المرسل: عاشق النهج العلوي في 16\02\2014م
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خير الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين وعجل الله تعالى فرجه الشريف
السلام على من اتبع الصراط المستقيم
يا شيخنا العزيز : أتمنى أن تجيبني على مسألتي هذه ولكم جزيل الشكر .
أنا شاب مسلم جعفري من مدينة طرطوس وأدرس في كلية الـ (----حذفتُ نوع الإختصاص الوارد في السؤال حرصاً على خصوصية السائل..أبو اسكندر----) في اللاذقية وأنا في السنة الرابعة .
وضاق بي الصبر والشوق، فاتصلت بوالدي (وهو مغترب) ليأذن لي بأن أؤجل دراستي وألتحق بالجيش لأخدم وطني، فنهرني ومنعني واتصل بأحد أعمامي ليردعني وقاطعني شهرا" ، فهل يجوز لي الذهاب دون موافقته ودون علمه، أو هل يجوز لي أن أشارك في بعض المهمات في ريف اللاذقية (كونها قريبة إلى مكان دراستي) ودون أن أوقف دراستي (ولكن أيضا" دون علم أحد من أهلي) ؟؟؟
والشكر لحضرتكم
والسلام عليكم ورحمة الله. 1
الجـواب
والصلاة والسلام على محمد وآل بيته المعصومين وأصحابه المنتجبين.
الجهادُ في سبيلِ الله والوطن2 واجبُ عينٍ على كُل قادرٍ بالغٍ، ولا يجوزُ التقصيرُ بِهِ والقُعودُ عنه إلاّ لأسبابٍ قاهرةٍ حَدَّدَتها الشريعة الغَرّاء.
وهذا الواجِبُ الُمقدّس لا يحتاج إلى أذنٍ مِن الأهل لأنّهُ أمرٌ إلهيٌّ مُقدَس، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ المائدة/35،
وقال تعالى: ﴿ انفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ التوبة/41،
والدليل على أنّ الجهاد لا يَشترط إذناً، قوله تعالى: ﴿ لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ ﴾ التوبة/44، وآياتٌ كثيرةٌ تُؤكّد هذا الواجب الُمقَدّس.
إنّ رَفضَ والِد السائل لهذا الأمر خطأ شرعيّ سَببُهُ العاطِفَةُ التي تتنافى مع العقل، فالحياةُ والموتُ بِعلمِ الله وإرادته، قال تعالى: ﴿ وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المنافقون:11] فالحِرصُ غَيرُ المُبَرَّرِ يُؤَدّي إلى وُقوع الخِلاف، وبالتالي فمُخالفة الأهلِ لأجلِ القِيامِ بالواجباتِ لا يُعَدُّ مَعصِيَةً لحديثٍ وَرَدَ عن الإمام الصادق عليه السلام حين سألَتهُ امرأةٌ عن رُغبتها في الحج ومَنْعِ زوجها لها، فقال: تَحُج رُغْمَ أنْفِهِ.
وبما أنّ السائل أمامَهُ خَيارَين فليَختَر أسهَلَهُما كونَهما يُؤَدّيان إلى المطلوب.
فمُتابعة العِلم والقِيامُ بواجِبِ الجهادِ معاً، أفضلُ من القِيام بواجبٍ واحدٍ، أمّا إخفاءُ الأمرِ عن الأهلِ فلِلسائِل الخَيارُ في ذلك ولا حَرَجَ فيه.
والحمد لله رب العالمين.
حسين محمد المظلوم
26\02\2014م
هنا إعلان هذا الموضوع على صفحتنا في الفايسبوك.
- 1القارئ الكريم: في موضوعنا (أنت تسأل والشيخ العلوي يُجيب) السؤال مُتاح للجميع فلا تتردّد و اتصل بنا .
ومن أحب الإطلاع على بقية الأسئلة فإليكم: فهرس الأسئلة مُصنّفة حسب إسم السائل. - 2 وهذه مجموعة مواضيع تتعلق بالجهاد والشهادة.. (أبو اسكندر) :
- كل الفائدة في قراءة هذا الموضوع بدايةً: تاريخ العلويين الإجتماعي بلسان علمائهم .
- رداً على اتهام العلويين بالخيانة وكلمة بمناسبة ذكرى المجاهد الكبير الشيخ صالح العلي (قده) .
- كيفيّة الجهاد وفضيلة الإسلام وغايته في الجهاد (لا يجيز الإسلام في الحرب قتل المرأة ولا الصبي ولا الشيخ العاجز ولا المُقعد ولا الأعمى ولا المعتوه.. ولا يُجيز المَثلة ولا التحريق ولا قطع الأشجار ولا هدم البناء، إلاّ إذا بدأ بذلك العدو).. .
- عظمة الشهادة وسموها، و قداسة الشهيد ومكانته عند الله.. ماقيل في سبب تسمية الشهيد.. منزلة الشهيد عند الله رفيعة تظهرها لنا الآيات المحكمات.. الشهادة من صلب الإسلام الحنيف.. الشهيد يعلم أحوال أهله ويشفع لهم وتقبل شفاعته..الأحاديث الواردة بحق الشهيد.. .
- غنائم الحرب.. أموال الناس للناس وليست مباحة.. أرزاق المواطنين الأبرياء الذين تركوا بيوتهم خوفاً على حياتهم من العصابات الإرهابية المسلحة فلا يجوز سلبها أو أخذ شيء منها ولا تُعَدُّ من الغنائم.. فليتّقِ الله من يُؤمن بِه. .
- وختاماً اقرأ: الثورة العلويّة الكبرى التي خاض غِمارها المجاهد الكبير الفقيه الشيخ صالح علي سلمان(قده) ضد الفرنسيين .
- 6268 مشاهدة