كلمة الإدارة الأولى وقت انطلاق المكتبة سنة 2010م.

أُضيف بتاريخ الأحد, 07/11/2010 - 17:59

 

عملاً بالآية الكريمة، قوله تعالى:
وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ التوبة105. صدق الله العلي العظيم

 


وتصديقًا وتثبيتًا للمبدأ الوارد في أحد الأبيات الشعرية العلوية والقائل:

إذا مــا رضيــت عنّــي الكــرام فــلا أعبـــى


فإنني ألتمس رضى الكرام من الطبقة التي تحدّث عنها الإمام جعفر حين وصف محبيه ومواليه فقال:

وطبقة يحبونا في السر والعلانية هم النمط الأعلى شربوا من العذب الفرات، وعلموا تأويل الكتاب وفصل الخطاب وسبب الأسباب، فهم النمط الأعلى، الفقر والفاقة وأنواع البلاء أسرع إليهم من ركض الخيل، مستهم البأساء والضراء وزلزلوا وفتنوا، فمن بين مجروح ومذبوح متفرقين في كل بلاد قاصية، بهم يشفي الله السقيم، ويغني العديم، وبهم تنصرون، وبهم تمطرون، وبهم ترزقون، وهم الأقلون عددا، الأعظمون عند الله قدرًا وخطرًا.


وتحقيقًا لوصيّة الأنبياء، قال سيدنا محمد :

قال عيسى ابن مريم للحواريين: (تحبّبوا إلى الله وتقرّبوا إليه).

قالوا: يا روح الله بماذا نتحبّب إلى الله ونتقرّب.

قال: (ببغض أهل المعاصي والتمسوا رضا الله بسخطهم).

قالوا: يا روح الله فمن نجالس إذاً؟

قال: (من يُذكرُكُم اللهَ رؤيَتُهُ، ويَزيدُ في عِلمِكُم مَنطِقُهُ، ويُرَغّبكُم في الآخرة عَمَلُهُ).


ونزولاً عند أوامر المعصومين ومنها:

من وصية عن النبي لأمير المؤمنين قال:

يا علي إن من اليقين أن لا ترضي أحدا بسخط الله ولا تحمد أحدا بما آتاك الله ولا تذم أحدا على ما لم يؤتك الله.

وقال :

من طلب رضا مخلوق بسخط الخالق سلط الله عز وجل عليه ذلك المخلوق.

وقال الإمام جعفر الصادق :

من صحة يقين المرء المسلم أن لا يرضي الناس بسخط الله.


وتلبية لهذا النداء. عن سيدنا عيسى ، قال:

(أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم وإن لكم نهاية فانتهوا إلى نهايتكم.

إنّ المؤمن بين مخافتين أجلٌ قد مضى لا يدري ما الله صانع فيه، وبين أجل قد بقي لا يدري ما الله قاض فيه.

فليأخذ العبد لنفسه من نفسه ومن دنياه لآخرته ومن الشيبة قبل الكبر ومن الحياة قبل الموت.

والذي نفسي بيده ما بعد الموت من مستعتب وما بعد الدنيا دار إلا الجنة والنار.)
 


  • أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعل إيماننا راسخًا، ويقيننا ثابتًا، فنكون ممّن لا يُرضُون الناس بسخط الله، بل ممّن يُرضون الله ولو سخط الناس، وممّن لا يخشون في الله لومة لائم، فلا تُسلّط علينا شرار مخلوقاتك يا الله.
     
  • وأرجو أن يكون عملنا هذا خالصًا لوجهه وفيه مرضاته فيُحقق منفعة ومسرّة للمؤمنين الذين نرجو رضاهم ونطمع بمحبتهم ونتمنى دعاهم ليرزقنا الله بركتهم وشفاعتهم..
     
  • ولا فضل لي فيما أقدّم ولا منّة فهذا العمل ما كان ليتم أصلاً لولا تعب وجهاد السادة العلماء أصحاب الكتب والمؤلفات أنفسهم، ولولا الأخوة الأفاضل الذين يتحمّلون المشقة في جَمع هذا التراث وهذه الكتب من أماكن مختلفة، وأيضًا لولا الجهود المُضنية للأخ العلوي التقني الذي أجاد في إعداد هذا الموقع وأحسن تجهيزه على خير ما يُرام.
     
  • وما كان لهذا العمل أن يتم أيضًا لولا ثقة ودعم من السادة العلماء والشيوخ والإخوان الأفاضل الذين شجعونا وأيّدونا بقلوبهم وألسنتهم ودعائهم، وما حرمونا من نصائحهم وحنانهم ولطفهم وكرمهم، وبفضل دعمهم المُبارك هذا تحمّلنا المشقة وصبرنا على أذى الحاقدين والموتورين وتجاوزنا عرقلة المعرقلين.. والحمد لله رب العالمين.
     
  • فهذا الموقع الشامخ في تواضعه والمتواضع في شموخه هو نتيجة جهد وعمل جماعي مشترك راجين المولى سبحانه وتعالى أن يُباركه ويصونه وأن يُوفقنا فيه لما فيه خير هذه الطائفة الإسلامية العلوية الشريفة وخير هذا الشعب العلوي الطاهر الأبيّ، وأنا العبد الفقير لله ولإخوانه المؤمنين خادمكم بالحق والطاعة لا بالكبرياء والرئاسة، أعرف حدّي فأقف عنده ولا أتجاوزه، ومنتهى الشرف أن خلقني الله علوياً مثلكم وجعلني في خدمتكم وجندياً في عسكركم.
    لا حرمنا الله من محبتكم وثقتكم الغالية وأرجو دوام مؤازرتكم حتى أقدر على تحمّل هذه المسؤولية الجسيمة وأُحْسِنَ إدارة هذا الصَرح راجيًا المولى دائمًا وأبدًا أن أكون عند حسن ظنكم الطيب.
     
  • شرّفتمونا بكلماتكم أيها السادة الأفاضل الشرفاء الكرام الأجاويد وهي بحق ﴿ أَوْسِمَـةُ شَــرَفٍ نُعَلقها على صدورنا، ونفخر بها ونقدّرها خير تقدير، أشكركم من كل قلبي، وأشكر كل من ساهم ويُساهم في إنجاح هذا العمل الجماعي الراقي، ونسأل الله دوام النِعَم.
     
خادم المخلصين من أهل الولاية العلوية الطاهرة
أخوكم الأقل الأصغر
أبو اسكندر سُليمان معين الحربوقي