النوايا المبيتة ظهرت (لبنان لا يمكن أن ينفصل عن محيطه العربي..) 2006م. بقلم فضيلة الشيخ حسين محمد المظلوم..

أُضيف بتاريخ السبت, 29/10/2011 - 17:37

النوايا المبيتة ظهرت


تحية طيبة من القلب صاحب الضمير الحي والمنطق الحر والكلمة الجريئة الاستاذ شارل أيوب ذلك ‏الرجل الذي يقدر معنى الحرية ويعرف كيف يمارسها بعقلانية بحيث أنه نطق بصدق وجرأة في زمن ‏الصامتين الهاربين من انفسهم المتخلين عن ماضيهم، وصمت في زمن النفعيين الذين امتهنوا تجارة ‏المواقف السياسية فكان نطقه اليوم فضيلة كما كان صمته بالأمس فضيلة في زمن اصبحت فيه ‏الفضائل اندر من الكبريت الأحمر.‏

  من خلال جريدته الحرة ومنبره الجريء1  نقول لمن يهمه الأمر:‏
  • بأن لبنان لا يمكن ان ينفصل عن محيطه العربي لأن ذلك سيؤدي الى تقسيمه وانقسام أبنائه ‏على بعضهم البعض وبالتالي الى فقدانه لأهم خصائصه التي امتاز بها عبر العصور ومن يعمل او ‏يراهن على ذلك فلن يحصد سوى الفشل الذريع وفي نفس الوقت فإنه يؤسس لفتنة كبيرة من حيث ‏يدري أو لا يدري، ونذكر البعض بأن بيروت كانت وستبقى رمز النضال والعروبة.‏
     
  • إنّ المقاومة الاسلامية الباسلة هي درع الوطن وسياجه المنيع وعزه وكرامته وان اضعافها ‏اضعاف لكل لبنان بأرضه وشعبه وتاريخه البطولي الذي يفخر به، والانقلاب عليها انقلاب على ‏المبادئ لما في ذلك من جحود للتضحيات الجسام التي قدمتها وما زالت وستبقى.‏
     
  • إنّ سوريا العروبة بقيادتها الحكيمة والشجاعة قدمت للبنان ما قدم نقيضه بعض اللبنانيين ‏الذين شاهدناهم في خنادق العدو الصهيوني يتآمرون على وطنهم.‏

    قدمت آلاف الشهداء الابطال دفاعا عن أرضه.‏

    ساهمت وبسخاء في بناء مؤسسات الدولة.‏

    أعادت الأمن الى ربوعه، فلا يجوز التنكر لكل هذه التضحيات الكبيرة والانقلاب عليها لاسباب لا ‏تمت الى الحقيقة بصلة بل صنعت في الخارج ونفذت في الداخل، وهنا نقول للذين يراهنون على ‏الخارج بان الديموقراطية التي تطمحون اليها من الغرب قد تجلت بوضوح في العراق من خلال ما ‏يجري في السجون والمعتقلات، وبانه لا فائدة للبنانيين الا باستقرار المنطقة ككل لأن اي حدث ‏سلبي في الجوار سينعكس سلباً مضاعفاً على الداخل اللبناني.‏
     
  • إنّ لبنان لا يقوم الا بكافة ابنائه لانه من الثابت والمؤكد بان هذا البلد لا يدار من خلال ‏فريق واحد بل بكل افرقائه وقواه، وان العمل على الغاء اي شريحة من شرائحه انما هو ‏الغاء للوطن بأسره، لانه غني بتنوعه الفكري، قوي بتضافر جهود ابنائه المخلصين يمتلك ‏فلسفة نادرة تميزه عن بقية الاوطان فوحدته لا تقوم الا بالكثرة المؤتلفة، وكثرته لا تحيا ‏الا بالوحدة المنسجمة، وان المقولة الدارجة عند البعض (الطوائف الاساسية) هي مقولة ‏خاطئة لان كل الطوائف في لبنان اساسية ولا يوجد طوائف ثانوية، كما ان الديموقراطية ‏الايجابية التي يجب ترسيخها وتفعيلها هي ديموقراطية التوافق البناءة لا ديموقراطية العدد ‏التي تلغي الكثير من الاراء والافكار المطلوبة وتغيب قوى عديدة لا يستهان بها مما يؤدي ذلك ‏الى خلق ازمات خطيرة لبنان في غنى عنها لانه ذاق ويلاتها في الماضي.‏
     
  • نستغرب اعتراض البعض على المساعي الحميدة من قبل الاشقاء العرب الهادفة الى ما فيه الخير ‏للبنان بينما لا نسمع لهم اي اعتراض على التدخلات السافرة في كافة الشؤون اللبنانية من ‏قبل بعض السفارات الغربية وبطريقة فاضحة، فلا مانع من حل الازمة في الخارج ما دام ذلك ‏على ارض عربية وقمم عربية فلبنان يفخر بعروبته، كما اننا مع كل حوار داخلي ينصب في ‏خدمة الوطن وضد كل حوار داخلي يهدف الى الحاق الاذى بالاخوة والاشقاء، وبالتالي يؤذي ‏الوطن.‏
     
  • إنّ تلك التصريحات المتشنجة التي يطلقها السياسيون لا تخدم البلد بل تعرقل حركته وتهدد ‏امنه وتعطل مصالحه وتسيء الى منطق العيش المشترك بما تحمل في اكثر الاحيان من افكار سلبية ‏تثير الضغائن وتولد الاحقاد، فعلى السياسيين ان يتصرفوا بحكمة وروية ويراقبوا كلامهم قبل ‏اطلاقه على شاشات التلفزة، فالتعدد المذهبي امر طبيعي لكن التعصب المذهبي فهو غير طبيعي ‏واستعماله في الخطاب السياسي ينتج حالة من التأزم والتنافر.‏
     
  • وبالنسبة الى الحقيقة فالكل يطالب بها ويصر على معرفتها كما هي مع رفض توظيفها لاغراض ‏سياسية تحرفها عن مسارها الطبيعي ومن دون ان يؤدي ذلك الى تعطيل الحياة العامة في البلد ‏لان ذلك هو اغتيال ثاني للرئيس الشهيد واغتيال حقيقي للبنان وهذا لا يخفى على احد.‏

وختاماً أقول بأنّ الأشياء باتت في غاية الوضوح، والنوايا المُبَيَّتة ظهرت للجميع والصورة ‏القاتمة أضحت جلية وذلك نقول بان المراوغة لن تنفع أحدًا بل ما ينفع هو الرجوع إلى ‏الثوابت الوطنية المُتفق عليها والتي على أساسها قام لبنان.‏

عضو الهيئة الشرعية في المجلس الاسلامي العلوي
الشيخ حسين محمد المظلوم
15\01\2006م

  • 1هذا المقال نُشر على صفحات الديار بتاريخ العدد 15\01\2006م في باب قضائيات.