20. العلويون وسيف الدولة

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة العشرون

( يعتبر النصيريون سيف الدولة والحمدانيين مقدّسين ومعظمين ووكلاء الخصيبي في السياسة )

لم يكن شيخنا الخصيبي (ق) من رجال السياسة حتى يتّخذ لنفسه وكلاء سياسيين يَنوبون عنه في هذه القضايا، بل كان فقيهاً من الفقهاء وعَلماً من الأعلام لا يُجارى بفضلٍ، ولا يُبارى بعلمٍ.
قضى حياته الشريفة في نشر العلم والفضيلة، ومحاربة الجهل والرذيلة، فالتَفّ حَوله المُخلصون، وتهافت إليه العلويون الطاهرون، يَنهلون من رحيقه الصافي وعِلمه الشافي، فروى قلوباً ظامئةً، وأحيا نفوساً تائهةً، فخلّد التاريخُ العلويُّ الصادقُ ذكره، وأغفله التاريخ الجاهلي الكاذب.

أما سيف الدولة الحمداني فقد كان من شيعة أمير المؤمنين الصادقين، آوى إليه العلماء والفقهاء والأدباء والحكماء والشعراء لما تحققوا منه الإنصاف والعدالة وعدم التعصّب المقيت 1 وحبّه للعلم والعلماء.
وإنّ ندوته السيفيّة كانت تغصُ بعباقرة زمانهم وفقهاء أوانهم، وقد ضُرب بها المثل حتى عمّ السهل والجبل.
وفي عصره استتبّ الأمن في ربوع البلاد، وحصل الإستقرار بين جميع العباد، فلم تقع حوادث مذهبية وفِتن طائفية كما كان يَجري في بقيّة البلاد، وما ذلك إلا لأنه ساوى بين الرعية، وعَدَل فيهم في كل قضيّة، بتجرّدٍ ونَزاهة علوية، ولم يكن له إلا الإحترام والذكر الحميد، وقد جمع هذه الصفات الحميدة والمزايا الفريدة بالإضافة إلى جهاده المنقطع النظير ضدّ المعتدين من أعداء العروبة والدين.

  • 1 كان قاضي القضاة حلب في عصر سيف الدولة على مذهب أبي حنيفة مع أنّ إمارة حلب كان أكثرها من الشيعة، وهذا يدلّ على عدم تعصّبه.
    بينما نجد أنّ صلاح الدين الأيوبي حينما استتب له الأمر في مصر عزل قضاة الشيعة من مناصبهم وعيّن مكانهم قضاة من أبناء المذاهب الأربعة، وحارب التشيّع بضراوة وارتكب مجازر دمويّة بحق شيعة علي وأحرق مكتباتهم التي كانت تكتظ بعشرات الآلاف من المُجلدات التي لا تقدّر بثمن!!.