تعقيب على بعض النقاط ( النصيرية حركة باطنية، هم مع كل غاز لأرض المسلمين، هم خطر على الإسلام، اسم الطائفة، مؤسس الفرقة..)

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

بعد هذا التمهيد المُختصر نقف مع ما قالوه بحق هذه الطائفة المُسلمة والمُسالمة ونُعقـّب على بعض النقاط التي لا بدّ من توضيحها للقارئ الكريم حتى يكون على بيّنة من الأمور السلبية التي تُشاعُ بحق أهل الولاية لا لشيء إلا لتمسكهم بالولاية .
  قال أصحاب الموسوعة:

النصيرية حركة باطنية ظهرت في القرن الثالث للهجرة ، أصحابها يُعدّون من غلاة الشيعة الذين زعموا وجود جزء إلهي في علي وألهوه به ، مقصدهم هدم الإسلام ونقض عُراه ، وهم مع كل غاز لأرض المسلمين ، ولقد أطلق عليهم الإستعمار الفرنسي لسورية إسم (العلويين) تمويهاً وتغطيةً لحقيقتهم الرافضة .

الروافض في حكم أصحاب هذه الموسوعة:

قومٌ فاسقون يجب لعنهم 1 والبراءة منهم، ولا يجوز الصلاة معهم ، ولا خلفهم ، ولا أمامهم ، ولا مؤاكلتهم ، ولا مشاربتهم ، وهم أهل بِدَع وزيغ وأهواء.

إلى ما هنالك من أوصاف الكفر والنفاق. وهم في نظرهم (أي الروافض) : ( كل من قال بأفضلية أمير المؤمنين على بقية الصحابة واعتقد أحقيّته في الخلافة ) .
وعلى هذا الأساس لا نستغرب منهم هذه الهجمة التكفيرية والسيل من الإتهامات.
والعلويون باعتراف أصحاب الموسوعة حقيقتهم رافضةٌ، معتبرين أنّ تسميتهم بالعلويين لم يكن إلا تستيراً وتمويهاً لحقيقتهم.
والرفض باصطلاحهم أيضاً غلوّ يُخرج صاحبه عن الإسلام ويجعله في مصاف أهل الكفر والجحود.
وهذه الأحكام الجائرة من القوم إن دلّت على شيء فإنما تدل على بغض قديم ، وتعصّب شديد ، وجهل مُطبق.

  • بُغضٌ بَذَرَهُ معاوية ومن كان على شاكلته.
  • وتعصّبٌ أسّسه ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب وابن باز.
  • وجهلٌ فرضه إنغلاقهم على أنفسهم وعدم اطلاعهم بتجرّد على آراء الآخرين .
  • فنتج هذا العداء والتعدي السافر، والإفراط في إطلاق الأحكام الجائرة لآداب الإسلام وأصوله وفروعه.

أصبح حُب علي عليه السلام عند القوم رفضاً وغلواً ينطبق على صاحبه أحكامٌ لا تُحصى، بينما يقول السيد الرسول (ص) : ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ) .
فمتى أصبح الإيمان كفراً وغلواً ورفضاً ؟؟
نعوذ بالله من مرض التعصب الأعمى والحِقد المُفرط .

  كنا نتمنى من أصحاب هذه الموسوعة أن يبيّنوا لنا:

  • متى كان العلويون مع كل غازِ لأرض المسلمين؟...
  • ومتى كانوا خطراً على الإسلام ومصدر تهديد لهدمه ونقض عُراه؟

كل هذا لأنهم فقط قالوا بما أمرهم به رسول الله (ص وآله) من صدق الموالاة لإمام الهُدى ومعدن التقى الإمام علي بن أبي طالب (ع) وبنيه المعصومين فإنا لله وإنا إليه راجعون.
العلويون كانوا وما زالوا دائماً وأبداً ضد كل غازٍ لهذه البلاد العربية والأمة الإسلامية، ولا يخفى على أحد بطولاتهم الحمدانية ضد الغزاة الروم وصمودهم المُشرّف بوجه الإستعمار الفرنسي الغاشم، ولسنا بصدد الخوض في تاريخ الثورات العلوية ضد المستعمرين العُتاة فهي غير خافية على المؤرخين المنصفين.

وإنّ هذا القول الذي أطلقه أصحاب هذه الموسوعة وغيرهم مصدره فتوى ابن تيمية الذي لا يقبل جهاد أحد إلا أن يكون على مذهبه ومن مُقلّديه ولن نكون على مذهبه ما دمنا متفيئين بظلال الولاية، ومُتيقنين بصدقها ومؤمنين بنقائها من كل شائبة...

  أما العلويّ فهو الإسم الحقيقي لهذه الطائفة، والذي أطلقه عليها فهو نبي الهُدى (ص) وذلك حينما قال:
( ألا إنّ شيعة عليّ يقولون يوم القيامة، نحن العلويون فتقول لهم الملائكة فأنتم الآمنون، ولا خوفٌ عليكم ولا أنتم تحزنون ) .
أما لفظ النصيريّ فهو نسبة إلى السيّد العلوي الشريف أبي شعيب محمد بن نصير أحد أعلام هذا البيت العلوي الهاشمي المُنيف. ولا حاجة إلى التطويل في هذا المجال فلقد بحثنا هذه القضايا في مواضع عدّة من كتابنا 2 .

  وبعد هذا التعريف راح أصحاب هذه الموسوعة الضيقة بآفاقها يبحثون كحاطب ليل، عن المؤسس لهذه الفرقة وأبرز الشخصيات فيها، فكان غايةُ كلامهم وما توصّلت إليه قرائِحُهُم ( أنّ السيد أبا شعيب هو المؤسس الأول لها ) .
فنقول:
كما قلنا مراراً وتكراراً أنّ السيد أبا شعيب هو أحد أعلام هذا المذهب العلوي وليس المؤسس، أما المؤسّس لها على الحقيقة فهو الذي دعا الأمّة إلى التمسك بولاية أمير المؤمنين وأمرهم بطاعته وإخلاص الولاء له، وذلك في مواضع عدّة ذكرتها كتب التاريخ والسِيَر.

وذكرت الموسوعة الإتهامات التي أُطلِقت جِزافاً بحق السيّد أبي شعيب من أنّه ( ادّعى النبوّة، وقال بألوهية الأئمة ) إلى ما هنالك من التخرصات الكاذبة التي اعتدنا على سماعها بين الحين والآخر، ولا حاجة لنا لأن نُعقـّب ونرد عليها لكثرة تكرارها.

ولم يكن ذنبُ السيّد أبي شعيب إلا أنـّه قالَ بعصمة أئمته ووجوب اتباعهم ودعا إلى ذلك أتباعهُ ومؤيدوه.

  • 1 قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين وهو من شيوخ هذه الموسوعة في ردّه على بعض المسائل التي وُجّهت إليه قضية أرض فدك : يعتقد الرافضة – لعنهم الله – أنّ النبي ص يورث كغيره من البشر... الخ .
    وهذا دليلٌ على صحّة ما أكّدتهُ من القول يُطلقون اللعن على من يعتبرونهم روافض ...
  • 2 وبالإضافة إلى تنويه الشيخ إلى بحثه هذه القضايا في مواضع عدّة من هذا الكتاب تجدر الإشارة إلى كتاب "الحجة الكاملة بالأدلة الشاملة" الذي طُبع بعد هذا الكتاب بسنوات وردّ فيه فضيلته على هذه المفتريات بشكل أوسع وحصرها في 46 فِرْيَة.