8. التفسير العشوائي

أُضيف بتاريخ الأحد, 31/10/2010 - 10:46
الملاحظة الثامنة

قال في حديثه عن الجزء السادس من كتابه:

عرضت فيه موضوع سير سلوك العارفين اعتماداً على نص بيانهم الذي يقولون فيه( ندين لله سراً وعلانية) للجمع بين الظاهر والباطن والسر والعلانية، وعملاً بالحديث النبوي الشريف الشريعة أقوالي والطريقة أفعالي والحقيقة أحوالي)، وقد رجعت في ذلك إلى بعض أقوال العرفاء ومن أهمها كتاب بحر المعارف للملا عبد الصمد الهمداني ..

بيان الخطأ :

من اعتقد سراً دون العلانية فهو فاسق، ومن اعتقد علانية دون السر فهو منافق، ومن اعتقد سراً وعلانية فهو المسلم المؤمن شرط العمل الخالص.
بهذا المعنى تفسر كلمة العلماء ( ندين لله سراً وعلانية ) لا كما يهوى الكاتب الذي يُفسّر الأمور على هواه من دون رجوعٍ إلى أصلٍ مُعْتَمَد، ويُلصق بالقوم ما يشاء من التهم من دون خجل.
فكلمة ( ندين لله سراً وعلانية ) لا تعني أنّ لنا عقيدة باطنيّة بل تعني أنّ إسلامنا إيمان، وإيماننا يقين لا أكثر ولا أقل.

واستعمال الكاتب لهذه العبارة بهذا المعنى كان تَجَنياً سافراً من جهة واستخفافاً بعقول الناس من جهة أخرى.

وتفسير البيان بأقوال الآخرين غير مقبول كائناً من يكون المفسر أو المستند إليه.

وكتاب (الملا الهمداني) لا يُلزمنا بل يُلزم الشيخ البادياني الذي أثنى عليه كثير الثناء وهذا حَقه كونُهُ يُقلد الهمداني في طريقته العرفانية.
ولكن ليس من حقه أن يُلصق بنا أقوال الآخرين لأن ذلك من قلة الأدب ما يدخله في باب الافتراء.

والحديث النبوي الشريف الذي ذكره لم يصح عندي أنه لرسول الله، وأظن أنه لأحد المتصوفة والله أعلم.

وبالنتيجة فإن الكاتب بنى كتابه على هذه الفِرْيَة وما بُنِيَ على فاسدٍ فإنّه يَؤول إلى فاسدٍ.
وهذه القاعدة المُلتوية درج عليها واعتمدها الكثير من الكُتّاب المُغرضين الذين أرادوا النيل من هذه الطائفة فألصقوا بها ما شاؤوا من التهم ، وفي الحقيقة فإنهم نسبوا إليها ما عُرِفوا به وحسبنا الله ونعم الوكيل ونعم المولى ونعم النصير.