2. العلويون والغلو

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الثانية

( هي إحدى فِرق غُلاة الشيعة )

الغلو كذبة سياسية قديمة، ابتدعها حكام جائرون تبريراً لمجازرهم الوحشيّة، وروّجها فقهاء فاسدون لقلة إيمانهم بالله واليوم الآخر، وصدّقها جهلاء غافلون لفرط غبائهم، وما زال يُحرّكها قومٌ مأجورون لشدّة حقدهم ولغاية في نفوسهم المُظلمة التي لم تستضيء بنور الإسلام.

ولكن ما هو الغلو الذي يُخرج قائله من ربقة الإسلام ويُدخله في جملة الكفّار؟
وللإجابة على هذا السؤال يجب تعريف الغلو أولاً:
قال ابن فارس: الغين واللام والحرف المُعتلّ أصلٌ صحيح يدل على ارتفاع ومجاوزة قدرٍ.
يُقال: غلا في الأمر غلواً أي جاوز حدّه، ويُقال: غلا في الدين غلواً أي تشدّد وتصلّب حتى جاوز الحدّ.

فهذا هو التعريف العام لمصطلح الغلوّ. وهنا نسأل: هل تجاوز العلوي الحدّ في مُعتقده؟
وللإجابة على هذا السؤال لا بدّ من تعريف مختصر للمعتقد العلوي:

  • يُؤمن المسلم العلوي بالله رباً لا شريك له.
  • وبالإسلام ديناً جامعاً للأديان السماوية وخاتماً لها.
  • وبالقرآن كتاباً لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد.
  • وبمحمد(ص وآله) نبياً ورسولاً وشاهداً ومُبشراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.
  • وبالكعبة بيت الله الحرام قُبلةً.
  • وبعلي أمير المؤمنين وسيّد الوصيين وقائد الغرّ المحجّلين إماماً وَجَبَت طاعته واعتقاد ولايته، وبأبنائه المعصومين أئمةً وهُداةً.
  • وبالصلاة فريضة.
  • وبالصوم طاعة.
  • وبالزكاة طهارة.
  • وبالحج منسكاً.
  • وبالجهاد عزاً ومنعة.

فهذه هي عقيدة المسلم العلوي التي يتقرّب بها إلى الله ظاهراً وباطناً طاعةً وإيماناً، رضاءً وتسليماً. فهل فيها ما يدلّ على التجاوز المُؤَدّي إلى الغلو الذي يُخرج قائله من الإسلام؟
بالطبع لا ، فكل هذه الأصول الأصيلة من صميم العقيدة الإسلامية وأدلتنا على ذلك لا تُحصى.

ولكن لماذا اتُّهمنا بالغلو والباطنية ما دامت هذه هي عقيدتنا التي لا نخشى من إعلانها بل نفخر بذلك؟
وجوابنا على ذلك واضح وصريح وهو كالتالي:
الغلو في مفهوم أصحاب هذه المقالات الباطلة هو القول بأفضلية علي (ع) على بقيّة الصحابة(رض) واعتقاد عصمته ووجوب ولايته. فلمجرّد اعتقاد العلوي بهذه الأصول المثبتة في كتاب الله اتُّهم بهذه الفِرْيَة وهذا ما يبدو جلياً من خلال ما صرّح به فقهاء التعصب.