مقالة قديمة تشير إلى قِدَم المؤامرات الهادفة إلى تدمير كيان العلويين.. 1997م. بقلم الشيخ حسين المظلوم..

أُضيف بتاريخ الثلاثاء, 09/11/2010 - 17:31

مقالة قديمة تشير إلى قِدَم المؤامرات الهادفة إلى تدمير كيان العلويين


 

الحمد لله الذي شرفنا بنعمة الولاية وأخرجنا بها من ظلمات الجهل والكفر والغواية إلى نور العقل والإيمان والهداية. 1 والصلاة والسلام على محمد وآله في البداية والنهاية.

إلى كل علوي يؤمن بالله ورسوله واليوم الآخر ويدين بمذهب أهل العصمة عليهم السلام وينتمي إليهم في صادق الولاية ويتعبد ويعمل بما جاء موثوقًا عنهم...

إنّه منذ زمنٍ بعيدٍ وأقلامُ الحاقدين تبُث سُمُومَ الفتنة للنيلِ من كرامة هذه الطائفة لإظهارها أمام الرأي العام بلباس الكفر والإلحاد وذلك بكل الوسائل المتوفرة ولم تهدأ هذه الوتيرة يوماً واحدًا. 2

إنه أمرٌ أصبح مألوفًا لدينا لكثرة تكراره فمن النادر أن تجد كاتبًا في تاريخ الأديان والمذاهب إلا وقد تعرّض لهذه الطائفة طعنًا وتشهيرًا ابتداءً بالشهرستاني و الغزالي ومرورًا بغيرهما من الكتاب المقلدين.

هذا الكاتب يسند عمّن كان قبله وذاك ينقض ما أتى به سلفه ليزيد من خياله الواسع ما يشاء فيلاحظ القارئ التناقض الواضح فيما أتوا به وهذا من أدل دليل على اختلاقهم لهذه الأراجيف وضلوعهم في عملية التزييف التي لا تمُتّ إلى الحقيقة بصِلة، دافعهم تعَصُّبٌ ذميم وحِقدٌ قديم:

  • فالبعض منهم كتب بدافع الرشوة من سلطان السوء كابن تيمية ونوح الحامد الحنفي.
  • والبعض الآخر كان مقلداً لغيره بدون فحص وتنقيب.
  • والبعض بدافع التعصب كما أسلفنا فما علينا إلا أن نتمثل بقول الشاعر:

​​​​​وإذا أتتك مذمتي من ناقص   فهي الشهادة لي بأني كامل

إنّه من الصعب والمُستحيل والنادر أن يشهد بصدق إيمانك من يُضمر لك الحقد والحَسد، وهذا أمر بديهيّ، ولكن ما يُحزن القلب ويدعو إلى التساؤل أن يطعن بك من يَدّعي أخوّتك وهو يَعلم عِلم اليقين بصِحّة إسلامك وصَادق إيمانك كالمدعو (حيدر محمد مصطفى عبد الكريم)، هذا المُتسَكع باسم الدين ومُبدّل الهُدى واليَقين بالظن والتخمين، قد أتانا بعد سُباتٍ عميقٍ بكتابٍ عتيقٍ مُدّعيًا أنّه كان مفقودًا وهو للشيخ الأجل الأقدم السيد أبي عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي تحت عنوان (الهداية الكبرى – الجزء الثاني قسم الأبواب ) وقد وضع له مُقدّمة من نسيج خياله السَرابي وظنونه البغيضة مُحدّثًا عن الشيخ أمورًا لم نسمع بها إلا من خلال أفكاره المشبوهة، وهي صورة مشبوهة عنه لمن يتمعّن بها وكأنّ الغضائري وغيره بُعثوا أحياء ليُعيدوا هجماتهم على الشيخ ومقلّديه. 3

وإنّ هذه السيرة التي أوردها عن الشيخ والتي بذل فيها جَهدًا ذاتيًّا كما ادّعى تفتقر إلى الأدلة الثابتة المُجمع عليها عند هذه الطائفة فكيف عند غيرهم، وهذا دليلٌ على أنّها من نسيج خياله الواسع، وأنا لا أستغربُ تهَجُّمَه وحِقده على أبناء هذه الطائفة حين نسبهم إلى الجهل وعدم الالتزام بالشرع الحنيف، واتهمهم بالفوضى والتكاسل في أداء الواجبات الدينية والفرائض اليومية، وقد أساءَه تهجّم البعض على ابن الفارض والحسين بن منصور الحلاج! مع العلم أنّهما من المشهورين بالحلول واعتناق مذهَبه المَعلول، لقد نصّب نفسه مُدافعًا ومُنافحًا عنهما وكأنّهما أسياده، وحَضّ الناس على التعَمّق في فلسفتهم قبل الحُكم عليهم، فنقول له وبكل بساطة:

هدّئ من روعك أيها المُتحامل فنحن لسنا بحاجة إلى فلسفاتهم الواهية الخارجة عن الدين والشرع. يكفينا سندًا ومعتقدًا الثقلين الذين أُمرنا باتّباعهما الشارع الأعظم .

ومن جُملة ما تفصّح به اتهامه لرجال الدين المسلمين العلويين بأنّهم يتآكلون باسم الدين ناسيًا نفسه مُتوجّهًا بالتُهَم إلى غيره، وإنّي أرى ويرى الكثيرون معي أنه يَدٌ مَأجورة للغير من حيثُ يَدري أو لا يَدري، قد باع ضميره بدراهم بخسٍ معدودةٍ وذلك بهدف إلصاق التهم الكاذبة بهذه الطائفة وكأنّه لا يَكفيها ما أُلصق بها من تخرُّصَات المُغرضين وتقوّلات المُبغضين، وإنّ هذا الرجل المأجور وأمثاله مَطرودين بأفكارهم البغيضة من بين عُقلاء هذه الطائفة ورجالها الشرفاء لا وزن لهم ولا قيمة إلا عند أمثالهم من الذين لا همّ لهم إلا حُبّ الشهرة وبكافة الوسائل حتى ولو كان الأمر على حِساب إخوانهم في الولاية هذا إذا كان قد بقيَ للولاية أثر في قلوبهم. 4

إنّ ما جاء به في مقدمته لا أساس له من الصحة وهي آراء شخصية ناتجة عن فِكره المُشَوّش المُهتزّ بين الحين والآخر لأنها تفتقر إلى الأدلة القاطعة حول ما جاء به عن الشيخ.

وبما أنّ الأدلة غير موجودة والإثباتات مفقودة تبيّن لنا أنها كذبٌ مفضوحٌ اعتمده كأسلوبٍ ليُقنعَ الغَيرَ بما ليس صحيحًا. 5

وإنّ غاية ما نعرفه عن الشيخ أبي عبد الله ونكتفي به أنه من أكابر أعلام مجتهدي الشيعة الإمامية في عصره، ومن المُتبحرين في علم أهل البيت المُتفانين بحُبهم وقد أثنى عليه جُملة من علماء الإمامية المَعروفين مع غِناه عن الثناء، وقد نقل عنه الكثيرون وهذا مما لا يخفى على أحد ولسنا الآن بصدد وضع سيرة عن حياة الشيخ ومكانته الكبيرة فهو أشهر من علم على جبل. 6

فنقول

أننا لم نجد من يلتزم بما جاء به (حيدر محمد) إلا أمثاله كالمدعو (أحمد علي رجب) والذي بدوره وضع كتابًا حديث الطباعة والوجود تحت عنوان (المائدة) ولنفس الغاية ليوهم الناس ويَحملهم على التصديق أنه للشيخ الخصيبي وهو كسابقاته من الكتب المَنحولة إلى هذه الطائفة.

صحيح انه وصل إلينا سماعًا أنه يوجد كتاب اسمه "المائدة" للشيخ الخصيبي ولكن ليس هو هذا الكتاب الذي هو بين أيدي الناس والمطبوع حاليًا ومن يتمعن به ويُقارنه مع "الهداية الكبرى" الذي يتحدث به الشيخ عن حياة الرسول والأئمة يجد الفرق الكبير بينهما وهذا واضح لمن يقرأ بتبصرٍ وتجَرّدٍ وواقعيةٍ ولا نُريد التعقيب على ذلك بل نتركه للقارئ الكريم.

