خُطبتا صلاة الجُمعة في 14 شباط 2104م

أُضيف بتاريخ الجمعة, 16/01/2015 - 10:42
(فيديو + مُلَخّص عن خطبتيّ صلاة الجمعة في 14 شباط 2014م)

موضوع الخطبتين:
عن سبب البلاء وعن أعمالنا للخلاص من هذا الحال..
وعن فرارنا من المساجد وإقبالنا على أماكن اللهو ..
وعن جحود نعمة عطاء الله  ..
وعن الإنفاق على الملذات والهروب من الإنفاق عن الفقراء!..
عن الفراغ والملل والعمل والزاد.. عن الحال في القبر.. 
الحديث عن أنّ لا أحد منّا يذهب إلى مناسبةٍ ما صفر اليدين، فكيف لا تتذكر أنك ستذهب إلى الله  وأنت صفرُ اليدين من العمل!؟..
عن قول أمير المؤمنين فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ..

الخُطْبَةُ الأُوْلَى:

حالة البلوى والضيق وعملنا لننجو من الذي نحن فيه..

لا ريب في أنّ هذه الحال ليست من رضى الله  وأنّها من عقابه، ومن غضبه، لما أسلفنا من ذنوبٍ، وبما عملنا من أخطاء...

أكثر الأخطاء التي كانت قبل هذا البلاء ما زالت في أفعالنا وفي أحوالنا، ونجد أكثر العيوب باقيةً في أخلاقنا..

إنّ الله  بتلي عباده بالضيق وبالفقر ويُنزل بهم الفواجع لمخالفتهم ما أُمروا به..

اليوم كان ينبغي لمن أراد أن يُنقذه الله  أن يتضرع إليه وأن لا يغفل عن أمره..

الدعاء ولزوم بيوت الله الله  .. ونحن أكثر الأُمم فرارًا من بيوت الله  .. إنّ أماكن اللهو لتضيق بمن يدخل إليها لكن المساجد خاليةٌ ممّن يدخل إليها.!

يقول الإمام الصادق : امتحنوا شيعتنا عند مواقيت الصلاة كيف مُحافظتهم عليها..

أنحنُ ممّن تَوَلّى هؤلاء الأئمة!

أنحن ممّن صدّق كتاب الله عز وجلّ وصدّق كلام نبيه .. إذا كنا بهذه المنزلة فمالنا تخلو المساجد وتغصّ أماكن اللهو!...

الإنفاق على الملذات والهروب من الإنفاق عن الفقراء!..

المساجد التي تخلو لتضيق أماكن اللهو بمن يأتي إليها لعلامةٌ من علامات غضب الله  ..

لقد كان فيما مضى إذا نزل العذاب بالقوم خرجوا وأخرجوا نساءهم وأولادهم وتضرّعوا وتوسّلوا ليُنجيهم الله  ​​​​​​​ممّا كان قد حاق بهم.. فما لنا اليوم مكانَ هذا نذهب إلى معصية الله  م بعد ذلك نتوكّؤ على مشيئته ونقول متى يكون خلاصنا ممّا نحن فيه!..

أكرموا الله  ​​​​​​​حين تُكرمون أنفسكم عن معصية الله  ، وحين يُكرم الأخ أخاه..

وَفِي الخُطْبَةِ الآخِرَة:

لكُلٍّ أيها الأخوة مصيرٌ سيؤول إليه سواءٌ أطال عمره أم قصُر..

كلنا نعلم أننا سنُلقى يومًا ليس لنا من قدرة على نُطقٍ ولا من قُدرةٍ على حركة، يُقلّبنا الناس ثم نُدرج في أكفاننا، ثم نُحمل لنُترك في قبورنا ليس لنا فيها أنيسٌ ولا جارٌ ولا رفيق..
حين يجلس أحدنا في بيته وحيدًا قد يستطيع أن يجلس بعض الوقت ثم بعد ذلك تراه يخرج من بيته ليرى من يُحدّثه أو ليسمع حديث غيره لأنه لا يقوى على الملل الذي يُصيبه من جلوسه وحيدًا.. هذا إذا كان الأمر لساعةٍ أو ساعتين! إمّا أن يشتغل بشيء يراه أو بشيء يسمعه.. هذا إذا كان الحال بوقت ليس بوقتٍ طويل فكيف إذا كان الحال لوقتٍ لا يعلم إلا الله  متى يكون الخروج منه؟!..

