16. العلويون النصيريون والطريقة الجنبلانية

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 00:57

الفِرْيَة السادسة عشر

( أحدث النصيريون طريقة أسموها الجنبلانية )

العقيدة العلوية عقيدة إسلامية بحتة تستمد أصولها من كتاب الله وسنّة رسوله ونهج الأئمة المعصومين(ع).

فما رُوِيَ عن الأئمة الهداة فهو عين ما قاله السيد الرسول(ص وآله) لأنهم خزائنُ علمه، وما قاله السيّد الرسول(ص وآله) فهو عين ما قاله الله في كتابه لقوله تعالى: ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى . إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى . عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ النجم\3\4\5.

فهذه العقيدة النقية ليست من مستحدثات هذا ولا من موضوعات ذاك، فهذا ما يُدين به كل علوي ويتقرّب إلى الله من خلال اعتقاده والعمل به، فلا يوجد عندنا طريقة غير هذه العقيدة المعصومة التي بها نحيا وعليها نموت وتزول الجبال من أماكنها ولسنا عنها نزول.

وإنّ أوّل من نسج هذه المفتريات وألصقها بنا فهو أجير المستعمرين وعميلهم المدلل محمد أمين غالب الطويل في تاريخه العليل الذي أُملِيَ عليه من قبل الإستعمار الفرنسي ومستشرقيه لغاية إخراج العلويين من حضيرة الإسلام والعروبة، وذلك لتبرير إقامة دولة مستقلة لهم تخدم أهداف الإستعمار، وتُبَرّر بقاءه بحجج حمايتهم كأقلية يُخشى أن تتعرّض لهجمة من قبل الأكثرية.
إلا أنّ المسلمين العلويين فطِنوا لهذه المؤامرات وعملوا على رفضها وإفشالها بكل ما أوتوا من قوة وصلابة وعلى رأسهم المجاهد الكبير الشيخ صالح علي سلمان يؤازره أعلام هذه الطائفة وزعماؤها وأبناؤها الأحرار.

ولقد نوّهت كثيراً في مواضع عدّة إلى أنّ هذا الكتاب " تاريخ العلويين" لاعلاقة له بتاريخنا وعقائدنا وتقاليدنا وآدابنا، وما وُضع إلا لتشويه الحقيقة وإظهارها بصورة معكوسة، ولهذا نجد بأنّ جميع المُتخرّصين ينهلون من عبابه. وما ذلك إلا لأن ما رُقم فيه يتفق مع ما يسعون إلى اتّهامنا به.
وأُلفت النظر إلى أنه إن وُجد فيه بعض ما هو صحيح فما ذلك إلا لتمرير مئات الأخطاء وحتى يظن القارئ بأنّ الكتاب واقعيٌّ لوجود بعض النقاط الصحيحة.
فمحمد أمين الطويل هو أوّل من افترى وقال بأنّ للعلويين طريقة خاصة تُدعى بالجنبلانية، وأنّ الجنان الجنبلاني هو الذي أحدثها، وأدخل المريدين إليها.

والفقير لله يقول:
بأنّ السيّد الجنان الجنبلاني لم يكن من أصحاب الطرائق، وإنّما كان من كبار أعلام الشريعة، ونخبة فقهاء الشيعة، وكان من أبرز مراجع العلويين في وقته، وهو بطبيعته المفطورة على مكارم الأخلاق كان يميل إلى العزوف عن الدنيا، والتفرّغ للعبادة والمطالعة، فلقّب بالزاهد العابد، فاستنتج البعض بخيالهم الواسع من أنّه كان صاحب طريقة!.