قصيدة: إنّ الأئمة آل طه اثنى عشر.. للشيخ علي أحمد كَتّوب (قده)

أُضيف بتاريخ الأحد, 25/04/2021 - 07:11

 

اقتبسنا هذا التسجيل من صفحة ابن الفقيد العميد الشاعر حسن علي أحمد كَتُّوب  الذي كتب:

((بمناسبة ليلة النصف من شعبان والتي تتزامن مع الذكرى السنوية الـ 43 لرحيل والدي الشيخ (علي أحمد كتوب) ، أعايدكم وأرجو منكم فاتحة لروحه ، وأهديكم هذه القصيدة من نظمه و التي تجاوز عمرها النصف قرن . ونتشرّف بنشره في صفحتنا)) 

ونحن بدورنا في موقع المكتبة الإسلامية العلوية نتشرف بنشر هذا التسجيل ونُقدّم القصيدة وقائلها  اقتباسًا عن تعليق المهندس ربيع معين الحربوقي  الذي كتبه في صفحة العميد حسن علي أحمد كتّوب وهو التالي:

فضيلة العالم الشيخ «علي أحمد كَتّوب» قدسه الله ....

إمام من أئمة الهدى والإيمان والتقى، وإمام من أئمة العلوم والمعارف الدينية والإسلامية، موسوعيّ الإطلاع، عميق الفهم، غزير العلم... وهو إلى جانب ذلك شاعر ألمعيّ عذبُ المعاني قويّ المباني، ينسابُ شعره المُتّصف بالصدق والإيمان وجرأة الموقف، لينسكب في القلوب العطشى لبرد اليقين سلامًا...

فقد أبحر علمًا في حقائق وأسرار الدين، وتعمّق في فهم وتفسير القرآن الكريم، وسيرة الرسول الأعظم والأئمة الأطهار وتراثهمُ العظيم، من عيون المصادر وينابيع الحكمة، فتعرّشت تلك الحقائق في قلبه، واستنارت بنور فكره النيّر، وصاغتها شاعريته العذبة، ونطقت بها قصائده الغرّاء...

قصائدٌ استطاع أن يختزل ويختزن فيها الكثير من المعارف والعلوم والحقائق، بقدرة لغوية نادرة، مشهودةُ الفصاحة والبلاغة، مُزدانةٌ بعذوبةٍ وانسيابيةٍ رقيقة، تدلّ على فهمٍ عميقٍ ودقيقٍ لحقيقة الرسالة السماوية، ولسيرة المعصومين وهديهم.

اطّلعت مُؤخرًا على ديوانه الشريف الذي تفضّل بالإشراف عليه فضيلة الأستاذ الشيخ تمام أحمد  -وهو خيرُ مؤتمنٍ على جواهر التراث ومُحاكاة عُظمائه-، فوجدتُ فيه كنزًا دينيًا وأدبيًا عظيمًا، تعددت فيه صنوف الجواهر واللالئ، وتاهت عيون الفكر في بريق تفاصيله... ووقفت مشدوهًا أمام عظمة ورفعة ومكانة الشيخ الجليل، الذي ربما كان الفقر عاملاً في إخفات بريق حضوره، لكن الفكر كان كافيًا لإظهار سموّ مكانته. 

...وبسماع صوته الشجي الرصين،  يلتمس القلب عمق ذلك اليقين،  وتستقر فيه مكانة الشيخ الجليل، وتضيف إلى عَبَقِ صفاته: السكينة والهيبة والوقار.

إلى روح شيخنا الجليل ، الذي اتبعنا في معرفته نهج مولانا الإمام

(تكلّموا تُعرفوا ، فإن المرء مَخبوء تحت لسانه)...

قد تشرّفنا بالاهتداء إليك والاستدلال عليك، ونزداد بأمثالكم تمسكًا بنهجٍ ينجو من رَكَبَ سفينته...  فلكم عظيم المنزلة عند باريكم، وعظيم التبجيل في قلوب مُحبيكم، جزاكم الله عنا الخير والحُسنى، وبلّغكم المقام الرفيع الأسنى، بلّغكم الله أمانيكم، وبلّغنا الوصول إلى مراميكم.....

سلام الله على روحك الطاهرة، ونفسك الزاهرة.

ربيع الحربوقي

وكان للعميد حسن كتّوب ردّ طيّب على هذا التعليق نثبته هنا أيضًا وهو التالي:

فضيلة الشيخ ربيع الحربوقي..

بعد التحية والسلام، فإني أقر أنه عندما قررت الرد عليك، فرّ من محبرتي الكلام، وأحسست بالرهبة أمام كلامك الدافق كفيض الغمام، والذي جعلني أسرح في معانيه وتعابيره كمنتشٍ في الأحلام، وقد أسبغتك على مقالتك ياسيدي من لون اسمك الربيع اخضرارًا، ومن تفتح حرفك أزهارًا، ومن بريق وصفك أقمارًا، أضاءت ظلما ومظلومية لوالدي أشرت إليها، وعزيتها الى فقر عاشه والدي وقلة تواصل رافقت مرحلة حياته، وكنت دقيقًا في توصيفك مُحِقًّا في تلميحك، ولن أزيد على إطرائك إطراءً، وعلى ثنائك ثناءً، ولكن اسمح لي أن أشكرك أنت مرتين:

  1. مرة لمرورك العاطر الذي عَطّر منشوري بهذا التعليق المنسوج من الزبرجد والعقيق، والذي يضاهي اللؤلؤ في البحر العميق.
  2. ومرة أخرى لنشر ماكتبتم على صفحة تعنى بالإعلام والأدباء، ففاز منشوري بفضلكم وبفضلهم موقعًا يشتاقه النبلاء.

وإن كنت في ساحة الشكر أقف فلابد ان أضم شكري لشكركم الذي وجهتموه للأستاذ الشاعر الشيخ تمام أحمد، الذي تفضل علينا كآل للشاعر الشيخ علي أحمد كَتُّوب، فإن كنا نحن استطعنا أن نحفظ هذا الكنز من الضياع، فإن الشيخ تمام قد أخرجه من مكمنه وأضاء عليه من بصيرته، وأسهب في توضيحه من قريحته، وألبسه رداءً قشيبًا، وجعله للقارئ قريبًا، فاستحق منا الشكر والثناء نصيبًا، رغم أنّه قال صادقًا أنه عمل به مرضاة لله، وآل بيت رسول الله.

وختامًا رزقكم الله فضل هذه الليلة المباركة، التي جمعتنا تحت مظلة عظمتها فكان القاسم المشترك لاجتماعنا قصيدة والدي رحمه الله، فاعتبرت أنّ ذلك امتدادًا لفضله علينا ورسالة بأن العظماء لايموتون، فالرحمة لروحه والفاتحة لذكراه، والانحناء لقلمكم.

وهذا هو التسجيل المُبارك: