17- الدليل على الله.

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 03/08/2021 - 09:56

17- الدليل على الله.


الدين الإسلامي جاء به محمد ص وعَقَلَهُ مَن وَعاه آله وصحابته ومن عاصرهم وجرى عليه العمل حينًا من الزمن بينهم، بالأخلاق ولا اعتساف في التأويل ولا مَيْل مع الشيع وأتى مُجمله في هذا الباب مُقتديًا بالكتاب المجيد في التفويض لذوي البصائر أن يفصلوه وما سندي فيما أقول: ألا الكتاب والسنة القويمة وهُدى الراشدين.

جاء الإسلام بتوحيد الله تعالى في ذاته وأفعاله وتنزيهه عن مُشابهة المخلوقين، فأقام الأدلة على أن يكون للكون خالقًا واحدًا مُتّصفًا بما دلّت عليه آثار صنعه من الصفات العالية كالقدرة والعلم والإرادة وغيرها1 وعلى أنّه ليس كمثله شيء وهو السميع العليم".

ومن الأدلة على وجوده تعالى:

تدبّر أيّها المًكلّف في نفسك وسرّح بصرك في الآفاق فانظر ماذا ترى.

ألستَ ترى ما يعجز عن وصفه عالما متوازيًا مُبدعًا مُدبّرًا، وأنت فيه طفل صغير يُدبّر شؤونك مُرَبٍّ عطوف ويُرَبّيكَ طَورًا فَطَوْرًا.

جاء من الأدلّة مثل قول الأعرابي: "البَعرة تدلّ على البعير وأثر القدم يدلّ على المسير".

أَفَسَماءٌ ذات أبراج، وأرضٌ ذات فِجاج لا تَدُلّانِ على اللطيف الخبير!؟

عُمِيَتْ عَينٌ لا تراكَ يا الله، قال الله تعالى: سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [فصلت 53].

ومن الأدلة على وجوده تعالى: كدليل العجوز حيث رفعت يدها عن دولابها حين سألها رسول الله  عن طريق معرفتها.

يعني كما أنّ هذا الدولاب يحتاج إلى مِثلي في حركته وفِعلِه، فكذلك الأفلاك فلا بُدّ لها من مُدَبِّر.

وللمُوَحِّدين أدلّةٌ كثيرةٌ في إثبات واجب الوجود وخالق المُمكنات -المخلوقات- أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.2
 

  • 1الشيخ محمد عبده: رسالة التوحيد ص 150 وما بعدها طبع مِصر.
  • 2الشيخ حسن الحائري الأحقاقي: أحكام الشيعة ج1 ص605 ط3 - 1396ه 1979م.