أنت تملّ وتسأم أن تكون وحيدًا في بيتك! مع أنك ترى وتسمع وتتحرّك! فكيف إذا كُنت مُدرجًا في كفنٍ التراب على خدّك، والحجارة من فوقك، لا تستطيع أن تجد منها هواءً تتنفّسه! ما هي تلك الحال التي أنت فيها.. هل فكّر أحدنا في الحال التي يكون فيها وحيدًا في قبره!.. لو هجم عليه الدود لما استطاع أن يدفعه عنه!..

فما قولكم بهذه الحال أليست حالاً يجب علينا أن نجتهد من أجل أن نكون فيها على عونٍ من الله  .. يُوسّع لنا في قبورنا..

  • أما ينبغي أن نعمل اليوم لنحمل من دنيانا زادًا إلى ذلك اليوم!؟..
  • من منّا يستطيع أن يصبر على الجوع وعلى العطش!؟..
  • من منّا يستطيع أن يصبر على الهواء فلا يتنفّس!؟ ما من أحدٍ يستطيع..
  • من منّا يذهب لزيارة مريضٍ ولا يحمل في يده شيئً!؟..
  • من منّا يذهب ليُهنّئ صديقًا له بشيءٍ وهو لا يحمل في يديه شيئاً!؟ من منّا يذهب صفر اليدين!؟.. ما من أحدٍ يُحب أن يذهب صفر اليدين..

إذا كنت لا تُحب أن تذهب وأنت في دار الدنيا، إلى بيتٍ أخٍ من إخوانك أو صديقٍ من أصدقائك وأنت صفرَ اليدين، فكيف لا تتذكر أنك ستذهب إلى الله  وأنت صفرُ اليدين من العمل!؟، لماذا لا تفكر أن تحمل من التقوى زادًا!؟ أترضى أن تكون رفيق قومٍ لهم زادٌ وأنت بغير زادِ!!!..

يقول أمير المؤمنين :

فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ، وَبَادِرُوا آجَالَكُمْ بِأَعْمَالِكُمْ،
وَابْتَاعُوا مَا يَبْقَى لَكُمْ بِمَا يَزُولُ عَنْكُمْ،
وَتَرَحَّلُوا فَقَدْ جُدَّ بِكُمْ،
وَاسْتَعِدُّوا لِلْمَوْتِ فَقَدْ أَظَلَّكُمْ،
وَكُونُوا قَوْمًا صِيحَ بِهِمْ فَانْتَبَهُوا،وَعَلِمُوا أَنَّ الدُّنْيَا لَيْسَتْ لَهُمْ بِدَارٍ فَاسْتَبْدَلُوا،
فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ يَخْلُقْكُمْ عَبَثًا وَلَمْ يَتْرُكْكُمْ سُدًى،
وَمَا بَيْنَ أَحَدِكُمْ وَبَيْنَ الْجَنَّةِ أَوِ النَّارِ إِلَّا الْمَوْتُ أَنْ يَنْزِلَ بِهِ،
وَإِنَّ غَايَةً تَنْقُصُهَا اللَّحْظَةُ وَتَهْدِمُهَا السَّاعَةُ لَجَدِيرَةٌ بِقِصَرِ الْمُدَّةِ،
وَإِنَّ غَائِبًا يَحْدُوهُ الْجَدِيدَانِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ لَحَرِيٌّ بِسُرْعَةِ الْأَوْبَةِ،
وَإِنَّ قَادِمًا يَقْدُمُ بِالْفَوْزِ أَوِ الشِّقْوَةِ لَمُسْتَحِقٌّ لِأَفْضَلِ الْعُدَّةِ،
فَتَزَوَّدُوا فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا مَا تَحْرُزُونَ بِهِ أَنْفُسَكُمْ غَدًا..