27. العلويون والتقية

Submitted on Tue, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة السابعة والعشرون

( يتظاهرون بالإسلام تقيّة حتى يأتي الإمام الغائب صاحب الزمان فينتقم من مخالفيهم أتباع الخليفتين أبي بكر وعمر عندها لا يعود هناك ضرورة للتكتم )

إذا كان مراد القوم بالإسلام المذاهب الأربعة فقط ( كما أفتى بعض الفقهاء بذلك ) فهم مُصيبون باتهامنا بأننا تظاهرنا (أو تظاهر بعضنا في الماضي لظروف اقتضت ذلك) به تقيّةً في عصور فُرضت فيها هذه المذاهب (الأربعة) بقوة السيف ومنع العمل بالمذهب الجعفري.

أمّا إذا كان مرادهم بالإسلام الجامع والحاوي لكل المذاهب الفقهية وفي مقدّمتها مذهب الإمام جعفر الصادق(ع) فاتّهامهم لنا باطلٌ لأننا كنا وما زلنا نعمل بأحكام هذا المذهب الشريف والذي هو من الإسلام في الصميم، وهو أيضاً مُتقدّم على بقيّة المذاهب التي تخرّج أئمتها من مدرسة الإمام جعفر الصادق عليه السلام.

أما إذا كان مرادهم بأننا نُظهر الإسلام ونُبطن خلافه فيُضرب بهم وبكلامهم عرض الحائط فهم ليسوا أرباباً (والعياذ بالله) ليعلموا السرائر وما تَكُنّ الضمائر. فنحن أعلم بأنفسنا من غيرنا، وباطننا عين ظاهرنا وظاهرنا عين باطننا فلا ازدواجيّة عندنا، ولا ثنائية في عقائدنا فليبحثوا عنها في مكان آخر.

وفي كل الأحوال فإنّ سبب هذه التقوّلات الباطلة هو قولنا وعملنا بالتقيّة حين اللزوم لها ولذلك أقول :
إنّ بعض المتعصبين يرى بأنّ التقية هي نوع من النفاق الذي يؤدي إلى محق الدين، مع العلم واليقين بأن الله سبحانه وتعالى أجازها في الكتاب المبين في أوقات مخصوصة ومع أقوام مخصوصين لقوله تعالى ﴿ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً ﴾ آلعمران\28.
فالتقية حُكم إسلامي منصوص عليه في الكتاب والسنّة، وإنّ العمل بموجبه حين الإضطرار إليه في حالات حدّدتها الشريعة الغراء لا يُوجب ذمّاً ولا يُعتبر شذوذاً أو نفاقاً.

فالمسلمون العلويون إضطروا في أوقات عصيبة فُرضت عليهم من قِبَل المُتعصبين أن يَعملوا بهذا الحكم الشرعي وذلك حقناً لدمائهم، بحيث أصبح حبُّ عليٍّ وأبنائه المعصومين جريمة نكراء عند السلطان الجائر لا تُغتفر.
يؤيّد ذلك ما روي عن الإمام الصادق عليه السلام حيث يقول:

  • اتّقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية فإنّه لا إيمان لمن لا تقيّة له.
  • إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير لو أنّ الطير تعلم ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلا أكلته.
  • ولو أنّ الناس علموا ما في أجوافكم أنّكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم في السر والعلانية.
  • رحم الله عبداً منكم كان على ولايتنا.

ثم أنّ مُطلقي هذه الفِرْيَة يَسعون إلى إثارة النّعرات الطائفيّة بين أبناء المذاهب الإسلامية من خلال هذا التصوير الخاطئ والمُغاير للواقع.

فالعلويون لا يرون بأنّ أبناء المذاهب الأخرى أعداءٌ لهم حتى وإن اختلفوا معهم في بعض الأحكام والقضايا والإجتهادات، فالإسلام يجمع كل من أقرّ بالشهادتين وآمن باليوم الآخر وعمل بما جاء في كتاب الله أياً كان مذهبه.