ما يحدث في سوريا هو أمرٌ قديمٌ مُتجدد يختلف في الشكل ويتفق في المضمون.. سوريا ستبقى شامخة.. مقدمات ظهور المهدي أشد وأضخم وأكثر إيلاماً ونحن ما زلنا بألف خير..

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 20/09/2011 - 05:46

المرسل: فاطمة \22\08\2011م

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... الحمد لله كما هو أهله وصلى الله على المصطفى الأمين وآله الطيبين الطاهرين ....
السيد الكريم ابو اسكندر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو من حضرتكم أن توجهوا سؤال للسادة العلماء الكرام عن الأحداث التي تجري في سوريا
والتي تستهدف العلويين خاصة من قتل وتقطيع وتكفير وغيره من الامور التي لا تخفى على أحد 1
هل ما يجري الآن هو مقدمة لظهور الإمام القائم (علينا من ذكره السلام ) عجل الله فرج المؤمنين بظهوره
لا سيما أن بعض كتب الشيعة ومنها كتاب عصر الظهور" للشيخ علي الكوراني" يتحدث عن علامات الظهور نقلاً عن الأئمة (علينا من ذكرهم السلام) ما يبدو وكأنه يُشبه ما جرى ويجري في سوريا من مثل أن الأحداث التي ترتبط بفتنة الشام تبدا من الحدود السورية الأردنية من منطقة يقال لها درعا وغيره مما ورد في هذا المضمون ...؟؟؟؟؟
في كل الأحوال...
أرجو من حضرتكم أنت والسادة العلماء الكرام ان تدعوا لنا أن يهون الله علينا وان يرفع عنا هذا البلاء بحق العلي العظيم.
جزاك الله كل خير ووفقك لما فيه كل خير لهذه الطائفة الكريمة التي كان ذنبها على مر التاريخ انها تشبثت بوصية الرسول الكريم محمد الصادق الأمين عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم (علينا من ذكرهم السلام) 2
الجـواب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.

  الأخت الكريمة إنّ كل ما يحدث في هذا الكون الفسيح هو مُقدّمات مباشرة وغير مباشرة لظهور صاحب الزمان عليه السلام.
- فأما الأمور المباشرة: فهذا الهرج والمرج في البلاد وبين العباد، والفسق البَيّن، وسقوط القِيَم، وما إلى ذلك من أمور تتنافي مع كل القيم والمبادئ، وتتعارض مع الرسالات السماوية.
- والأمور غير المباشرة: فهي جزئيات تحدث هنا وهناك وهنالك لتشكل في النهاية كُلّية تدل بوضوح على قُرب الظهور.

  أما ما يحدث في سوريا فهو أمرٌ قديمٌ مُتجدد يختلف في الشكل ويتفق في المضمون، والغاية منه واضحة، فسوريا هي البلد العربي الوحيد الذي يَرفع راية الصمود والتصدي والمقاومة، البلد الذي لم يخضع للضغوط الخارجية وبقي ثابتاً على مواقفه المُشَرّفة، وذلك منذ بداية السبعينيات بقيادة السيد الرئيس حافظ الأسد رحمه الله إلى وقتنا هذا، وسيبقى ما دام رافِعُ هذه الرّاية الدكتور بشار الأسد أيّده الله بتأييده وجَعل النصر حليفه والتوفيق أنيسه.

  إنّ ما شهدته سوريا في الثمانينيات لهو أشدّ وأقسى مِمّا تشهده الآن، ومع ذلك فقد صَمَدَت، لأن الصُمود رُكن أساسيٌّ من نهجها القومي.
ولكن السبب فيما نراه من ضخامةٍ للأحداث الحاليّة فمَرَدُّه: الإعلامُ المُضللّ الذي يُفبرك الأخبار ويُصَنّعها لغايةٍ لا تخفى على أحد.

  وأردّدُ ما أعلنته في لقاء الأحزاب الوطنية في مدينة بيروت بأنّ سوريا: ستبقى شامخة بشموخ أسدها، قويّة بقوة جيشها، أبيّة بإباء شعبها، وستسقط كل المُؤامرات التي تُحاك ضِدّها.

  إنّ بعض هذه الأحداث التي تُشابه بَعض النصوص الواردة عن المعصومين فهي غيرها، لأنّ مُقدمات ظهور المهدي 3 أشدُّ وأضخم وأكثرُ إيلاماً ونحن ما زلنا بألف خير، وما زال الكثيرون يَذكرون الله ويُنفقون أموالهم في سبيله ويتمنّون الخير لبعضهم، بغض النظر عن السلبيّات الأخرى لكن الإيجابيات ما زالت قائمة.

  وألفتُ النظر إلى أمر هامٍ وهو أنّ بعض الموتورين سعى للفتنة المذهبية، إلاّ أنّ وَعيَ الأكثرية الساحقة من أبناء هذا الشعب وَأَدَهَا وقطعَ الطريق عليها، أما الجزئيات الصغيرة التي وقعت فلا ترقى إلى مستوى الفتنة وهذا يحدث في كل مكان، ونحن في لبنان أكتوينا من نار الفتن. نسأل الله تعالى أن يَقينا شر الفِتَن، ما ظهر منها وما بطن، وأن يَحفظ لنا هذا القائد المُفَدّى الدكتور بشار الأسد.

حسين محمد المظلوم
18\9\2011