إنّما العيد هو اليوم الذي يُحاول الإنسان أن يرجِعَ فيه إلى فِطْرَتِهِ التي وُلِدَ عليها. عيد الفطر في 13 أيّار 2021م

أُضيف بتاريخ الجمعة, 29/09/2023 - 05:54


إنّما العيد هو اليوم الذي يُحاول الإنسان أن يرجِعَ فيه
إلى فِطْرَتِهِ التي وُلِدَ عليها.


هذه الخطبة الأولى من صلاة عيد الفِطر في 13 أيّار 2021م
لفضيلة الشيخ تمّام أحمد حفظه الله
مسجد الإمام جعفر الصادق  \ قرية عين حفاض \ صافيتا

هذا يومٌ من الأيَّامِ التي جعل الله سبحانه وتعالى فيها للخلق مُتَّسعًا من الرّزق، إذا تَحابُّوا كما أمرهُم، هو يومٌ من أيّام الأعياد. كان مولانا أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب  إذا هُنِّئَ في هذا العيد يقول:

"إِنَّمَا هُوَ عِيدٌ لِمَنْ قَبِلَ اللهُ صِيَامَهُ، وَشَكَرَ قِيَامَهُ، وَكُلُّ يَوْمٍ لَا يُعْصَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِ فَهُوَ عِيدٌ."

إنّما العيد هو اليوم الذي يُحاول الإنسان أن يرجِعَ فيه إلى فِطْرَتِهِ التي وُلِدَ عليها.

إنّما العيد هو اليوم الذي تعظُمُ فيه إنسانيّتُهُ، ويَكثُرُ فيه خيرُهُ.

إنّما العيد هو اليوم الذي يُحاول أن يتقرَّبَ به إلى الله عز وجل، حتى يرجِعَ إلى حيث أمره الله سبحانه وتعالى أن يكون.

هو اليوم الذي أمر الله سبحانه وتعالى فيه عباده أن يجتمعوا في طاعته، أمرهم أن يستذكروا الحِكمةَ التي جعلها لهم في هذا الشهر، أنّه أمرهم بالصيام لعلّةٍ، وأمرهم بالصلاة لِعِلّة.

أمّا الصيام فإنّ الله عز وجل قد أمرهم به لتَرِقَّ قُلوبُهُم، ليزداد شُعورهم بحاجة غيرهم وبجوع غيرهم. إنّما الحِكمة في هذا الصيام أن "يتذكّر الإنسان بجوعه وعطشه جوع يوم القيامة وعطشه"، إنّه ليزداد بهذا الشهر تراحُمًا.

إنّما ينبغي أن يخرج من هذا العيد كما دخل فيه في أوّل هذا الشهر المُبارك، وقد عظُمَت الرحمة في قلبه، وقد لانت نفسُهُ على يديه.

إنّما جعله الله سبحانه وتعالى للنفس تهذيبًا، وللقلبِ رقّةً، وللجسد مُجاهدةً، وخُضوعًا، وخشوعًا.

العاقل من إذا استقبل هذا اليوم الذي هو يوم الفِطر الذي يُفطر فيه الصائم أن لا يخرُجَ من جميع الخِصال التي ورِثَها في شهر رمضان، وهي: صوم العين، وصوم السمع، وصوم اليد، وصوم الأقدام عن كُلِّ ما حُرِّمَ عليه.

إنّما جعل الله سبحانه وتعالى هذا الصيام رياضةً لجسده، وتهذيبًا لنفسه، وكَبحًا لجِماحِ أهوائه.

نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل منّا ومنكم هذا الصيام، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزُقنا بركة هذه الأيام.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدٍ صلاةً تقبل بها صلاتنا، وتُجيب بها دُعاءنا، وتغفر بها ذَنبنا، وتمحو بها سيّئاتنا، وتُغني بها فقرنا، وتجبُر بها كسْرنا، إنّك على كُلّ شيء قدير.

عباد الله، إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿النحل 90﴾ 

اللهم اجعلنا ممّن ذكّرته فتذكّر، وزجرته فانزجر، وأسمعته فسمع وبصّرته فأبصر.

أقول قوليَ هذا وأستغفر الله لي ولكم.