تعقيب الشيخ تمّام أحمد على منشور (مشائخ الإنترنيت.. والسم في الدسم) للدكتور خالد\أحمد\ أديب أحمد..

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 18/05/2016 - 05:14

سننقل المقال حرفياً كما نشره كاتبه ويليه تعقيب فضيلة الشيخ تمّام أحمد عليه..
[إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية]

مشائخ الإنترنيت.. والسم في الدسم
بقلم الدكتور: أحمد أديب أحمد
16\05\2016م

استغرب البعض من تقديمي بصفة الباحث الديني لأنهم قد اعتادوا على التوصيف كأديب وشاعر أو محلل سياسي أو خبير اقتصادي باعتباري مدرساً في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين.
ولم أكن أرغب بإظهار هذه الصفة الدينية باعتبارها أمراً شخصياً أمارسه في حياتي اليومية منذ بداية شبابي، وكان أول ثماري كتاب نور الهداية لأهل الولاية المنشور عام ٢٠٠٧، تلاه العديد مما هو موجود بين أيادي الإخوة أو هو قيد التجهيز.

ولا أجد الفيسبوك والمنتديات ساحة لاستعراض العضلات الدينية، لذلك لم أجعل من صفحتي لا مسجداً ولا حوزةً ولا مجمعاً ولا مدرسة تبشيرية.. بل كانت مساحة فكرية لكل أطياف المجتمع الذين يجمعهم حب الوطن.

ولكن عندما يبلغ الافتراء أوجه على الإنترنيت تستدعي الحاجة أن أكون حيث يجب أن أكون في ظل تغييب علماء الدين الحقيقيين عن الإنترنيت لأسباب تتعلق بتفرغهم لعبادتهم ورعايتهم لشؤون الناس، وبروز المواقع المشبوهة التي تدعي دفاعها عن العلويين ولكنها في معظمها لا تسمن ولا تغني من جوع.. وفي كثير من الأحيان تدس السم في الدسم، ومن أبرز هذه المواقع:
موقع العلويين الأحرار لصاحبه سام الحامد.
موقع الباطن الباطل لصاحبه علي م وهو مجهول!!

موقع العلويين المسلمين- المكتبة الإسلامية العلوية لصاحبه أبو اسكندر!! والمعتمد في كل فتاويه على الشيخ حسين محمد مظلوم والشيخ تمام أحمد وكأنهما الناطقان الرسميان باسم العلويين فقط.

إن هذا الموقع لا يمثل العلويين بالمطلق لأنه يحاول تشويه المعاني التي نؤمن بها وفق أهواء أبو اسكندر الغريبة!!
إذ يحاول هذا الموقع المشبوه قلب التقية وتصويرها ككذب ونفاق عندما يمدح أعداء رسول الله ومحاربي أمير المؤمنين!! علماً أننا نوالي فقط مَن والاهما لقول رسول الله "ص": اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.

ويحاول هذا الموقع المشبوه قلب استقلاليتنا إلى مابين الاستقلالية والتبعية حين يقول: نقاط الاشتراك بين العلويين والشيعة كثيرة تفوق حد الحصر، وأوجه الافتراق قليلة لاتفسد للود قضية، فالطائفتان على مذهب واحد هو مذهب أهل البيت!!
والحقيقة أن هناك اختلافات كثيرة عقائدياً وفقهياً.. وأن أهل البيت لهم نهج ومدرسة وتعاليم وليسوا بمذهب لأن المذاهب تفرعت عنهم وذهبت إلى حيث ذهبت.

ويكذب هذا الموقع المشبوه حديث رسول الله حول الفرقة الناجية مع أن أهل العصمة قالوا: ردوا إلينا ولا تردوا علينا.

ويدعي هذا الموقع المشبوه أن الولاية عندنا تأتي بعد النبوة وهذا يخالف قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا.... وقوله: إنما وليكم الله ورسوله.....

ويخلط هذا الموقع المشبوه مابين التقمص والتناسخ.. وينفي التقمص وينسبه إلى طائفة الموحدين الدروز علماً أنه حقيقة لا يمكن دحضها ولي في كتابي الأول بحث واسع حولها.

فالحذر كل الحذر من هذه المواقع المشبوهة التي لا تزيدنا هدى ولا تبعدنا عن ردى.
ومن أراد الحقيقة فليطلبها من أهلها أصحاب العلم والبراهين والكرامات.. وليس من تجار الدين وأشباه العلماء. (انتهى)


تعقيب فضيلة الشيخ تمّام أحمد 

السلام عليكم... أنا لم أقُلْ يومًا... أنّني أنوبُ عن أَحدٍ... ولستُ أدّعي تمثيل الطائفة بوجهٍ من الوجوهِ.. أنَا أكتبُ رأيي.. وأنتَ تَكتبُ رأيكَ... فَلا أنا إمامُ طائفةٍ ولا أنتَ... وما ذكرتهُ في هذا المنشورِ... فلسنا نطلبُ منكَ غير أن تُبيّن للنّاسِ الخلطَ والتناقضَ.. وأن تدلّنا على ما وصفتنا به من تضييع استقلال الطائفة... وما حدود المنهج الذي ذكرتهُ أيّها الأخُ الكريم..

جاء في منشورك هذا أنّنا نحاولُ : (( قلب التقية وتصويرها ككذب ونفاق عندما يمدح أعداء رسول الله ومحاربي أمير المؤمنين!! علماً أننا نوالي فقط مَن والاهما لقول رسول الله "ص": اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله.... ))

متى كان ذلك.. ومن هم الذين تواليهم ونحنُ نبغضهم... ومن هم الذينَ تبغضهم ونحنُ نواليهم.. من هم أعداء الله الذين نواليهم يا سيّدي... ؟؟؟
هذا بحسب كلامك... ثمّ هل تحملُ من ذنوبنا شيئًا إذا اعتقدنا خطأً... ؟؟؟

الدينُ في رأيي هو الأمانةُ وسلامة الناس من الأذى.. ولستُ أعادي أحدًا.. كائنًا من كانَ.. المهمّ السلامةُ من الأذى.. والحسابُ على الله... أنتَ يا سيّدي والِ من تريدُ.. واتركني وشأني... في ذلك.. وأبغضْ من تراه مبغضًا.. لسنا نجادلكَ في شيءٍ...

ونحنُ نعترفُ أنّنا لا ننوبُ عن أحدٍ إلاّ من رضيَ بكلامنا... والله يحاسبنا على أعمالنا.. ولن تحمل من أوزارنا شيئًا...


وأمّا قولك: أنّنا نحاول: (( قلب استقلاليتنا إلى مابين الاستقلالية والتبعية حين يقول: نقاط الاشتراك بين العلويين والشيعة كثيرة تفوق حد الحصر))

..... فنحنُ لم نقلْ إلاّ ما قالهُ شيوخنا... ونحنُ على رأيهم... فإذا كان لك رأيٌ آخرُ.. فتفضّل بنشرهِ.. وبيّن لنا، لعلّنا نهتدي... كيف وجدتنا نحاول أن نسلبك استقلالكَ الفكري.. ومتى كان ذلك... وماذا وضعتَ من المؤلّفاتِ التي تبيّن فيها استقلالك...؟

وماذا نفعل بالبيان الذي وقّعه كثيرٌ من شيوخ العلويين.. وهو مطبوع ومنشور باسم (المسلمون العلويون ، شيعة أهل البيت، بيان عقيدة العلويين) وذكروا فيه أصول الدين وفروعه والمراجع التي يُعْتمدُ عليها.. هل نضرب به عرضَ الحائط...؟؟؟


وأمّا قولك: أنّنا (( نكذّبُ حديث رسول الله حول الفرقة الناجية مع أن أهل العصمة قالوا: ردوا إلينا ولا تردوا علينا))

........... فهذا لا يضرّك ولا يؤذيك...

ما رأيك بقوله تعالى: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ .. هل لكَ أن تُثْبتَ هذا الحديثَ... وتدلّنا على الفرقة الناجية برأيكَ... لننظرَ فيه...

هل نُكفّرُ كلَ الخلقِ.. ونحصر النجاة بفرقةٍ واحدةٍ..

هل يملكُ أحدٌ من الخلقِ مفاتيح الجنّة والنار؟

هل تعتقدُ أنّك تعرفُ من سيدخلُ الجنّةّ ومن سيدخلَ النّارَ؟؟؟؟ أنا لا أدري ، ولا أدّعي أنّني أدري.. سبقَ أنْ قلتُ في ذلك..

