46. العلويون وسليم العثماني

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة السادسة والأربعون

( قاتلهم السلطان سليم العثماني ودحرهم وأوصلهم إلى جبالهم وكادَ أن يُبيدهم لولا طلب أهل السنّة الرأفة بهم ومحاولة إصلاحهم ولكن في كل مرّة كانوا يرجعون إلى ما كانوا عليه )

إنّ قتال الطاغية سليم العثماني للمسلمين العلويين لم يكن غيرةً على الإسلام والمسلمين، بل كان مَدفوعاً بفتوى حاقدة نَفَثَ سمومها نوح الحامد الحنفي  أحد أُجرائه المُرتزقين، وقد كُتبت بروح التعصّب والجَهل وجَرَّت على العلويين ويلاتٍ لا يعلمها إلا الله جلّ وعلا.

وإنّ هذا السلطان الغاشم كان بعيداً كل البعد عن الإسلام ومبادئه، وقد تظاهر باعتناق المذهب السنّي ليُحَقق من خلال ذلك مآربه التوسّعية ويجعل من أبناء هذا المذهب أنصاراً له وبهذا يتمّ له ضرب المسلمين ببعضهم البعض.

ولا يخفى على المنصفين مدى البلاء الذي عاناه العرب والمسلمون من طغيان هذا الحاكم الذي استغلّ الدين لتحقيق أهدافه.

وأَعجَبُ لهؤلاء القوم الذين يتفاخرون بأفعاله المنافية لعدالة الدين الإسلامي وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدلّ على رسوخ التعصّب في نفوسهم وقلوبهم.

ويكفي العلوي فخراً أنّه لم يرتكب مثل هذه المجازر البربريّة، ولم يكتب مثل هذه الفتاوى الجاهلية.

ملكنا فكان العفو منا سجيّة   فلما ملكتم سال بالدم أبطحُ

* * *

  فهذا باختصار شديد ما أردنا بيانه في معرض ردّنا على هذه المُفتريات، ولو أردنا الإسهاب في هذا المجال لطال بنا المَطال ولكن خيرُ الكلام ما قل ودلّ.
ولو أردنا أن نردّ الحجر من حيث أتى لصنّفنا كُتُباً عدّة في مَثالب هؤلاء القوم، ولكن هذا ليس من شِيَمِنا وقد نَهَانا الله عن ذلك بقوله تعالى ﴿ لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ .. ﴾ الحجرات\11.

  والغريب أنّ هؤلاء القوم يدّعون تمثيل المسلمين وهم في الحقيقة من أبعد الناس عن الإسلام بكافّة مذاهبه لأن هذه الأعمال التخريبية والمثيرة للفتن لا تخدم إلاّ أعداء الدين ولا يقوم بها إلاّ من باع دينه للشياطين وتسربل بثوب المنافقين...

  ونكتفي بهذا القدر لننتقل إلى استعراض الفتاوى التي اعتمدوا عليها ورجعوا إليها في مفترياتهم.