الإحتجاب وطلب الخلق
وَمِمّا يَعُدُّهُ تَصَوّرًا قَوْلُهُ :
(( أشار المكزون في آخر التجلّي الأول إلى الغيبة بعد الظهور ... وعلى أي حال نقول ، مع المكزون : إنَّ الذّات أظهرتِ الغِيَاب بعد التجلّي ...(( فبعد أن أثبتَ لأهل الإقرار إقرارهم وألزمَ أهل الجحودِ والإنكار جحدهم وإنكارهم ، اختبرهم بأن غاب عنهم لوقته ؛ فطلبه الحزبان ، وجعل من أنكر يسخرُ ممّنْ أجاب ..)) ولكنه عاد إليهم في اختبار جديدٍ ، ليتأكّدَ إقرارُ المؤمنين بتجلِّيه الأول وإنكارُ الجاهلين الذي غفلوا عن الحقيقة هناك ..)) 1
بَيَانُ الوَهْمِ
لَيْسَ فِي قَوْلِ رَجُلٍ : إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ، فَطَلَبَهُ الخَلْقُ، إِبْدَاعٌ نَاشِئٌ مِنْ تَأَمُّلٍ ، فَكُلُّ قَارِئٍ للحَدِيْثِ يَسْتَطِيْعُ تَصَوّرَ هَذَا .
وَمِنْهُ فِي إِيْقَاظِ الهِمَم :
(( وَقَالَ رَسُولُ اللهِ : (( إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ عَنْ أَهْلِ السَّمَاءِ كَمَا احْتَجَبَ عَنْ أَهْلِ الأَرْضِ، وَإِنَّ أَهْلَ المَلأ الأَعْلَى لَيَطْلُبُونَهُ كَمَا تَطْلُبُونَهُ أَنْتُم، وَإِنّهُ مَا حَلَّ فِي شَيءٍ وَلا غَابَ عَنْ شَيءٍ )) ....)) 2
وَفِي بِحَار الأنوار :
(( إِنَّ اللهَ احْتَجَبَ عَنِ العُقُولِ كَمَا احْتَجَبَ عَنِ الأَبْصَارِ، وَإِنَّ المَلأ الأَعْلَى يَطْلُبُونَهُ كَمَا تَطْلُبُونَهُ أَنْتُم )). 3
وَفِي تُحف العُقول :
(( احْتَجَبَ عَنِ العُقُولِ كَمَا احْتَجَبَ عَنِ الأَبْصَار. وَعَمّنْ فِي السّمَاء احْتِجَابُهُ كَمَنْ فِي الأَرْض .)) 4
- 1معرفة الله والمكزون 1\361 ـ 362 .
- 2إيقاظ الهمم في شرح الحكم 73.
- 3بحار الأنوار مج27\90. وانظر الفتوحات المكية 1\122. ونقله بلفظ : (( إن الله احتجب عن البصائر كما احتجب عن الأبصار وإن الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه أنتم .)) 5\175.
- 4من كلام الإمام الحسين (ع) ، تحف العقول ص 245، مؤسسة النشر الإسلامي، وانظر علم اليقين في أصول الدين 1\54.
- 1333 مشاهدة