3- الإسلام أصول وفروع.

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 14/07/2021 - 03:19

3- الإسلام أصول وفروع.

ويبدو أنّ الذي عليه الإماميّة أصحاب الاجتهاد في مذهب أهل البيت الجعفري، إنّهم يَرَوْنَ أنّ الإسلام شرعًا هو الانقياد، والاستسلام والطاعة للأحكام الشرعية الخاصّة، وهو يتحقّق بالإقرار بالشهادتَيْن بالنُّطقِ بهما على أن يُطابق القلب اللسان، والعمل بالجوارح والأركان، وإلّا كان فسقًا ونفاقًا.1

ويَرَوْنَ أيضًا فيما يتعلّق بالأصول، أنّ ما يقوم عليه الإسلام أصولٌ ثلاثةٌ:

  1. توحيد الله.
  2. نبوّة خاتم الأنبياء.
  3. المَعاد في يوم الجزاء - أي اليوم الآخر.

وأنّ الإسلام هو الإقرار بالشهادتين وهي كلمة (لا إله إلّا الله محمّد رسول الله) وأنّ من قالها كان مُسلمًا له ما للمسلمين وعليه ما عليهم، وأنّ قِوام المذهب الإمامي إضافةً على الأصول الثلاثة -المّارّة- إضافة أصلين على الثلاثة هما:

  1. العدل.
  2. إمامة الأئمّة من أهل بين النبي  وهو الإسلام بالمعنى الأخصّ.

وذلك يعني أنّ الاكتفاء بالأصول الثلاثة هو الإسلام بالمعنى الأعمّ، وأنّ الإيمان معنى أسمى من الإسلام وأخصّ.2

بدليل الآية الكريمة: قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [الحجرات 14]

أقول: جاء في صحيح البخاري، باب الإيمان، بعنوان جبريل يُعلّمكم دينكم: سؤال جبريل النبيَّ عن الإيمان والإسلام والإحسان وعلم السّاعة، وبيان النبي له، ثم قال: جاء جبريل يُعلّمكم دينكم فجعل ذلك كلّه دينًا وما بَيَّنَ النبيّ لوفد عبد قيس من الإيمان وقوله تعالى: وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ [آل عمران 85

الحديث: سند إلى أبي هُريرة، قال: كان النبي  بارزًا يومًا للناس فأتاه جبريل فقال: ما الإيمان؟

قال : أن تُؤمِن بالله وملائكته وبلقائه ورُسله وتؤمن من البعث.

قال: ما الإسلام؟

قال : الإسلام أن تعبد الله ولا تُشرك به وتُقيم الصلاة.

قال: ما الإحسان؟

قال :تعبد الله كأنّك تراه، فإن لم تكُن تراه فإنّه يراك.3

من هذه الأقوال وأمثالها نفهم: أنّ هدف التشريع الإسلامي هو الإنسان، وليس الله، هدفه تربية هذا الإنسان وضمان استقامته في طريق تكامله.

ماذا يصنع الله بصلاة الإنسان وصومه واعترافه بألوهيته وأنبيائه واليوم الآخر، لو لم يكن ذلك ضرورةً لازمةً لوجود هذا الكائن الحَي.4

 

  • 1السيد أمير محمد الكاظمي القزويني: الإسلام وواقع المسلم المعاصر ص8-9 دار الطليعة - الكويت.
  • 2السيد أمير محمد الكاظمي القزويني: الشيعة في عقائدهم وأحكامهم ص22 طبعة ثانية دار الطليعة - الكويت.
  • 3البخاري: الصحيح ج1 ص19-20 دار التراث العربي، عن الطبعة السلطانية المُصحّحة 1313ه.
  • 4علي محمد كوراني: فلسفة الصلاة ص227 طبعة أولى - دار الزهراء - بيروت 1392ه 1972م.