24. العلويين والمبايعة

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الرابعة والعشرون

( يزعمون مبايعة النبي(ص وآله) ثلاث مرّات سرًّا (يوم نام في فراشه، ويوم بيعة الشجرة، ودار أم سلمة) وبيعة جهريّة يوم غدير خمّ )

من المعروف بأنّ هؤلاء القوم كما صرّحوا في مواضع عدّة يتنكرون وبشكل صريح لجميع الفضائل العلوية الهاشمية، ويَسعون إلى إنكار مناقب أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين   التزامًا منهم بنهج ابن تيمية الذي آلى على نفسه أن لا يدع فضيلة واحدة من تلك الفضائل والمناقب التي لا تُعدّ ولا تُحصى لعلي وأبنائه إلا ردّها أو رفضها أو طعن فيها، حتى التي أجمعت الأمة على صحتها ورواها أصحاب الصحاح.

وهنا أقول:1

إنّ مبيت مولانا أمير المؤمنين على فراش رسول رب العالمين   ليلة الهجرة تُعدّ من الفضائل الكبرى التي خص الله بها هذا الإمام دون سواه من سائر الأنام، ولولا ذلك المَبيت واعتقاد الأعداء أنّ النائم على الفراش هو سيّد الأنبياء   لما كانوا صَبروا على طلبه إلى النهار حتى وصل إلى الغار، فكانت سلامة صاحب الرسالة من قِبل أهل الضلالة صادرة عن تدبير الله جل جلاله بمبيت مولانا علي   في فراشه.

وفي علي   أنزل الله تعالى قوله: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ البقرة 207.

ولولا مبيت أمير المؤمنين   على فراش الرسول   لما بقيَ للإسلام عينٌ ولا أثرٌ، ولما عُبد الله حق عبادته، لأن عبادته كانت ترتبط بهجرة رسوله   وبقائه حيًّا، وهجرته   كانت ترتبط بالمَبيت على الفراش.

وإنّ هذه الفضيلة تدلُّ فيما تدل على أنّ عليًّا امتداد واستمرار لرسول الله  ، وأما اختياره لردّ الودائع إلى أهلها ففيه دلالة واضحة على أنه أهل لأمانة الله وخلافة رسول الله  .

وقد روى هذه الفضيلة الكثير من العلماء ومنهم أبو حامد الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين، وإبن صباغ المالكي في الفصول المهمة، والثعالبي في تفسيره وغيرهم.


أما واقعة الغدير، ففيها أكمَل الله الدين، وأتمّ النعمة على المسلمين، لقوله تعالى في الكتاب المبين: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً المائدة 3.

ربما يعترض البعض بقوله أنّ هذه الآية لم تنزل يوم الغدير ويُطالبنا بإقامة الدليل ولهذا أثبت هنا بعض أسماء الحفّاظ من أهل السنّة ومحدثيهم ممن أكدوا نزولها في هذا اليوم:

  • الحافظ ابن مردويه رُويَ عنه في تفسير إبن كثير.
  • الحافظ أبو نعيم الأصبهاني روى في كتابه (ما نزل من القرآن في علي).
  • أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخه ج8.
  • أبو سعيد السجستاني في كتابه "الولاية".
  • الحافظ أبو القاسم الحاكم الحسكاني في كتابه" دعاة الهداة إلى أداء حق الموالاة".
  • الحافظ أبو القاسم بن عساكر.
  • أبو الحسن بن المغازل روى في مناقبه.
  • أخطب الخطباء الخوارزمي روى في المناقب.
  • أبو الفتح النطنزي روى في كتابه" الخصائص العلوية".
  • أبو حامد سعد الدين الصالحاني روى عنه شهاب الدين أحمد في" توضيح الدلائل على ترجيح الفضائل".
  • سبط ابن الجوزي ذكر في تذكرته.
  • شيخ الإسلام الحمويني روى في" فرائد السمطين".
  • عماد الدين ابن كثير القرشي روى في تفسيره.
  • جلال الدين السيوطي الشافعي في" الدر المنثور" وفي" الإتقان".
  • منير محمد البدخشي روى في كتاب" مفتاح النجاة".

وفي هذا اليوم تم تتويج مولانا أمير المؤمنين المؤمنين   بتاج الخلافــة العُظمى والإمامة الكُبرى والوَلاية المُثلى من قبل رسول الله   وبأمر من الله جلّ وعلا لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ المائدة 67.

وقد صنّف بعض علماء السنّة في هذا اليوم كُتبًا عديدة منهم :

  • أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الحافظ المعروف بإبن عقدة (وهو ثقة عند أرباب المذاهب الأربعة).
  • وصنف أبو سعيد مسعود بن ناصر السجستاني كتاباً أسماه "دراية حديث الولاية" وفيه كشف عن يوم الغدير ونص النبي   على علي   بالخلافة بعده، ورواه عن مائةٍ وعشرين نفسًا من الصحابة، وعدّد أسانيد الكتاب فبلغت ألف وثلاثماية وخمسة وثلاثين سندًا.
  • وروى أيضًا محمد بن جرير الطبري حديث يوم الغدير من خمس وسبعين طريقًا في كتابه "كتاب الوَلاية".
  • وكذلك الحسكاني فقد صنّف كتابًا أسماه "دعاة الهداة إلى أداء حق المُوالاة".

وأورد الشيخ الأميني في كتابه القيّم "الغدير" بأنّ الذين رووا حديث الغدير من الصحابة مائة وعشر، ومن التابعين أربعة وثمانون. وقد روى هذا الحديث بموسوعته عن ثلاثمائة وستين عالمًا وستّة وعشرين كتابًا من علماء أهل السنّة وكتبهم، واستقصى التستري في كتابه "إحقاق الحق" المجلد الثاني رواة هذا الحديث حتى وصل إلى أربعمائة راوٍ.

وفي هذا كفاية لمن طلب الهداية وأقر بالوَلاية.

  • 1

    والكلام هنا لفضيلة الشيخ حسين محمد المظلوم في كتابه (الحجة الكاملة بالأدلة الشاملة) المطبوع سنة 1427 هجرية، ردًّا على المُفتريات المتناقلة على شبكة الأنترنيت. (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)