وَهَلْ أَحْصَيْتَ أَيُّهَا الأَخُ الكَرِيْمُ أَوْلِيَاءَ اللهِ فِي الأَرْضِ، حَتَّى تَجْعَلَ مَصِيْرَ فِئَةٍ إِلَى جَهَنَّمَ، وَأُخْرَى إِلَى الجَنَّةِ؟

إِذَا كَانَتْ كَلِمَةُ (( عَلَوِيٍّ )) تَقْتَضِي طَاعَةَ عَلِيٍّ  فَقَدْ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:

(( إِنَّ اللهَ أَخْفَى أَرْبَعَةً فِي أَرْبَعَةٍ:
أَخْفَى رِضَاهُ فِي طَاعَتِهِ ، فَلا تَسْتَصْغِرنَّ شَيْئاً مِنْ طَاعَتِهِ، فَرُبّمَا وَافَقَ رِضَاهُ ، وَأَنْتَ لا تَعْلَمُ.....
وَأَخْفَى سَخَطَهُ فِي مَعْصِيَتِهِ فَلا تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ مَعْصِيَتِهِ، فَرُبّمَا وَافَقَ سَخَطَهُ وَأَنْتَ لا تَعْلَمُ......
وَأَخْفَى إِجَابَتَهُ فِي دَعْوَتِهِ فَلا تَسْتَصْغِرَنَّ شَيْئاً مِنْ دُعَائِهِ، فَرُبّمَا وَافَقَ إِجَابَتَهُ وَأَنْتَ لا تَعْلَمُ......
وَأَخْفَى وَلِيّهُ فِي عِبَادِهِ فَلاتَسْتَصْغِرَنَّ عَبْداً مِنْ عَبِيْدِ اللهِ، فَرُبّما يَكُونُ وَلِيّهُ وَأَنْتَ لا تَعْلَمُ. ))

فَهَلْ يُجِيْزُ لَكَ الإِمَامُ  أَنْ تَسْتَصْغِرَ عَبْدًا مِنْ عَبِيْدِ اللهِ ؟

إِنَّهُ إِذَا نَهَى عَنِ الاسْتِصْغَارِ، كَانَ النَّهْيُ عَنْ تَكْفِيْرِ النَّاسِ أَشَدَّ وَأَعْظَمَ، فَرِفْقًا بِنَفْسِكَ، رِفْقًا.....

إِذَا كَانَ لَكَ رَأْيٌ تَرَى فِيْهِ مَصِيْرَ مَنْ تَرَى فِي جَهَنَّمَ، فَلَسْتُ أُجَادِلُكَ؛ لأَنَّ التَّبِعَةَ عَلَيْكَ، وَلَيْسَتْ عَلَيَّ، وَلَكِنْ لا تَجْعَلْهُ عَامًّا، فَإِنَّ كَثِيْرًا مِنَ النَّاسِ لا يَرَونَ مَا تَرَى، وَلا يَمِيْلُونَ إِلَى مَا تَمِيْلُ.

وَلَو لَمْ يَكُنْ فِي العَلَوِيِّيْنَ غَيْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ لا يُوَافِقُكَ عَلَى مَا تَقُولُ، لَكَانَ ذَلِكَ كَافِيًا فِي تَقْيِيْدِ هَذَا الرّأْيِ بِكَ وَبِمَنْ يَرْضَاكَ نَائِبًا عَنْهُ.

الأَفْضَلُ أَيُّهَا الأَخُ الكَرِيْمُ، قَبْلَ أَنْ تَحْمِلَ مَفَاتِيْحِ الجَنَّةِ وَمَفَاتِيْحَ النَّارِ، أَنْ تَضْمَنَ لِنَفْسِكَ الجَنَّةَ قَبْلَ المَوتِ، وَمَنْ يَضْمَنُ لِنَفْسِهِ حَتَّى يَضْمَنَ لِغَيْرِهِ.

فَإِنَّ الخَصْلَةَ العَاشِرَةَ مِنْ خِصَالِ العَاقِلِ، فِي حَدِيْثِ رَسُولِ اللهِ  أَنَّهُ:

(( لا يَرَى أَحَدًا إِلاَّ قَالَ: هُوَ خَيْرٌ مِنِّي وَأَتْقَى.
إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلانِ، فَرَجُلٌ هٌوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَأَتْقَى، وَرَجُلٌ هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَأَدْنَى.
فَإِذَا رَأَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُ وَأَتْقَى تَوَاضَعَ لَهُ لِيَلْحَقَ بِهِ، و َإِذَا لَقِيَ الّذِي هُوَ شَرٌّ مِنْهُ وَأَدْنَى، قَالَ: عَسَى خَيْرُ هَذَا بَاطِنٌ، وَشَرُّهُ ظَاهِرٌ، وَعَسَى أَنْ يُخْتَمَ لَهُ بِخَيْرٍ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ عَلا مَجْدُهُ وَسَادَ أَهْلَ زَمَانِهِ.)) 

