رسالة الأخ محمد عزيز سرور

أُضيف بتاريخ الخميس, 25/11/2010 - 02:49

 

أخي الكريم أبو اسكندر .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

إني شديد الفخر والاعتزاز بهذه المكتبة القيمة , التي تخص جميع الشرفاء من أهل هذه الطائفة الكريمة، مباركة خطوتكم الجبارة وجهودكم بهذا العمل العظيم، وأهنئكم تهنئة خاصة من القلب، ولأبناء طائفتنا الكريمة بافتتاح هذه المكتبة العظيمة، وما احتوت بين دفتيها من الكتب والمؤلفات القيمة، التي أقضت مضاجع الكثيرين ممن خططوا وعملوا على مدى سنين، لهدم بنيان هذه الطائفة وتشويه صورتها، وهم الآن لا شك يشكون الكآبة والخوف وسوء الهضم والضغط النفسي، ولا يعرفون من الآن وصاعدا ً طعم الراحة، ولهذا نجدهم يتهجّمون على المكتبة بكل محتوياتها كُتُباً وكُتّاباً وإدارةً، يهوّلون عليها ويشنّعون بها ليسحبوها إلى مستنقعاتهم وما دروا أنّ حدودها السماء وهي في حركتها تنشد السموّ لا الهبوط ، هذه أقدارهم إنهم الحاسدون والحاقدون والمغترون والمخدوعون في الظواهر الغافلون عن الحقائق...

و ليس اختلاف نفوسنا هو اختلاف سعادة و شقاء و إنما اختلاف مواقف.. و كل نفس تُمَهِّد بموقفها لمصيرها النهائي في العالم الآخر.. حيث يكون الشقاء الحقيقي.. أو السعادة الحقيقية.. فأهلُ الرضا إلى النعيم وأهلُ الحقد إلى الجحيم.. إنما الدنيا امتحان لإبراز المواقف.. فما اختلفت النفوس إلا بمواقفها وما تفاضلت إلا بمواقفها.. وتفترق المصائر إلى شقاء حق وإلى نعيم حق.. يوم لا تنفع معذرة.. ولا تجدي تذكرة..

من أقوال مولانا أمير المؤمنين علي :

  • الدنيا والآخرة عدوان متعاونان فريقان مختلفان من أحب الدنيا وتبناها أبغض الآخرة وعاداها، وهما بمنزلة المشرق والمغرب والماشي بينهما كلما قرب من واحدة ابتعد عن الأخرى.
  • لا تقول مالا تعلم لا بل لا تقول كل ما يُعلم، لأن الله فرض على جوارحك فرائض يحتج بها عليك يوم القيامة، واحذر أن يفتقدك عن طاعته ويلقاك عند معصيته، فتكون من الغافلين..
  • الراضي بفعل قوم كالداخل فيه فعليه إثمان: إثم الرضى وإثم الدخول معهم في باطل..
  • كل نعيم دون الجنة محقور وكل بلاء دون النار عافية..
  • المعتمد على غير فقه كحمار الرحى يدور ولا يبرح..
  • الناس قد تلاعبت بهم الأهواء وكثر فيهم اللواء واتبعوا بذلك الأهواء، كل ٌ بحسب ما يهواه ويستحسنه ويرضاه بغير حجة من كتاب الله، ولا خبر عن رسول الله، قد تلاعبت بهم الظنون إلى ما فيه التلف، فهم كما قال تعالى: سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ..
  • الناس في الدنيا عاملان: عامل يعمل في الدنيا للدنيا فقد شغلته دنياه عن آخرته يخشى على من يخلفه ويأمنه على نفسه، فيفني عمره في منفعة غيره، وعامل عمل في الدنيا إلى ما بعدها فجاءه من الدنيا الذي له من الدنيا بغير عمل فأحرز الحظين وملك الدارين جميعًا، فأصبح عند الله وجيهًا  لا يسأل الله حاجة فيمنعه..

العلماء غرباء لكثرة الجهلاء ..

قال مولانا جعفر الصادق : (من تعلم علمًا يداحض به العلماء، ويستخدم به الضعفاء، ويتجبر به على الفقراء، ويتكرم به على الأغنياء فقد تبوّأ مقعدًا  في النار).

علينا بمرضاة الله فيما أمرنا، واعلموا رحمكم الله أنّ الروح الكافرة لا تخرج من الدنيا حتى تُؤذي من أحسن إليها...

الحمد لله.. وسلام على عباده الذين اصطفى.

وأسأل الله تعالى.. أن ينفع كل أبناء الطائفة العلوية الشرفاء الطيبين، جيل الشباب الواعد بهذه المكتبة القيّمة، التي ليس لها نظير في عالم الإنترنت، وأثاب الله تعالى القائمين على هذه المكتبة وجهودهم الخيرة البناءة، ولنطلب من الله دائمًا ودون سأم المعونة والهداية التي هي أقوَم وأَرْشَد...

واحكموا أنتم أيها الناس بما منحكم الله من عقل ورؤية.. وسلام الله على القارئ والمستمع والعاقل، ومن اتبع الصراط المستقيم...

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

محمد عزيز سرور
25\11\2010م