7. التشكيك بـ تسمية العلويين

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة السابعة

( أطلق عليهم الإستعمار الفرنسي اسم العلويين لأنهم يضيقون ذرعاً بتسميتهم النّصيريون، ولأنّ ذلك يُخلصهم مما علق بهم من ذم وتشنيع وتكفير، وتفتح لهم آفاقاً أرحب مع الشيعة )

إنّ التنابز بالألقاب من المحرّمات المُنهى عنها شرعاً لقوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ الحجرات\ 10.
هذا لمن آمن بالله والتزم بكتابه.

والقوم أدرى بإسمهم من غيرهم، وتحريف الأسماء وتغييرها دليل على حسد المُحرِّف وحقده وهي عملية تزويرية تتنافى مع الشرع والأخلاق. والغاية منها إنكار الحقائق وطمسها، والأسماء تدلّ على مُسمَّياتها ولكل إسم معنى لا ينفك عنه ويدل عليه، والعلويون تسمّوا بهذا الإسم الشريف نسبة إلى أمير المؤمنين ولانتمائهم إليه وهنا ينتهي الشرف:

من لم يكن علوياً حين تنسبه   فما له في قديم الدهر مُفتخر


وإنّ الذي أطلق علينا هذا الاسم هو نبيّ الأمة ورسول الرحمة سيّدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم حيث يقول في بعض أحاديثه: (ألا أنّ شيعة علي يقولون يوم القيامة نحن العلويون فتقول لهم الملائكة أنتم الآمنون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون). 1

أما اسم النصيريّة فلا نضيق به ذرعاً، ولا يفك لنا درعاً، ولا يُفرّق لنا جمعاً كما يظنّ البعض بل العكس هو الصحيح. فإننا نفخر ونعتز به إذ أنّه نسبة إلى الإمامي الجليل والثقة الأمين السيد أبو شعيب محمد بن نصير النُميري الباب الشرعي للإمام الحسن العسكري(ع) في المنهاج العلوي الأصيل، ومع هذا فإنّ هذا الاسم ليس الاسم الحقيقي لهذه الطائفة المُسلِمَة، بل الاسم الحقيقي هو:   العلويون   كما تقدّم.

ثم إنّ هذا الإسم الشريف بدل النُصَيريّين لا يُخلّصنا من ذمّ المُفترين وتخرّصات المُتقوّلين، فالقوم أساؤوا إلينا وطعنوا بنا لطويّتنا لا لهويّتنا، أساؤوا إلينا وأسرفوا في ذلك لتمسّكنا بولاية أمير المؤمنين، وقولنا بعصمته وأفضليّته، وتصديقنا لفضائله ومناقبه، وليس لأننا نُصيريون أو علويون وقد صرّح بذلك كبار علمائنا وفقهائنا:

ومــا لنـا إلا موالاتنـــا   لآل طــه عندهــم ذنـــب


♦ أما فتح آفاق أوسع وأرحب مع الشيعة الإمامية من خلال هذا الإسم (العلويون) فكلام يفتقر إلى الدّقة والموضوعيّة:

  • أوّلاً:   نحن لم نبدّل اسمنا في يوم من الأيام خوفاً من سلطان جائر أو للتقرّب من هذا أو ذاك وكيف يكون ذلك وقد قُتِلَ العلوي وكُفِّرَ واُبعِدَ لأنه علوي.
  • ثانياً:   إنّ هذا الإسم الجامع والذي هو من وحي الإسلام نابع لم يكن غريباً علينا في وقت من الأوقات، وكيف يكون ذلك والرسول الأعظم(ص وآله) هو الذي أطلقه علينا وعرّفنا به.
  • ثالثاً:   إنّ القوم هم الذين غيّبوا إسمنا وأطلقوا علينا ظلماً وعدواناً ما شاؤوا من الأسماء وما أرادوا من الألقاب ولم يجدوا في ذلك أدنى صعوبة فالسلطة كانت في أيديهم يفعلون ما يحلوا لهم غير مبالين بالأمر والنهي.
  • رابعاً:   إنّ هذه العملية التزويرية لم تصرفنا عمّا نحن عليه، ولم تُغيّر فينا شيئاً من صحّة الإيمان والإسلام، بل زادتنا تمسّكاً بهذا الإسم وثباتاً على هذه العقيدة النقية الحاوية للمعارف الإسلامية السَنِيَّة.
  • خامساً:   إنّ فتح آفاق أوسع مع إخواننا الشيعة الإمامية وغيرهم من الطوائف الإسلامية لايتم بتغيير إسم وتبديل جسم بل بإزالة المُلابسات العالقة في أذهان البعض، ومُضاعفة الحوار الصادق الذي أضحى بمثابة الفرض، وتكذيب المسموعات التي تُورث الضغينة والبُغض، ومن فضل الله جلّ وعلا فقد توصّلنا ومن قبلنا ساداتنا الميامين إلى نتيجة مُرضِية بهذا الخصوص. فهناك الكثير من العلماء الكبار توصّلوا من خلال انصافهم وإدراكهم للأمور إلى الحقيقة المُغيَّبة، واعترفوا بها خطابةً وكتابةً، وضربوا بتلك المسموعات الباطلة عِرضَ الحائط، ولم يعبأوا بها ولا بمطلقيها. ونحن نأمل ونسعى إلى مزيد من التواصل الهادف إلى تحصين المسلمين من دون أن يُفقدنا ذلك هويّتنا الأصيلة التي نتمسك بها وبأصولها الإسلامية. وقد أوضحت في بعض كتاباتي بأن وحدة المسلمين لاتعني إلغاء المذهبية لأن هذا الأمر أشبه بالمستحيل وسيخلق أزمات حادّة نحن بغنى عنها بل تعني إلغاء التعصّب لأن الإبقاء عليه هو إسهام في الفرقه، وتأجيج لنار الفتنة وإرضاء لأعداء الدين واغضاب لرب العالمين.
  • 1 حديث الرسول ص وآله كما في كتاب "تفسير مرآة الأنوار"، ص84، نقلاً عن كتاب "كنز الفوائد" و"تفسير فرات بن إبراهيم"، عن ابن عباس وغيره:
    " ألا إن شيعة علي يقولون يوم القيامة نحن العلويون فتقول لهم الملائكة فأنتم الآمنون ولا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون ".