بعد أن عرضنا لكم جزءًا من الكلمات التي قدّمت للكتاب، نعرض لكم الآن كلمةً قيّمةً جديدةً وصلتنا من م. ربيع معين سليمان (الحربوقي)..
(إدارة المكتبة الإسلامية العلوية)
العلويون
بين مجاهل التأليف ومعالم التصنيف
/ كتابُ الهوية الدينية /
لا يمكن اختصار مضمون الكتاب، أو الارتقاء إلى قيمته، فهو موسوعةٌ في كتابٍ، وكنزٌ من العلوم والمعارف.
هو هويةٌ دينيةٌ تُثبت صحّة الانتماء، وانتصارٌ لمن لحقت به مظلوميّة الإتهام والإقصاء.
كتابٌ ذو منهجٍ واضحٍ، ومنطقٍ راجحٍ، صادرٌ عن فكرٍ نيٍّرٍ وقلبٍ خيٍّرٍ، لكاتبٍ لا يمكن إخفاءُ فضله، أو النيل من نُبله، صاحب فضلٍ لا يُجارى، وحقٍّ لا يُمارى، وفِكرٍ لا يُبارى.
يأتي هذا الكتاب في سياق استعادة الحق وتصحيح المفاهيم ودفع الأباطيل، فيه جوابٌ للسائلين، وحجةٌ على المشكّّكين، وردٌّ على المُتّهِمين والمضلِّلين.
وهو انتصارٌ في معركة الهوية الدينية بعد قرون من الاتهام والتزوير والتشويه.
.... وهذه نظرة سريعة على مضمون الأجزاء الثلاثة التي تقع تحت عنوان واحد:
الجزء الأول // النسبة الدينية// :
* الإهداء فيه إلى مقام العلامة الأوحد الشيخ سليمان أحمد(ق).
* يعالج الكاتب هذا الجانب في الانتماء العلوي إلى حضارة الفكر الإسلامي، وتميز الفكر العلوي ضمن إطار المذهب الجعفري في فهم الانتماء الديني، ويستعرض الموقف العلوي من القضايا الجوهرية:
((نشأة الدين؛ تصنيف الأديان؛ التأثر والتأثير؛ إثبات الأصالة؛ الخلق والتكوين؛ الهبوط من الجنة؛ العبادات والرسوم الوثنية والأصنام؛ المعتقدات والعبادات؛ النبوّة والوحي؛ النسخ في القرآن؛ التفسر والحديث...))
* كما يستعرض الرأي الديني العلوي وتفاعله مع القضايا الدينية والفكرية والسياسية المعاصرة (( الشيوعية والماركسية.. وغيرهما )).
* وفي هذا الجزء إضاءة على خصائص الفكر العلوي في فهم القضايا الدينية وعلى تميّزه بالانفتاح، وعلى ترك مساحة واسعة للعقل في مناقشة القضايا الدينية.
الجزء الثاني // النسبة المذهبية // :
* الإهداء فيه إلى مقام الشيخ حسين سعّود(ق).
* يعالج الكاتب نسبة الفكر العلوي من جهة الأحكام الشرعية إلى المذهب الجعفري، و الخصائص التي تميّزه وتدعم استقلاليته وتؤكد تمسّك أعلام العلويين بهذه التسمية.
* ويذكر الكاتب في هذا الجزء أسباب نشوء المذاهب عمومًا وتصنيفها وتعليل الإختلاف والخلاف فيما بينها.
* وفي إطار المذهب الجعفري يُعلّل الكاتب أسباب الإختلاف والتميّز العلويّ وموقفه من عدة قضايا:
(( الجرح والتعديل؛ التقليد العقلي والنقلي؛ التفضيل بين الصحابة والأحكام الناشئة عنه؛ اصطلاحات التشيّع والرّفض والغلوّ؛ المذهب الجعفريّ والمدرسة العلويّة؛ الموقف العلويّ من المدارس الشّيعية؛ بين الوحدة والانفراد؛ التميّز العلويّ من الجانبين الدينيّ والاجتماعيّ؛ التشيّع في الفكر العلويّ؛ وحدة المذهب وتميّز المدرسة؛ المدرسة والطريقة...))
* يكرّس المؤلف في هذا الجزء مبدأ تميّز وخصوصية المدرسة العلويّة في إطار المذهب الجعفري، عبر إبراز آراء أعلام المدرسة العلويّة الذين أظهروا الكثير من العمق والانفتاح في بحث القضايا المشتركة مع المدرسة الإمامية...
كمٌّ كبيرٌ من الحقائق والدقائق طرحتها عبقريّة وموسوعيّة المؤلف بلغةٍ راقيةٍ وموضوعيّةٍ لإثبات هذا الإختلاف الدقيق الذي يؤهل هذه المدرسة الدينية إلى اكتساب خصائص التميّز والاستقلاليّة .
الجزء الثالث // النسبة العرفانية // :
* الإهداء فيه إلى مقام الشيخ محمد حسن شعبان (ق) .
* هذا الجزء مخصّص لبيان النّسبة العرفانية للمدرسة العلويّة وتأكيد نسبتها إلى السيد محمّد بن نصير، وتبيان خصائص وسمات هذه المدرسة وإزالة كل ما لحقها من الغموض مع إزاحة الغشاوة والتُّهم عنها وعن أعلامها، وذكر معالم وأسباب استقلاليتها وتميّزها.
* التأكيد على مصطلح المدرسة العلويّة؛ والترادف بين العلويّة والنّصيرية؛ مراحل تشكل المدرستين العلويّة والإمامية؛ وكيفية التمييز بينهما.
* أفرد الكاتب قسمًا كبيرًا في هذا الجزء لإبراز المكانة السامية للسيد محمد بن نصير والدفاع عنه باعتباره الثقة المُفترى عليه...
* وقد اتّبع الكاتب منهجًا مُحكمًا مُستقلاً في توثيق السيد أبي شعيب، عَبْرَ دفع التّهم والأباطيل وإعادة النظر في الجرح والتعديل؛ وردّ ادّعاء نبوّة أبي شعيب؛ ردّ دعوى التناسخ؛ إيضاح مفهوم المعاد؛ ردّ الاتهام بالباطنية؛ ردّ ادعاء الغلوّ؛ تهمة الغلوّ بين أصحاب الائمة؛ تعليل لفظة النميريّ والبصريّ والبكريّ والعبديّ؛ تعليل لفظة النصيرية ومراحل تطورها....
* ثم ختم الكاتب بالعناوين التالية: نشأة المدرسة العلويّة؛ المذهب والطريقة؛ التأسيس والأعلام.
خلاصة الرأي:
هذا كتابٌ يليق به اسم ( كتاب الهوية الدينية )، فهو يُبرِز عمق وأصالة المدرسة العلويّة ويرسّخ معاني الولاء؛ ويؤكد لنا ما نحن عليه من صحّة الدين وثبات اليقين؛ ويكشف الكثير من الحقائق المغيّبة والكنوز المعرفية في بلاغة وفصاحة وذكاء.
عظم الله أجر مؤلّفه العالم الشيخ تمام أحمد، ذي الأصالة الدينيّة والثقافة الموسوعيّة والغيرة الإيمانيّة، وهو في مجال إبراز الهويّة الدينيّة العلويّة والدفاع عن صفاء جوهرها ذو فضلٍ سابق ومقامٍ باسق... بارك الله جهده وجهاده وجزاه عنّا كل خير.
ويؤكد لنا ما نحن عليه من صحة الدين وثبات اليقين.
- 260 views