2. تحريف البيان

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الثانية

يقول في معرض حديثه عن البيان الذي كتبه العلماء العلويون في السبعينيات1 :

كان هذا البيان هو البارقة التي ألهمتني إلى الطريق الذي يمكنني من قول الحقيقة، ودفع الظلم عن هذه الفرقة الكريمة.

بيان الخطأ :

صحيحٌ هذا القول فالبيان يوضح عقيدة القوم المُفترى عليهم ولكن الشيخ البادياني ناقضه في متون كتابه وحرفه عن مساره الطبيعي بعلمٍ أو بغير علمٍ.
وهذا البيان تناول الكُليات دون الجزئيات وهو بحاجة إلى إيضاح لا بُدّ منه وخصوصاً في بعض الجوانب، ومنها ذِكْرُ البيان للمراجع الفقهية كالكتب الأربعة.
فليس كل ما ورد فيها قطعِيُّ الصدور عن الأئمة المعصومين، بل يخضع الحديث فيها لموازين عدة ليتمّ العمل به فيما بعد، أو طرحه جانباً إن كان شاذاً عن نهج الأئمة المعروف عند الخلصاء من أشياعهم، أو ردّه إليهم إن كان متشابهاً دون الرد عليهم.

أما المُقلِدين فلهم الرسائل العملية وهي فتاوى الفقهاء المراجع العلويين دون سواهم.

فالمذهب الجعفري هو مذهب العلويين والشيعة معاً كما ورد في البيان، ولكن لكل طائفة منهما مدرستها في التعامل مع المذهب وفهمه، فهو لا يُختصر بمدرسة واحدة، ولا يُلخصه فقيه مهما علا كعبه، فهذا ما يجب بيانه.

أما القول "إن تسمية الشيعي والعلوي تشير إلى مدلول واحد" فصحيح ولكن بمعنى "إن العلوي من شيعة أمير المؤمنين المخلصين، وليس من الطائفة الشيعية" 2 مع احترامنا لها ولعلمائها المنصفين، فالإنسان إذا أحب صديقه فهذا لا يعني أن يُلغي هويّته ويستعير هوية ذلك الصديق مهما بلغت درجة المحبة والتقارب بينهما.

وبالنتيجة:

فالعلوي شيعي بالمعنى العقائدي والمذهبي وليس بالمعنى الطائفي، فليُفهم هذا ولا حاجة إلى اللف والدوران والتلاعب بالألفاظ فلا يوجد عاقل يقبل أن يتخلى عن ماضيه وحاضره ومستقبله.

  • 1وهذا هو ( بيان العلماء ) لا بد للقارئ من الإطلاع عليه لأن منهجية البادياني وأتباعه انطلقت من هذا البيان وبُنِيَت على تحريفه ترويجاً لتحقيق مساعيهم وغاياتهم.
    وبعد انتهاء المتصفح من قراءة كتاب (الدعوة ذات الشبهة) ولمزيد من الفائدة ننصحه بالإطلاع على كتاب ( العلوية والمناهج الأخرى ). (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)
  • 2 لا يوجد في هذا الكلام ما يُثير الحساسية كما يرى البعض, فلا الشيعي يرضى أن يُضاف إليه ما ليس منه, ولا العلوي يقبل أن تُلغى هويّته, والحوار البنّاء والفاعل لا يتمّ إلا على هذا الأساس, أمّا المجاملة التي سادت زمناً طويلاً فهي التي ولّدت الكثير من الملابسات ولم تُوصل إلى نتيجة تُذكر .(المؤلف)