12. العلويون في لبنان والعَمَالة

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة الثانية عشر

( شاركوا في الحرب الأهلية اللبنانية كعملاء لأسيادهم وشاركوا الجيش السوري بقصفه لمدينة طرابلس المُسلمة )

إنّ الحرب الأهلية اللبنانية المعروفة بحرب الفتنة فُرضت علينا كما فُرضت على غيرنا من المواطنين الآمنين، فلم نشارك بها حباً بالقتل والقتال، بل اُجبرنا على حمل السلاح للدفاع عن أنفسنا (كحق شرعي وقانوني) من هجمات تعصبية كادت أن تُبيد جمعنا، وتسحق وجودنا، وتشرّد أهلنا. فقد كان المسلم العلوي يُحاسَب على انتمائه وأيُ حسابٍ لقد كان مصيره معلقاً بورقة صغيرة ألا وهي البطاقة الشخصية ((الهوية)) فما أن يبرزها حتى يُحكم عليه بالموت ولماذا؟ لأنه والى من أمر الله بولائه.

لقد قدم العلويون أرواحهم فداءً عن اسمهم وتمسكاً بعقيدتهم وحباً بإسلامهم وكفى شرفاً لكل مسلم علوي أنّه واجه الموت رجلاً وبذل نفسه في سبيل دينه فما أعظمها ثقة وما أجله يقيناً قال تعالى: ﴿ وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ﴾ آل عمران\169. وعندما أحالته ظروف الفتنة إلى التزام منزله والانقطاع عن عمله حفاظاً على حياته من القتل الغادر لم يسلم من الاعتداء والهجمات المباغتة فاضطر مُرغماً إلى حمل السلاح الذي لم يكن يتمنّى أن يحمله ويستعمله إلا في وجه العدو الإسرائيلي، وقاتل دفاعاً عن كرامته وهويته ووجوده في وقت عجزت فيه الدولة عن حمايته وحماية غيره، ومع هذا فلم يُساهم في هذه الحرب كمؤسس لها، ولم يكن يتمناها. وكيف ذلك وقد خسر الكثير من الضحايا الأبرياء أطفالاً ونساءً وشيوخاً وشباناً، وخسر أيضاً أمنه واستقراره وعمله ومنزله وتواصله مع أهله ومواطنيه.

لقد تعايش المسلم العلوي مع إخوانه في هذا البلد بكل طوائفهم بأخوة ووطنية ومحبّة ولكن المؤامرات الخارجية الصهيونية فرضت عليه واقعاً سلبياً لم يألفه ولم ينسجم معه. ولكن وفي النهاية أوقفت هذه الفتنة العمياء المدمرة بتدخل الجيش العربي السوري الشقيق بطلب رسمي من السلطة اللبنانية كما يعرف الجميع.

فالسوريون لم يكونوا لا في الماضي ولا في الحاضر مع هذا ضد ذاك، ولم يعملوا لمصلحة طائفة ضد أخرى، بل كانوا مع جميع اللبنانيين حكومةً وشعباً، وكانوا ضد كل المؤامرات التي استهدفت لبنان، وكانوا ضد القوى التي عبثت بهذا البلد ابتداءً بإسرائيل وانتهاءً بعملائها. وإن مهمتهم اقتصرت على إيقاف الدماء والدموع وإعادة الأمن والسلام إلى ربوع هذا البلد. لا لقصف هذه المدينة لحساب تلك الطائفة كما يفتري المُفترون ويُروج الحاقدون، ولا حاجة للإسهاب في هذا السياق فالحقيقة واضحة والأدلة ساطعة وهي أكثر من أن تُحصى وفي متناول الجميع.

  • وإن هؤلاء القوم مُطلقوا هذه المفتريات لم يكن من مصلحتهم انتهاء هذه الفتنة وغيرها من الفتن.
  • وليس من مصلحتهم أن يتعايش اللبنانيون مسلمين ومسيحيين مع بعضهم البعض.
  • وليس من مصلحتهم أن يبقى موالٍ لآل بيت النبوّة(ع) على وجه الأرض.
  • وليس من مصلحتهم أن يتوحّد المسلمون.
  • وليس من مصلحتهم أن تتوحّد الأمة العربية.
  • بل من مصلحتهم أن تبقى الفتنة قائمة، والفرقة دائمة، والأمّة مقسّمة، والأوضاع متأزّمة، وذلك خدمة لأسيادهم الصهاينة.