25. التبليغ من الداخل

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الخامسة والعشرون

قال تحت عنوان تنبيه هام ص 267:

هناك بعض الأخطاء الكبيرة التي نراها ونسمع بها هنا وهناك عن شباب وشابات الذين تلقوا قدراً من الثقافة والمعرفة الإسلامية عن طريق المطالعة الشخصية أو التبليغ، وبعد ذلك نسمع بأن هذا الشاب قد تشيع وهذا خطأ كبير يجرح قلوب المؤمنين...

وقال:

ومع إن هذا الشاب كان مسلماً شيعياً ولكن تفقه في الدين وهو قبل ذلك كان غير ملتزم بالأحكام الشرعية كالصلاة والصوم وسائر العبادات الأخرى والآن أصبح ملتزماً وهذا أمر طبيعي في أي مجتمع أو مذهب.

أقول إن هذا الكلام يحتاج إلى توضيح بعض النقاط:

إنّ أبناء هذا المذهب ليسوا بحاجة إلى تبليغ من أحد لأنهم فُطروا على الولاية ووُلدوا في بيوتها ورضعوا حليبها وعاشوا في ظلالها، وإنّ التقصير الموجود عندنا هو جزء صغير من التقصير الموجود عند الآخرين، ومع ذلك فنحن على هُدى من ربنا، ونعمل على إصلاح الأخطاء بطريقة هادئة من دون ضجيجٍ يُذكر.

إنّ إطلاق لفظ ( فلان تشيع ) على أحد شبابنا مَرَدُّهُ فساد هذا الشاب وليس المُطلِقِين، والسبب في ذلك ازدرائه بأهله وطعنه برجال المذهب وليس لأنه يُصَلي ويَصوم، وخصوصاً حين يلتزم من الخارج فإنه يحمل الشُبُهات عن قومه فيظن نفسه مُصلحاً هادياً، ولهذا فإنّه يُواجَه بالسخرية، ولكن حين يَلتزم من الداخل فإنه يَسعى إلى توجيه أقرانه بما يمتلك من معارف أصيلة لا تحمل سُموماً وضعية ولا طعوناً خارجية.

إنّ الكثيرين من أبناء شعبنا مُلتزمون بأصول دينهم اعتقاداً، وفروعِهِ عملاً من دون تبليغ خارجي فلدينا عددٌ كبيرٌ من العلماء الثقات يُديرون مصالح هذا الشعب ضمن إمكانياتهم المتواضعة وليسوا بحاجة إلى أي دعم.

فليطمئن الشيخ البادياني فنحن لسنا بحاجة إلى تقديم الإرشاد الهادف الذي يُمَكننا من الإلتزام بالأحكام الشرعية كما قال في الصفحة 268.
وكأن هذا الشيخ وغيره من شيوخ الشيعة لا يُرضيهم أيُّ عَمَلٍ إلا إذا كان صادراً عنهم، وهذا أمرٌ غريبٌ وفيه قدرٌ كبيرٌ من الوقاحة.

فمتى كان العلوي بحاجة إلى إرشاد وتوجيه مع وجود كتاب الله ونهج البلاغة والهداية الكبرى وتحف العقول وما صحّ من الحديث الشريف، وكتب علمائه ووجودهم المبارك وتوجيههم الصادق الأبوي الصادق.

فليوجّه البادياني قومه فهم أولى به وليَدع الآخرين وشأنهم فعقيدتنا معصومة ليس للقائل فيها مقال.
ومذهبنا قطعي الصدور لا مظنون ولا مستورد.
وسلوكنا مُحمدي لا بسطامي ولا حلاجي ولا عذقري ولا فارضي.
وأنسابنا هاشمية خالصة فهل من مزيد لمستزيد.