احتفال عيد الغدير / المجلس الإسلامي العلوي.. (فيديو ونص) م. ربيع معين سليمان الحربوقي

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 25/06/2024 - 13:06

 

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..
أيها الإخوة المؤمنون والسادة الحاضرون، كل عام وأنتم بألف خير في هذا العيد الخطير... عيد الغدير.

وكيف لا يكون هذا العيد خطيرًا، وهو يقع قرآنيًا بين أخطر آيتين في القرآن الكريم على الإطلاق.

  1. الآية الأولى: مُدجّجةٌ بالأمر والشِّدَة والتعظيم، وبمعاني الخطورة التي استدعت الرعاية الإلهية للحدث.
  2. الآية الثانية: فيها معرفة سبب الخلاص والنجاة، وسرّ اكتمال الدين وتَمام النِّعمَة.

فالآية الأولى التي نزلت قبل حادثة الغدير، هي قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم:
يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ المائدة ٦٧.

يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ
يَا نداء.
أَيُّهَا تنبيه. 
الرَّسُولُ تخصيص. 
بَلِّغْ أمر. 

مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ
تعظيمٌ بأنّ هذا البلاغ هو أمرٌ إلهيٌّ، وإرادة سماوية.

وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ
قسوةٌ في الخطاب، وتشديد على خطورة وأهميّة هذا البلاغ.

فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ
 تأكيدٌ على عظمة الأمر، الذي لا تُعْتَبَرُ الرسالة قد بُلّغت إلا به.

وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ.!! 
أيُّ تبليغٍ خطيرٍ هذا الذي يحتاج فيه الرسول الأعظم  إلى الحماية من الناس، وهم الذين اجتمعوا من كل حدبٍ وصوبٍ لوداعه، وهو نبيهم وحبيبهم الذي مكث فيهم ثلاثةً وعشرينَ عامًا، يبلّغهم ويؤدّبهم ويعلّمهم أُصولَ دينهم ليُخرجهم من الظلمات إلى النور...

أي أمر مَهُول، هذا الذي يخاطب فيه الله الرسول...  بكل هذا التشديد والتأكيد والحسم في الخطاب!!..
وأي بلاغ هذا الذي يستدعي تطمينًا وحمايةً من الناس يحتاجه سيد العَرب والعَجم وهادي البشرية والأمم!!..
أي أمرٍ عظيمٍ هذا الذي جعل الله سبحانه وتعالى كل ما أدّاه الرسول الأعظم من الرسالة، موقوفًا.. حتى يتم تبليغه!!

إنه الأمر الخطير في عيد الغدير.. ((الوَلاية لعليٍّ أمير المؤمنين)) 

نعم... هو الأمر الذي في تبليغه، يكون الرسول الأعظم  قد أدى الرسالة.

وبعد تنفيذ الأمر الإلهي وإعلان البيعة والوَلاء لأمير المؤمنين عليّ، ومبايعة المسلمين له وَلِيًّا... نزلت الآية الثانية الأكثر خطورة، وفيها سر اكتمال الدين، وتمام النعمة، ونَيل رِضا الرحمن.
الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا المائدة ٣

الْيَوْمَ  تحديدًا... بعد إتمام المهمة وإبلاغ المسلمين بالوَلاية.

أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ..
إنّ الرسول الأعظم  قد ثبّت للمسلمين دين التوحيد، وعلّمهم كُلَّ مُتفرّعاتِهِ، من أصولٍ وفروعٍ وعباداتٍ ومعاملاتٍ وأحكامٍ وسِيَرَ وقَصَص، لكن الدين لم يكتمل بكل ما سبق... إلا في هذا اليوم، يوم إعلان الوَلاية.

وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي
لقد استحال -أيها الأخوة المؤمنون- على العباد إحصاء نِعَمِ الله عليهم، لقوله تعالى: وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا النحل ١٨ لكن تمامَ النعمة يمكن إدراكه وتحقيقه بالوَلاية!! فأيُّ نعمةٍ عظيمة حباها الله لمن لبَّى نِداءَ الوَلاء...

وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا
بالوَلاية التي أمر الله بها، رضيَ الإسلامَ دينًا..
فأيُّ خطورة في تلك الوَلاية لتكون سبب رضا الله ورحمته...
بل أيُّ سرّ في الوَلاية والوَليّ، حتى تكون سبب الكمال والتمام والرضا!!

...ولسنا في كل ذلك الأمر العظيم والخطب الجسيم... نقول بأنّ الوَلاية أعظم من النبوة، أو تُضاهيها مرتبة، بل نقول بأنّ الوَلاية هي كمال النبوّة وتمامٌ لها، وهي الضمانة لاستمرار نهج النبوة، والضمان لفهم وتطبيق الإسلام كما أراده الله سبحانه وتعالى. وهي ترجمةٌ لقول رسول الله  :

(تَرَكْتُ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ، مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِمَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي أَبَدًا:
كِتَابُ اللهِ، حَبْلٌ مَمْدُودٌ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ، وَعِتْرَتِي، أَهْلَ بَيْتِي).

اللهم اجعلنا من الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَابِ الزمر ١٨

المجلس الإسلامي العلوي؛
بشخص رئيسه سماحة الشيخ علي قدور.
وبشخص السادة أعضاء الهيئتين الشرعية والتنفيذية الموقّرون. 
لجنة الثقافة بشخص رئيسها الشيخ محسن عبد الكريم.
لجنة الإعلام والنشر.
وبقية اللجان في المجلس الإسلاميّ العلويّ...

يهنؤون المسلمين بعيد اكتمال الدين وتمام النعمة.. 

اللهم اجعلنا وإياكم ممن لبَّى النداء، وجَدَّد عهد الوَلاء.

كل غدير وأنتم في حِمَى الأمير.

كل عام وأنتم في حِمَى الإمام.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رئيس لجنة الإعلام والنشر / المجلس الإسلامي العلوي 
المهندس ربيع معين سليمان الحربوقي
١٨ ذو الحِجَّة ١٤٤٥هجرية
الموافق ٢٤ حزيران ٢٠٢٤م.