4. العلويون والتجزئ

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الرابعة

( يزعمون بوجود جزء إلهي في علي ألّهوه به )

عقيدة التوحيد عند المسلمين العلويين تنصّ من خلال مصادرها الحَقّة ودلائلها المُحقة على أنّ الله جلّ وعلا أحدٌ بذاته، صمدٌ بصفاته، فردٌ لا يشابه مخلوقاته، لا يتجزّء ولا يتبعّض، ولا يتحيّز ولا يتجسّد ولا يتكيّف ولا يتعدّد ولا يتصوّر ولا يتقيّد، مُنزّهٌ بذاته وصفاته وأفعاله عن الإتحاد والحلول، والطلوع والنّزول، والعرض والعمق والطول.
ليس له تحت فيقلّه، ولا فوق فيظلّه، ولا جوانب فتعدله، ولا خلْف فيسنده، ولا أمام فيحدّه جلّ عن التحديد والتقدير والتأليف والتغيير والتصوير، ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، أوّل بلا بداية، آخر بلا نهاية، ظاهر لا يُقاس به مثل، باطن لم يسبقه قبل، خلق الكائنات وهو غنيٌّ عنها وهي مُفتقرة إليه، لا إله غيره ولا معبود سواه وتعالى عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيرا.

وإنّ أمير المؤمنين وخير الوصيين وخليفة رسول ربّ العالمين علي بن أبي طالب عليه السلام هوَ عبدٌ لله أطاعه وأخلص في طاعته غاية الإخلاص وهو خير المخلوقين بعد النبيّ الأمين(ص وآله)، وقد أمدّه الله بالكرامات الباهرات، وأجرى على يديه خوارق المعجزات لقُرْبِهِ منه وإخلاصه له، فاستدللنا بهذه السّمات وبغيرها من التصريحات الواردة عن لسان النبيّ(ص وآله) على إمامته العُظمى، وولايته الكبرى، ووجوب اتّباعه والأخذ عنه.

ولو أردنا الإسهاب في هذا الخصوص وسرد ما نملك من الأدلة والنصوص من كتب الفريقَين لتَطلّب الأمر وضع كتاب مؤلف من عشرات المجلدات...

وإنّ هذه الوَصمة منقولة عن الشهرستاني المشكوك بعقيدته والمطعون بنزاهته من قبل علماء عصره، كأبي محمد الخوارزمي وظهير الدين البيهقي.