8- للإسلام جانبان: متطوّر وغير متطوّر.

أُضيف بتاريخ الخميس, 15/07/2021 - 03:38

8- للإسلام جانبان: متطوّر وغير متطوّر.

الجانب الأوّل:

لا يصِحُّ فيه التطوّر، وإن دخل فيه شيء أدّى إلى الفساد، فالثابت مثل: الصّدق، وأداء الأمانة، وقُبح الظلم، وحُرمَة الاحتكار، وحُرْمَةُ القتل.

ومثل العبادات، وجوب الصلاة - الصوم - لزوم رضى المُتعاقدين.

هذه الأمور لا يجوز فيها التطوّر مهما تطوّر الإنسان وحصل لديه النّضوج الفكري والتطوّر العلمي، ولو طار في الهواء وغاص تحت الماء وغزا كواكب السماء وسخّر الحديد والماء.

الجانب الثاني:

هذا الجانب يصِحُّ فيه التطوّر والتغيير والتبديل، وبتغيير الأزمان تتغيّر الأحكام، مثل تبديل وسائل النقل، السيّارة بدل الدّابة، والطائرة بدل السيّارة، والإضاءة بالكهرباء بدل الشمعة والزيت، وأمثال ذلك من الأشياء من تطوير العمل وأنظمة العُمّال ونحوها، والمُتجدّد من معاملات المصارف -البنوك- التي هي عدّة أمور ذُكِرَت في تشريعات الإسلام - القروض - الكفالة - الحوالة - التأمين - هذا مشمول بحُكم الآية الكريمة: إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ [النساء 29]، وقوله تعالى في آيةٍ أُخرى: أَوْفُوا بِالْعُقُودِ [المائدة 1]، بشروطٍ ذُكِرَت في كتب الفقه الإسلامية.

والواقع أنّ الإسلام وشريعته، الذي لا يلتزم به عندنا، أَوْجَبَ هدم حياته الدنيوية، فضلًا عن العِقاب بالآخِرة، والإسلام من جميع الشرائع والقوانين التي تُصلِحُ حياة البشر في مُختلف مراحل الحياة، وسعادة البشر في الآخرة كما في الدُّنيا والآخرة تتوقّف على الإسلام لأنّه مُنَظِّمٌ للحياة والأعمال في الدنيا وما يتعلّق منها في الآخرة.

وجهابذةُ العلم البارعون يعرفون ذلك بالمُقارنة بين الإسلام وسائر الأنظمة والقوانين الموضوعة لمُختلف حاجات البشر.

فالعقيدة الإسلامية التي لا تكون من وضع البشر بل من وضع (ربّ) البشر، سببُ كَوْنِها صالحةً لكلّ زمان ومكان وأُمَم.

وحيث أنّ الإسلام آخر دينٍ وشريعةٍ، لذلك المُوجِبِ لصُلوحِهِ للبقاء إلى الأبد، خلافًا للشرائع السابقة له التي أنزلها الله إلى البشر بما يُلائم البشر كلٌّ بحسب زمانه ومكانه، ونُضوج الأُمّة التي أُرسِلَ إليها الرسول وحسب حاجة أهل الزمن.

والفرق بين الأديان كالفرق بين المدارس المُتدرّجة - الإبتدائيّة - المتوسّطة - الثانوية - الجامعة - وهكذا، كُلّما ترقّى الإنسان جاء دينٌ أكمل يُناسِبُ رُقِيَّهُ حتى جاء الإسلام آخر الأديان وخاتِمَةُ الشرائع، فهو للناس كافّةً إلى الأبد.

والأديان ليست مُختلفة في جوهرها، وإنّما تختلف المزايا والخصوصيات حسب اختلاف مراتب البشر.1

  • 1السيّد محمد الشيراني: ما هو الإسلام ص20-22 راجع ما كتبه علماء الضرب عن الشريعة الإسلامية.