9. العلويين واغتصاب السلطة

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة التاسعة

( بعد اغتصابهم السلطة في سوريا حصل بعض التعديل في توزيعهم السكاني إذ أنّ معظم قياداتهم السياسية والعسكرية انتقلت مع عائلاتها وأزلامها إلى دمشق والمدن الكبرى )

أولاً

ما من رئيس على وجه البسيطة إلاّ وينتمي بطبيعة ولادته إلى طائفة من الطوائف الإسلامية أو المسيحية، وهذا لا يعني أن يُطلق على النظام الذي يرأسه اسم طائفته، فلو صح ذلك ولن يصحّ لجاز لنا أن نقول النظام الماروني في لبنان، والنظام السنّي في الأردن، والنظام الشيعي في إيران، والنظام العلوي في سوريا، إلى ما هنالك من التسميات الخاطئة والهادفة إلى تمزيق وحدة العرب أكثر مما هي عليه، وإثارة النعرات الطائفية في الأقطار العربية وغيرها.

وإن هذا المنطق العقيم لا يستقيم عند كل ذي عقل سليم وما هو إلا وليد الصهيونية الحاقدة والهادفة إلى ضرب العرب والمسلمين ببعضهم البعض. ومن المُعيب على كل من يدين بالإسلام أن يتفوّه بهذه الحماقات المؤذية والمهاترات المخزية.

ثانياً

إنّ مجيء الرئيس الراحل والقائد التاريخي المناضل حافظ علي الأسد إلى السلطة يُعد بحق نصراً كبيراً للقضيّة العربية، وعزاً ورفعةً للدولة السورية وللمخلصين العرب، وحصناً منيعا في وجه الصهيونية وأعوانها وعملائها، وحركة تصحيحية أعطت لسوريا هيبة متمّيزة وجعلتها من الدول المتقدّمة في منطقة الشرق الأوسط، ونقلتها من طور إلى طور ومن عصر إلى عصر.
ولم يكن مجيئه حباً في السلطة، أو إنفراداً بها، أو لغاية إيصال أبناء طائفته إليها وعزل الآخرين عنها، أو اغتصاباً لها كما يحلو للبعض أن يُعَبّر بمنطقه المقيّد بأغلال الحقد والتعصّب.

كما أنّ هذه الحركة الوطنية التصحيحية لم تُؤدِّ إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء وتكبيد البلاد بخسائر فادحة أو ما شابه ذلك كما يحصل عادةً في بقيّة البلدان. وعلى هذا الأساس قام الرئيس الأسد في السادس من شهر تشرين الثاني سنة 1970 بالتعاون مع رفقائه البعثيين بحركة بيضاء ناصعة انتقل من خلالها إلى سُدّة الحكم في استفتاء شعبي كبير أكّد وحدة الشعب العربي في سورية خلف قيادته الحكيمة، وكان هذا الإستفتاء تتويجاً للمسيرات الشعبية التي انتقلت تستقبل عهد الرئيس القائد حافظ الأسد لتُشكّل مهرجاناً لم تشهد له سورية مثيلاً في تاريخها الحديث، حيث كانت الجماهير في هذا الإستقبال تستقبل آمالها ومستقبلها وتحتفل بخلاصها وتحررها من كل ما لحق بها من حَيْف وظلم في عهود ماضية.

كما أنّ هذه الحركة كانت لها أبعادها القومية فانفتحت سوريا بعلاقاتها مع كافة الدول العربية من حيث الدعوة إلى التضامن العربي والوحدة العربية ومدَّ يدَّ التعاون إلى كافة الأقطار العربية وهنا كانت حكمة الرئيس الأسد في بناء العلاقات المتوازنة مع كافة الدول العربية.

وعلى هذا الأساس أقول: بأنّ تولّي الرئيس الأسد رحمه الله الحكم في سوريا الصامدة لم يكن اغتصاباً للسلطة من قِبَل هذه الطائفة كما يحلو لهؤلاء الحاقدين أن يُصوّروا الأمر، وإنما كان إنقاذاً لهذا البلد من الحالة التي كان عليها في الماضي من عدم الإستقرار، ونقله إلى حالة نوعيّة مميّزة يُضرب لها ألفُ حساب أربكت الصهاينة وصدمتهم فراحوا يعملون من خلال مؤسساتهم إلى تشويه الصورة، وإثارة الشبهات، وخلق الفِتن للوصول إلى حالة تتناسب مع مخططاتهم التدميرية، ولكن حكمة الرئيس الأسد النادرة ووعي أبناء الشعب العربي السوري أسقط كل هذه المؤامرات التخريبيّة.

ثالثاً

إنّ انتقال القيادات العسكرية والسياسية إلى العاصمة أمرٌ يعود إلى طبيعة العمل وهو جارٍ في سائر البلدان الشرقية والغربية وليس فيه ما يدعو إلى التساؤل والإستغراب وهو غني عن التفسير السلبي...!