدق وبلسان كل مسلم علوي متفهم لدينه وعقيدته.

مع احترامنا للمُقرّظ الساعي للشهرة وليس لاجتلاء الحقيقة فهذا الكلام يُناقض الواقع بعيدٌ عن الصواب، لأن هذا الكتاب حوى في طياته ما لا يقبله مسلم علوي غيور على دينه، وفيه من الشطحات الباطلة ما يتناقض مع جوهر الإسلام ونور الولاية.
وكنا نتمنى منه أن يكون أكثر دقة في قوله، ولكن وللأسف حُب الظهور أعمى القلوب وطغى على مصلحة العقيدة وأهلها.
وقولنا هذا ينطبق على كل الذين قرّظوا هذا الكتاب بعد قراءة سطحية خالية من كل عمق في التدقيق أو مسؤولية في التوثيق، وفي كل الأحوال فقد عَبّروا عن أنفسهم لا أكثر ولا أقل.

● أما قول الأستاذ محمد علي اسبر  عن المسلمين العلويين: ( ولا مدرسة لهم إلا مدرسة الإمام جعفر الصادق )، فأقول:

إنّ المذهب الجعفري هو مذهب أهل العصمة، وقد سُمّيَ بذلك نسبة للإمام جعفر الصادق عليه السلام، وذلك لوفرة عطائِهِ في ظروفٍ امتازت من ظروف الأئمة، وفي فترة توسّع الفكر الفقهي والكلامي، وظهور أصحاب المذاهب الأخرى.
وفي الحقيقة التي لا لبس فيها فحديث الصادق هو حديث الباقر وزين العابدين، والحسنين، وأمير المؤمنين باب علم المدينة ورُبّان تلك السفينة، وحديثه حديث رسول الله (ص وآله) الذي لا ينطق عن الهوى، وهذا المذهب المعصوم أكبر من أن يُعَبَّر عنه بمدرسة واحدة بل تفرّع عنه عدّة مدارس، وهذا التفرّع في الجزئيات، ولكن الاختلاف في الجزئيات له منفذ على الكليات وهذا واضح، فمن مدارسه:

  • مدرسة الفقهاء الرَّواة.
  • مدرسة الفقهاء المحدثين.
  • مدرسة الفقهاء الأصوليين، وتفرع من هذه المدرسة مدرستين:
  • مدرسة الأصوليين.
  • مدرسة الإخباريين التي حاولت الرجوع إلى مدرسة الفقهاء المحدثين، ثم أنشعب الإخباريون إلى شعبتين، وهما:
  • أتباع الميرزا محمد النيسابوري الإخباري.
  • أتباع مدرسة البحرين.

فلم يُحدد لنا المقرظ إلى أي مدرسة ينتمي، أو إلى أي مدرسة أضاف القوم.

● أما السيد أحمد أسعد الحارة فقد طلع علينا بمدرسة جديدة أطلق عليها اسم (المدرسة الجنبلانية)، لم نعرف من أين أتى بها، وكيف أفرزها خياله مع العلم أنّ السيد الجليل أبو محمد عبد الله بن محمد العابد الزاهد الجنان الجنبلاني (رض) كان من فقهاء المذهب وكِبار المُحَدّثين الصادقين، وهو مُخَرِّج الحسين بن حمدان الخصيبي في الأصول والفقه والتفسير والفلسفة وغيرها من العلوم السائدة في زمانه.

● ويضحكني قول الدكتور أسعد أحمد علي  حين قال:

والمثير المنير في هذا العمل أن صاحبه انطلق من البيان الوجيز ذي الصحف الثلاثين حتى صار ستة مجلدات تتجاوز صحفها الآلاف الثلاثة وتشكل موسوعة لأتباع أهل البيت.

فأين المثير المنير في تحميله هذا البيان الواضح ذلك الحشو المفارق أكثره لمضمونه.
وأين الإبداع في مناصرة الأتباع حين نسب إليهم هرطقات فارغة وأكاذيب مضحكة.

فإذا كان البادياني خبيرٌ في البسط بتحويل البيان من ثلاثين صفحة إلى ثلاثة آلاف، فنحن خبراًء في القبض بحيث نستطيع تحويل موسوعته من ثلاثة آلاف صفحة إلى ثلاثة كلمات وهي:

لــمْ يُوَفـّـق الكَاتـِــب

وإذا أراد حبة مسك كما هي العادة نضيف إليها ثلاثاً أخرى، وهي:

لَيْتَـــهُ لـَــمْ يَكْتـُــب