ونحن بغنى أيضًا عن الوقوف على الثغرات التي تبرز بوضوح في الكتابين اللذين وضعهما (حيدر محمد وأحمد رجب) ولكننا أحببنا من خلال هذه المَقالة أن نُنبّه إخواننا ونلفت أنظارهم إلى ما يَدور ويَجري حولهم فإنّ عصر ابن تيميّة ونوح الحنفي لم ينقرض بعد والمؤامرات الهادفة إلى تدمير كيان العلويين لم تتوقف فإذا كان الإنسان حذرًا فهذا لا يعني أنه ما زال يعيش بعقله في كهوف الماضي كما أدعى (حيدر محمد) فبؤسًا له ولأمثاله بما يدّعون من افتراءات وبمثلهم يقول الشاعر العلوي الكبير:

يا بائع الدين بالدنيا لشقوته   والله لا فضة تغني ولا ذهب

ولو أردنا أن نُسهب في هذا السياق لطال الخطاب واتسع واحتجنا إلى وضع كتابٍ شاملٍ في هذا المجال ولكن نكتفي بهذا القدر فخير الكلام ما قل ودل لأنه لا خيرَ في كلامٍ كثيرٍ تُغني عنه كلمة واحدة وقد تعوّدنا على هذه المهاترات المُمِلّة التي تهدف إلى تمزيق صفوف المسلمين العلويين وقطع عُرى اتصالهم والأهداف مَعروفة والأسباب معلومة ولنا عودة إليها عن قريب إنشاء الله 7 .

الفقير لله تعالى وخادم المؤمنين
حسين محمد المظلوم

جبل محسن – طرابلس – لبنان
في 14/رجب/1418هـ
14/11/1997

 

  • 1 العلامة الشيخ سليمان الأحمد.
  • 2 راجع مؤلفات الشيخ حسين المظلوم  وتجدها في أسفل هذه الصفحة أيضاً . (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)
  • 3 راجع ما كتبه الشيخ المظلوم في كتابه اتّباع الإجماع في الرد على الإبتداع  موضوع استدراك هام حول الهداية الكُبرى . (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)
  • 4 اقرأ المزيد عن الساعون إلى الشهرة  في كتاب الدعوة ذات الشُبهة وكذلك كتاب الأدلة المرفوعة. (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)
  • 5 وقد شابهه غيره في فِعله هذا ، اقرأ كتاب الحُكم المُبرم في دفع المُبهَم . (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)
  • 6 وبتاريخ 1423هـ أي بعد خمسة سنوات من هذه المقالة وضع الشيخ حسين محمد المظلوم كتاباً يتحدث عن الشيخ الخصيبي من مختلف الجوانب تحت عنوان (الشيخ الخصيبي (قده) قدوة مُثلى يُحتذى ) قدّم له فضيلة العالم الشيخ علي أحمد الخطيب، وقرّظه العالمان الجليلان الشيخ الأستاذ خليل علي صالح والشيخ المجاهد محمد يوسف الوقاف رحمه الله ، وقد لاقى قبولاً كبيراً عند المنصفين ونفذت أول نسخه منه في أقل من شهر.
    وفي الملاحظة الثانية والثلاثون  من رد الشيخ حسين المظلوم على كتاب البادياني ذكر الشيخ أنّ هناك ردّاً مفصلاً آخر على افتراءات الكاتب شوقي حداد صاحب كتاب (الحسين بن حمدان الخصيبي بين الطرق الصوفية والحركات الباطنية) لأن ما ورد في ذلك الكتاب لا قيمة له ولا يمثل الفكر العلوي. فترقبوه. (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)
  • 7 أشير إلى أنه من تاريخ وضع هذا المقال إلى تاريخنا الحالي قد وضع الشيخ العلوي حسين محمد المظلوم -عفى الله عنه- عدّة كتب بيّنت ووضّحت وأفصحت ودلّت على الحقائق بالحجة الكاملة والأدلة الشاملة فعرّفت بالعلويين وردّت الشبهات عنهم وفضحت المؤامرات المحاكة حولهم وقد سبق لي -بإجازة من الشيخ- أن نشرت قسما لا بأس به منها على صفحات الأنترنيت والآن جمعناها كلها في هذه المكتبة لنصونها ونحفظها بحلتها البهية ونبعدها عن أيدي المُحرّفين والمتاجرين بالدين ونقدّمها إلى القارئ على أصولها بأجمل وأبهى صورة. (إدارة موقع المكتبة الإسلامية العلوية)