فَأَيْنَ أَنْتَ عَنْ هَذَا ؟

وَعَنْ تَذَكُّرِ قَولِ أَمِيْرِ المُؤْمِنِيْنَ :

(( لا تُؤْيِسْ مُذْنِبًا، فَكَمْ مِنْ عَاكِفٍ عَلَى ذَنْبِهِ، خُتِمَ لَهُ بِخَيْرٍ، وَكَمْ مِنْ مُقْبِلٍ عَلَى عَمَلِهِ، مُفْسِدٍ فِي آخِرِ عُمُرِهِ، صَائِرٍ إِلَى النَّارِ.
بِئْسَ الزَّادُ إِلَى المَعَادِ: العُدْوَانُ عَلَى العِبَادِ..))
...


وأمّا قولك:

((ويدعي هذا الموقع المشبوه أن الولاية عندنا تأتي بعد النبوة وهذا يخالف قوله تعالى: الله ولي الذين آمنوا.... وقوله: إنما وليكم الله ورسوله.....))

فأينَ ذلك ؟؟؟ تفضّلْ ودُلّنا عليه ؟


وأمّا قولك:

((ويخلط هذا الموقع المشبوه مابين التقمص والتناسخ.. وينفي التقمص وينسبه إلى طائفة الموحدين الدروز علماً أنه حقيقة لا يمكن دحضها ولي في كتابي الأول بحث واسع حولها.))

فتفضّل وانشرْ بحثكَ الواسعَ... وأَثْبِتْ صِحّة كَلامِكَ..


الغَرَضُ مِنْ هَذَا التَّعْقِيْبِ، أَنْ أُبَيِّنَ أَنَّ لَكَ رَأْيًا لا أَرَاهُ، وَلا أَتَّبِعُكَ عَلَيْهِ، وَأَنَّ لِي رَأْيًا لا تَرَاهُ، فَاتْرُكِ الأَمْرَ لِكُلٍّ أَنْ يَخْتَارَ مَا يُحِبُّ.

فَأَنَا لا أَنُوبُ عَنِ طَائِفَةٍ، وَلا أَنْتَ، فَمَنْ وَافَقَنِي شَكَرْتُهُ، وَمَنْ لَمْ يُوَافِقْ، عَذَرْتُهُ.

الذّي أَعْتَقِدُهُ أَنَّ الإِيْمَانَ أَنْ تَعْمَلَ عَمَلاً صَالِحًا يَنْفَعُ النَّاسَ؛ لأَنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِّي وَعَنْكَ، وَلَنْ تَزِيْدَ طَاعَتِي فِي مُلْكِهِ، وَلَنْ تُنْقِصَ مَعْصِيْتَي مِنْ مُلْكِهِ. وَأَنَّ المُؤْمِنَ مَنْ أَمِنَ النَّاسُ شَرَّهُ وَأَذَاهُ، وَالمُسْلِمَ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْهُ، سَوَاءٌ آمَنَ بِاللهِ، أَمْ لَمْ يُؤْمِنْ، فَلَيْسَ عَلَيَّ حِسَابُهُ وَلَيْسَ إِلَيَّ مَآبُهُ، فَإِذَا شَقَّ عَلَيْكَ ذَلِكَ، فَاضْرِبْ بِهِ عُرْضَ الحَائِطِ، وَلا تَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَلَسْتَ مَلُومًا.

أَنَا لا أَدَّعِي النِّيَابَةَ عَنْكَ، إِذَا كُنْتَ عَلَوِيًّا، وَلا عَنْ غَيْرِكَ، مَنْ أَحَبَّ فَلْيَأْخُذْ، وَمَنْ كَرِهَ، فَلْيَدَعْ، فَلَنْ تُعَذَّبَ بِمَا أَقُولُ، وَلَنْ تُكْرَمَ بِمَا أَقُولُ، لِي عَمَلِي، وَلَكَ عَمَلُكَ، وَاللهُ أَحْكَمُ الحَاكِمِيْنَ.

قَدْ سُئِلْتُ، فَأَجَبْتُ بِمَا فَهِمْتُ، وَانْتَقَدْتَ بِمَا فَهِمْتَ، وَلَقَدْ سَرَّنِي ذَلِكَ أَضْعَافَ مَا سَرَّنِي المَدْحُ، فَاكْتُبْ كُلَّمَا بَدَا لَكَ، وَقُلْ مَا بَدَا لَكَ، فَإِنَّ لَكَ أَنْ تَقُولَ، وَلَنَا أَنْ نَقُولَ، وَللقُرَّاءِ أَنْ يَقُولُوا....

والسلامُ..

تمام أحمد
في 18\5\2016