22. العلوية تجمع أسمى الخصائص

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الثانية والعشرون

قال في وجه تسمية الكتاب:

وقفت ملياً حول التسمية التي تناسب هذا الشرح وتحمل في طياتها صفة لائقة لهذه الطائفة الكريمة فهل أقول العلويون هم شيعة، أم أتباع أهل البيت وعندما وصلت إلى هذه التسمية ( الشيعة ) خطر ببالي إيضاح بعض نقاط الجدال الذي دار حول هذه الكلمة وإفرادها.

وهنا أقول:

إنّ تردد الكاتب بين الاسمين يدل على غاية برزت في سرده لأحاديث المعصومين، فكأنه أراد أن يقول إن أتباع أهل البيت أدنى مقاماً من الشيعة ولهذا أطلق هذا الاسم عنواناً لكتابه ولم يَدرِ صاحبنا أنّ التشيع على قسمين كما أوضح أستاذنا الفاضل الشيخ محمد حسن شعبان في بعض مقالاته: (حقيقة صادقة وادعاء كاذب، أما العلوية فلم تكن ولن تكون إلا ولاءً مطلقاً.).

ويضحكني قوله أنه يبحث عن صفة لائقة لهذه الطائفة وكأنها لا تمتلك مكارم الصفات وأسناها، فراح يبحث ويستعرض ليَمُنَّ عليها بصفة تعيد لها اعتبارها.

حين تردد بين الاسمين وراح يستعرض صفات الشيعة من أقوال المعصومين عليهم السلام اعتمد الاسم الثاني وكأنها لا تمتلك الخصائص الواردة على ألسنة المعصومين عليهم السلام، ثم جاء لينقلها إلى الصفة الثانية أي الشيعة مع العلم أن العلوية بما تمتلك من صفات وخصائص فوق الشيعية لأن:

العلوية تمثل عمق الاتصال مع المعصومين وكمال الولاء وصحة الرسوخ في الانتماء.

أما الشيعية فهي بداية السير والانتماء ويعقبه الانحراف أو الاستقامة، فإذا حصلت الاستقامة كانت العلوية.

فهناك فرق بين أن نقول: العلويون أتباع أهل البيت عليهم السلام، وبين أن نقول: العلويون متفانون في ولاء أهل البيت، فالتفاني هو عمق الانتماء واجتلاء صفاتهم لأن:

العلوية درجات، وأكملها الفناء الصادق والبقاء الناطق، بمعنى صورة صادقة عن المعصومين، أقوالاً وأفعالاً، وليس أحوالاً كما يتوهم المتوهمون.

فمعنى أقوالاً أي لا يقولوا إلا قولهم، ولا ينطقوا إلا بما ورد عنهم ولا يقبلون غيره.

وأفعالاً بمعنى لا يفعلون إلا أفعالهم، وأن يروا أنها صورة الاقتداء دون اعتراض لأنه يجلب الأمراض، وزوال الاعتراض يكون بعد التحقق من علومهم واكتناهها وفق منهاجهم السامي.