وأينَ هُوَ ذلك العلوي المُتواري عن الأنظار

وأينَ هُوَ ذلك العلوي المُتواري عن الأنظار، المُغَيَّب في ظُلُماتِ الأقدار، فيَدرَأَ عن نفسهِ التُّهَمَ، وأَنَّى لقلمِهِ المُحَطَّم الناضِب أن يَخُطَّ صحائفَ براءة عروبته ودينِه وعِرضِه من هذه المُفتريات، وهل لمن حرمه الجبروت العُثماني من أبسط حقوق الإنسان إلاّ أن يصُمَّ أُذُنَيه ويُغمِضَ عَينَيه، مُستجيرًا برحمة الله، ومُتوسّلاً إليه بدقاتِ قلبه، مُترقبًا سطوع شمس الحُريّة ليَفتَحَ عَينيه للنور، ويَتَنَسَّمَ عَبيرَ العدالةِ الحُرَّةِ فيُدلي بدلوه بين الدِلاء، ويكون في مُجتمعه العربي لُبنةً في بِناء.

(قدس سره)