التّنبِيْهُ عَلَى الأَوْهام فِي كِتَابِ
( العَدْل الإِلَهِي وَالتّناسخ )
كِتَابٌ يَلْزمُ مُؤَلِّفَهُ، وَمَنْ وَافَقَهُ، وَمَنْ يَرْضَاهُ، وَالّذِي أَسْتَحْسِنُ التّنْبِيْهَ عَلَيْهِ مِمّا بُنِيَ عَلَى الأَوْهَامِ، لِئَلاّ يَحْتَجَّ بِهِ مُسْتَعْجِلٌ، مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ المُؤَلِّفُ فِي الاسْتِشْهَادِ بِآيَاتِ القُرْآنِ الكَرِيْمِ، فَقَدْ وَهِمَ فِي كَلامِهِ عَلَيْهَا، أَوْ نَقَلَ عَنْ وَاهِم.
وَمِنْ ذَلِكَ القَولُ :
أن فعل "وفّى" الذي انبثقت عنه مشتقات من الأسماء وظروف الأفعال بلغت ستين ونيفاً في آيات القرآن ـ لم ترد في أية منها كلمة " وفاة " للدلالة بذاتها على "الموت". 1
بَيَانُ الوَهْم
عَجِيْبٌ مَا أَوْرَدَهُ المُؤَلِّفُ، وَقَدْ قَال تَعَالَى : وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ [سورة البقرة].
وَمِنَ المَشْهُورِ أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ نَاسِخَةٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى : وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا وَصِيَّةً لِّأَزْوَاجِهِم مَّتَاعًا إِلَى الْحَوْلِ غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِي مَا فَعَلْنَ فِي أَنفُسِهِنَّ مِن مَّعْرُوفٍ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [سورة البقرة]. 2
أَلَيْسَتِ الوَفَاةُ فِي هَذِه الآيَة هِي الموتُ عَيْنُهُ ؟ وَإِنْ لَمْ تَكُنْ فَمَا المُرَادُ مِنْهَا ؟
وَأَعْجَبُ مِنْ نَفْي المُؤَلّفِ مَجِيءَ الوَفَاةِ فِي القُرْآن بِمَعْنى المَوتِ، عَدَمُ تَنْبِيْهِ الأستاذ الدكتور وهبة الزحيلي عَلَى هَذا الوَهم.
عَلَى أَنّهُ أَحْسَنَ فِي تَقْوِيْمِهِ للكِتَابِ، وَأَحْسَنُ مَا قَالَهُ فِيْهِ:
(( أمّا هذا الكتاب فهو استعراض تاريخي فلسفي، يشكر صاحبه على ما بذل من جهود وصبر على تتبع الفكرة التي لم أجد ما يدعو إليها أو يؤيدها، بعد نزول القرآن الكريم، والإيمان بما جاء به، لأنه بعد أن استقر في العقيدة الإسلامية القطعية : أن الله تعالى هو خالق الخلق، وواهب الحياة جسداً وروحاً، ومعيد الخلق على النحو السابق .....
بعد هذا كله يكون التحدث عن " تناسخ الأرواح " مضيعة للوقت ومثار شبهات، ومجال تشكيك ينبغي الابتعاد عنه.)) 3
هذا التنبيه أعلاه ورد في الصفحة 345-346 من كتاب (أوهام المؤلفين في أحوال العلويين) المطبوع سنة 2010م وبعد أن قرأه مؤلف كتاب (العدل الإلهي والتناسخ) الدكتور أحمد عمران الزاوي قام بالرد عليه في رسالة أسماها (فقرات دفاع توضيحية)، وبالتالي فقد أجابه الشيخ تمّام أحمد على رسالته بما أسماه : (المرافعة في براءة النّقد)، تعقيبٌ على رسالة الدكتور أحمد عمران الزاوي (فقرات دفاع توضيحية).
القارئ الكريم، انقر بزر الفأرة على أي من العناوين التي تراها باللون الأزرق لتقرأ المحتوى المُشار إليه كاملًا. وأهلًا وسهلًا بكم..
(إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)
- 2590 مشاهدة