45. الإصلاح المدمر لصلاح الدين الأيوبي

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الخامسة والأربعون

( حاول صلاح الدين إصلاحهم ببناء المساجد لهم وكرّر المحاولة الظاهر بيبرس )

كان صلاح الدين الأيوبي أشعريّ العقيدة شافعيّ المذهب، وكان همّه الأوّل كما عُرفَ عنه توحيد المسلمين، ولكن كيف قام بذلك؟

لقد فرض على الناس جميعاً وبقوّة السيف والإرهاب اعتناق عقيدة الأشعري في الأصول ومذهب الشافعي في الفروع ومن أبَى ضُربت عنقه.
وقام أيضاً بتصفية الوجود الشيعي في مصر بالطريقة المعروفة ( فليراجع المقريزي) وعَزَلَ جميع قضاة المذهب الجعفري واستعاض عنهم بقضاة من المذاهب الأربعة.

فهل يكون توحيد المسلمين بهذه الطريقة الهمجيّة التي تقضي بقتل عشرات الآلاف من الأبرياء، وحرق مئات الآلاف من الكتب القديمة؟؟!!.

فالمُسلمون العلويون لا يُنكرون جِهَاد صلاح الدين ضد الصليبيين، وفي نفس الوقت فهم يَطعنون بفرط تعصّبه المُدَمّر ضِدّ بقيّة المُسلمين، وإنّ الذنب الذي جعلهم عرضةً لسيوف جنوده وأقلام فقهائه هو تمسّكهم بولاء أهل العصمة، ولكنّ كتّاب التاريخ حرّفوا الحقائق لتبرير مجازرهِ وأشاعوا عن العلويين ما شاؤوا من التُهَم، والحَقيقة هي أنّهم رفضوا التخلي عن مذهبهم والإنتقال إلى غيره فكان عقابهم القتل والتهجير والحرمان.

♦ فما قام به صلاح الدين أدّى إلى إضعاف المسلمين من جهة، ونفورهم من بعضهم البعض من جهة أخرى، فتوحيد المسلمين لا يكون بالسيف والإكراه، وإنما يكون بالحكمة البالغة، ونبذ التعصّب، والعمل يداً واحدة فيما يخدم المصلحة الإسلامية.
أما توحيدهم من خلال إلغاء بعض المذاهب فإنه يؤدي إلى إلغائهم جميعاً، لأنّ هذا العمل سَيُوَلّد حروباً طاحِنة فيما بينهم، وهذه الحروب ليست لمصلحتهم بل لمصلحة أعدائهم الذين يَسعون إلى ذلك.

» وإنّ نفس الكلام الذي أوضحناه عن صلاح الدين نقوله عن الظاهر بيبرس الذي لا يقلّ تعصّباً عن زميله الأيوبي.