23. البيان مسبوق

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الثالثة والعشرون

قال في تقديمه لبيان العلويين نقلاً عن الشيخ عبد الرحمن الخير:

وهذا البيان هو الوثيقة الوحيدة التي صدرت عن علمائهم ومثقفيهم..

وقال ناقلاً:

هناك أناس كثيرون لا يودون نشره وتوعية الناشئة بدينهم ومعتقدهم لأن الاعتقاد به والالتزام بمضمونه هو التزام بدستور المذهب الجعفري الأثني عشري وهذا القول ينفي الادعاء القائل بانفصال العلوي عن الشيعي.

بيان الخطأ:
أولاً:

إنّ هذا البيان الجَلي مسبوق بكتابات كثيرة وليس الأول من نوعه، لأن الفيلسوف الشيخ يونس حمدان آل عباس سلمان بيصين أصدر كتاباً في ثلاثة مجلدات يحمل اسم ( المبادئ والأحكام في أصول الدين والإسلام ).
وأصدر أيضاً العالم الشيخ محمود سليمان الخطيب كتيباً ( هذه وسيلتي ). وغيرهما من علماء الشعب.
فالبيان مسبوق، وما يُميّزه من حيث الشكل هو تواقيع العُلماء عليه ليس إلا.
وفي يقيني إنّ كتاب (المبادئ والأحكام) يُغني عنه لشموليته، فقد تناول الأصول بشكل مُفَصّل وجَلي وأزال اللّبس عن بعض المُبهمات وأوضح الكثير من المُشكلات.

ثانياً:

لم أسمع أنّ أحداً من شيوخنا مَنع نشر هذا البيان بل العكس هو الصحيح، فهو موجود في كل بيت علوي.
ولكن هذا لا يعني أنهم كانوا يجهلون أصول دينهم حتى كًتِبَ هذا البيان.
بل أن هذا البيان يلخص اعتقادهم في أصول الدين وفروع فقهه المبين.
وقد كُتِبَ في ذلك الوقت لكثرة الضجيج الذي أثاره بعض المُغرضين فكان رداً لمفترياتهم ودَحضاً لمَزاعمهم.

ثالثاً:

يُخطئ من يقول أنّ العلويين تفرعوا عن الشيعة، أو انشقّوا عنهم.
فالعلويون والشيعة يُوالون المعصومين عليهم السلام، وقد اختلفوا حول بعض الشخصيات المتوسطة بين الإمام ومواليه بين قادحٍ ومادحٍ، وفق آليات معتمدة عند كل طرف من الطرفين فكان الانقسام.
ولكل طائفة منهما ثقاتها في الرواية وقواعدها في الدراية وأصولها في الفقه وعُمقها في الإقتداء والإنتماء، والعِبرة في كيفيّة الإخلاص وليس في الكّم العددي.

رابعاً:

لا يوجد ثمّة انفصال لأن الانفصال يدل على كون الشيئين المنفصلين شيئاً واحداً فانفصلا.
بل هما مستقلان مع اتفاقهما في كلية المذهب، فالنبع واحد والسبل متفاوتة والتذوق مختلف.
وهذا واقع ثابت لا تغيره التأويلات وفق المصالح الآنية.