2-الإسلام بالمعنى الشرعي.

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 13/07/2021 - 03:52

 

2- الإسلام بالمعنى الشرعي.

إذا كان الإسلام بالمعنى اللُّغَوِي يفيد معنى "الانقياد والامتثال لأمر الآمر" ففي الاصطلاح الشرعي: انقيادٌ لله تعالى واستسلامٌ له، والطاعة للأحكام الشرعية خاصّة.

ويتحقّقُ بالاقرار بالشهادتين، بالنُّطق بهما "شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ مُحَمَّدًا رسول الله" والالتزام بأحكام الشرع الشريف.

والإسلام هو دينُ المَدَنِيَّةِ والعَدل، لأنّه يأمُرُ بكُلّ فِعْلٍ حَسَنٍ، كَبِرِّ الوالِدَيْن، وصِلَةِ الأرحام، والوَفاءِ بالعَهْدِ، وحُسْنِ الصُّحْبَة، وكُلّ خُلُقٍ حَسَنٍ كالصّبر والتواضع، وينهي عن كُلّ فِعْلٍ ذميمٍ كالحسد والكِبَر وغير ذلك، كما أمر الخالق العظيم.1

كما نَصَّت الآية الكريمة: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل 90]

إنّ الإسلام هو دين الله، الدينُ الذي لا يبتغي المُكَلَّفِينَ سِواه، ولا يرضى منه بديلًا، وهو دين الفِطرة والوحدة، دين الاجتماع والألفة، دين الفضيلة والأخلاق، دين العزّة والكرامة، دين الإنسانية والمُساواة في الحقوق المشروعة، دين العقل والعدل، ولا تتحقّق هذه الصفات كُلّها إلا بالإسلام.2

والإسلام في لفظٍ آخر، كما جاء في سؤال جبريل لرسول الله :

قال جبريل : ما الإسلام؟

قال  : الإسلام أن تعبُدَ اللهَ ولا تُشرِك به، وتُقيمَ الصلاة، وتُؤَدّي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان3

والذي يبدو، أنّ الإسلام والإيمان عبارة عن الشهادتين، والتّصديق بالبعث، والصلوات الخمس إلى القِبلة، وحَج البيت، وصيام الشهر، والزّكاة والخُمس المفروضَيْن. بهذا أعلنت الصِّحاح وغيرها من المسانيد.

فالإسلام: إيمانٌ وعملٌ، وهو الدين الذي أوحاه الله إلى محمّد :

  • الإيمان يُمثّل العقيدة والأصول التي تقوم عليها شرائع الإسلام.
  • والعمل يُمثّل الشريعة والفروع التي تُعتبر امتدادًا للإيمان والعقيدة4 ، والفروع التي بُنِيَ عليها الإسلام، أو قُل هي الإسلام.

الشهادة لله بالأحدية، ولمحمّدٍ بالرسالة، وإيقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا.5

فالشهادة بالوحدانية، ولمحمّد  بالرسالة، فهي القاعدة الاعتقادية الكُبرى التي تنبثق عنها تفصيلات الإسلام وفروعه، أو قُل هي الإسلام مجموعٌ في عبارتين يفتحان للقلب منافذ التفصيل.6

هكذا ذكر العلماء والباحثون حول الشريعة الإسلامية، أو قُل الدين الإسلاميّ في تعريفاتهم، اختصرنا منها ما يُناسب هذا الجزء وفي الأجزاء اللاحقة قد يحدث التطويل ممّا كتب العلماء الفقهاء.

 

  • 1السيد محسن الأمين: الدرّ الثمين ج1 ص4-11 طبع مكتبة العرفان - بيروت - لبنان.
  • 2السيّد أمير محمّد الكاظمي القزويني: الإسلام والمسلم المُعاصر ص49-50 ط2.
  • 3البُخاري: ص19-20-7 دار التراث العربي - بيروت، عن الطبعة السُّلطانية المُصَحّحة 1313ه.
  • 4السيّد السابق: العقائد الإسلامية ص7-10 طبع دار الفكر بيروت - لبنان 1398ه - 1978م.
  • 5شهاب الدين المستطرف عن البخاري: ج1 ص6 طبع دار الأمم.
  • 6علي محمد كوراني: فلسفة الصلاة ص211 طبع دار الزهراء - بيروت - لبنان 1393ه 1972م.