خطبة الكتاب

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 03/11/2010 - 11:33

بســــم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي قضى وقدرْ ، وخلقَ وصورْ ، فأبدع الكائنات بعظيم قدرته وفطرْ، لا لثواب منهم ظًهرْ ، ولا لسابق عمل عنهم صَدرْ ، بل جوداً من لدنه عم الخافقين وغمرْ ، خلقهم ليستعبدهم كما في محكم الذكر ذكرْ ، وأوجدهم ليتعرفوا عليه بثاقب النظرْ ، سبحانه من عظيم انفرد بذات جلاله عن مشابهة الصورْ ، وتقدس بصفات كماله وبهاء جماله عن نعوت البشرْ.

أحمدُهُ تعالى في حالتي العسر واليسر، وأقصده في السر والجهرْ، وأشهدُ أن لا إله إلا هو شهادة من آمن به وأقرْ، واعتقد بوجوده واعترف بجوده في يقين مستقرْ، وأشهدُ أن محمداً عبدُهُ الداعي إليه ورسوله الدال عليه بواضح الأثرْ ، وصحيح الخبرْ، الهادي بكمال رسالته من تبصر من بني البشرْ ، والمبلغ عنه ما به أمرْ، الصادع بما عصمه من دون حذرْ، فأرشد إلى الخليفة من بعده لمن اعتبرْ ، وكمل الدين واشتهرْ، وثبت الحق وظهرْ، وعلا شأنه وازدهرْ، ودلت عليــه الآيات والسورْ، وتواتر به الخبرْ، فصل اللهم عليه وآله صلاة لا انقضاء لوقتها، ولا نهاية لمدتها، وثبتنا بفضلك على ما هديتنا إليه، والهمنا اللهم شكر نعمـتك ونوال رحمتك، ونور اللهم قلوبنا بحبك، وجوارحنا بطاعتك، وألسنتنا بذكرك، وأرواحنا بمناجاتك، وفرجْ عنا وخذْ بأيدينا إلى ما تحب وترضى إنك على كل شيء قدير ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

أمــــا بعد حمد الله والثناء عليه بما هو أهله ، يقول الفقير لرحمة ربه الحي القيوم حسين محمد المظلوم :
بعد أن توكلت على عصا الاستعانة واستخرت الله فيما عزمت عليه أقدمُ هذه العجالة المختصرة والتي تتضمن:
أصولاً اعتقادية، وقواعداً كلامية، وفرائداً جوهرية، وقلائداً عرفانية.
تسفر بحلة علوية ، وتتمنطق بأدلة هاشمية، وتتوشح بحجج عقلية ونصوص نقلية.
فهي ذخري واعتقادي، وبها ينطق فؤادي، ويصح رشادي، وعليها اعتمادي في يوم معادي.
وقد دونتها على متون صحائفي بقلم يقين معارفي.
وقد جاءت جواباً لبعض الاخوة السائلين، واعترافاً مني بفضل الأقدمين من علمائنا وفقهائنا المتقين، ورداً على ادّعاءات المفترين الذين يطلقون الكلام على عواهنه من دون تبيُّنٍ ولا دليلٍ مُبين.
وقد قسمتها إلى أبواب وفصول، وطرزتها بالدليل المنقول والمعقول، وحصنتها بأدلة آل الرسول، وأفردت بحوثها فيمــا يختص وينحصر بعلم الأصول ، الذي يُعَدُ سلم الوصول مع العمل المقبول إلى جنة القبول.
فجاءت ثمارها من أغصان الولاية، تكتظ بفنون الهداية.
واللهً أسألُ وبأسمائه الحسنى أتوسل وأدعو وأتبتل أن يجعلها عند المنصفين مقبولة، وبعين رعايتهم مشمولة، فهي منهم بَدت وإليهم انتهت.
وقد سميتها: ( منارة الرشاد إلى صحة الاعتقاد ).
ما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وعلى الله فليتوكل المتوكلون.