// بين لعنة الإشاعات ، ولعنة الغباء //
كان متوقعًا وغريبًا (بل غبيًا) في آنٍ معًا رد فعل بعض العلويين إزاء إشاعة أمس الفيسبوكية.
كان متوقعًا، لأنه يعكس حجم الخيبة والوجع الذي عانى منه المجتمع العلوي عقب انهيار النظام، وهم الذين تجرّعوا مرارة هذا الحدث، ليس خوفًا على وهمٍ امتياز عاشوه لكن خوفًا من لظى انتقام توقّعوه... وهم الهاربون من كذبةٍ جرّت عليهم الويلات إلى أملٍ محمول على بساط الخوف والقلق؛
وبعد تطميناتٍ كلاميةٍ من الإدارة الجديدة للبلاد، صُدموا أكثر بواقعٍ مريرٍ تعدّى على إنسانيّتهم -المنقوصة مسبقًا- كما تعدّى بقسوة على أمنهم وكرامتهم، وهذا ما زاد الاحتقان وجعلهم يرفضون الواقع الجديد الذي عمّق جراحهم وجعلهم يترحّمون على ألم الواقع السابق الذي رغم ضراوته إلا أنه كان يعرف كيف يتجنّب المسّ بحدود أمنهم وكرامتهم؛ حتى باتوا يتمثّلون قول الشاعر:
كم زمان بكيت فيه فلما***صرت في غيره بكيت عليه
....وكان غريبًا (غبيًا) لأنه كشف بساطةَ وسذاجةَ التفكير الجماعي، كما كشف سخافة التفكير الفردي ورعونة ردّات الفعل لديهم، وسهولة الانجرار وراء آلة الكذب التي اختبروا أذاها، ولم يفكروا أنّ الاحتمالات المرتفعة للكذب والتشويه في مثل هكذا أخبارٍ قد تجرّ عليهم ويلاتٍ تعمّق جراحات الجسد المنهك.
وبين التوقّع والغرابة، كان مشهد أمس يعكس هول الصدمة والضياع الذي سببته الأحداث القاسية والمتسارعة، مشهد كان حجم الأسى فيه كبيرًا على مجتمعٍ لا يزال مراهقًا في تفكيره رغم شيخوخةٍ الحزن التي اجتاحته، مجتمعٍ تنقصه رعاية وتقوده دعاية.
والانجرار وراء العواطف يجعل القوم عرضةً لمزيد من العواصف.
إن بعض السفهاء الذين لا يفهمون، ولا يقدّرون الأمور على حقيقتها، قد ينسفون أمن مجتمع بكامله، ويعرقلون مسيرة استعادة التوازن لشعب لااااااااااااا يريد عودة زمن المراهقة ولااااااااااا يربط مصيره بالمراهنة.
علينا أن نتحلّى بالصبر بالحكمة، وأن ندرك أن الله لا يزال يعاملنا بالرحمة....
أيها العقلاء.. ارفعوا صوت الحكمة والوعي .
أيها الناس.. الزموا بيوتكم والتزموا عقولكم .
أيها البسطاء.. تجمّلوا بالصبر والرضا بقضاء الله.
أيها السفهاء.. لا تهلكوا القوم بحماقاتكم.
//ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا//