العوامل النفسية التي دفعت ابن تيمية لتكفير العلويين؟

أُضيف بتاريخ الأربعاء, 10/11/2010 - 18:02

ما هي العوامل النفسية التي دفعت ابن تيميّة لإصدار هذه الفتوى الأموية؟؟
الجواب عن ذلك لا يتـّضح إلا من خلال معرفة عقيدة هذا (الفقيه) وخصوصاً في أمير المؤمنين عليه السلام.

»   ذكر الحافظ ابن حجر العسقلاني في "الدرر الكامنة" أنّ ابن تيميّة خطـَّأ أمير المؤمنين علياً كرّم الله وجهه في سبعة عشر موضعاً خالف فيها نصّ الكتاب، وأنّ العلماء نسبوه إلى النفاق 1 لقوله هذا في عليّ كرّم الله وجهه 2 .
فمن يُخطّئ أمير المؤمنين (ع) ويُجهر ببغضه له حبّاً في معاوية ودفاعاً عنه، فهل يصعب عليه بعد ذلك تكفير شيعته ومواليه؟؟! ويقول فيهم إنهم "أكفر من اليهود والنصارى بل أكفر من كثير من المشركين" .

»   ففي عقيدة ابن تيميّة كما يتّضح أن حبّ عليّ كفر، وبُغضهُ إيمان، بخلاف ما قاله الرسول(ص) : ( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) .
وهذا الحديث متفق عليه عند سائر العلماء باستثناء ابن تيميّة الذي أجهد نفسهُ وسخّر علمَهُ وصَرَفَ عُمره في تضعيف سائر الأحاديث الدّالة على فضائل أمير المؤمنين (ع) والتشكيك بصحّتها، حتى ولو اضطر إلى مخالفة وتكذيب جُمهور السنّة منهم قبل الشيعة.

»   ومن جملة هذه الأحاديث قولُ الرسول(ص) لعمّار : ( تقتلك الفئة الباغية ) 3 .
هذا الحديث رواه أكثر من عشرين صحابياً يُضعّفه ابن تيمية ويَطعن به لِما يضمر في نفسه من حِقدٍ على أمير المؤمنين (ع) ولأن هذا الحديث فيه تذكية للإمام (ع) وطعناً بمعاوية...

»   وكذلك قول الرسول(ص) لعلي(ع) : ( أنت وليّ كل مؤمن بعدي ) .
يقول فيه ابن تيمية في منهاجه (فإنّ هذا موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث وهو كذب على رسول الله(ص) ) .
مع العلم أنّ هذا الحديث رواه:
الترمذي في سننه والنسائي في الخصائص، وأحمد بن حنبل في مسنده، وفي فضائل الصحابة، وصحّحه ابن حبان، وأخرجه الحاكم في المستدرك، والطيالسي في مسنده، والطبراني في معجمه، وأبو نعيم في الحلية، وابن الحجر في الإصابة، وابن شيبة في مُصنّفه...

»   وقد طعن ابن تيميّة بعدّة أحاديث أثبتها العلماء ورواها أكثر الصحابة:

  • كحديث (سدّ الأبواب إلا باب علي)
  • وحديث (أنا مدينة العلم وعلي بابها)
  • وحديث (المؤاخات)
  • وحديث الولاية (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه)
  • وحديث (أقضاكم علي)
  • وحديث (من أحبّ علي فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علي فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله) .

إلى ما هنالك من الأحاديث الصحيحة والثابتة، فإنّ ابن تيمية في علم الحديث بارعٌ جداً، يُصحّح منه ما يوافق هواه ولو كان ضعيفاً ومنسوباً، ويطعن بما يخالف مُبتغاه ولو كان متواتراً، وإن دلّ هذا على شيء (ولا بد) فإنّه يدل على أنّه كان ناصبياً (كما أوضح الحافظ ابن حجر) يجهر بعدائه لأمير المؤمنين وسيّد الوصيين الذي لم يبغضه إلا منافق، ولهذا فنحن لا نستغرب فتواه في تكفيرنا، ولا فتوى مقلديه ومن استند إليه.

* * *

  ثم ختم أصحاب هذه الموسوعة ادّعاءاتهم الكاذبة بالقول:
( إنّ العلويين قدّسوا الكواكب والنجوم وجعلوها مسكناً للإمام علي، وبنوا معتقداتهم على مذاهب الفلاسفة والمجوس والهنود، وأخذوا عن النصرانية، ونقلوا عن الغنوصية المسيحية، وتأثروا بالأفلاطونية المحدثة..الخ ) .

  • فليخجل هؤلاء القوم من نقل الأكاذيب وترديد السخافات.
  • فالأجدى بهم والأنفع لهم أن ينصرفوا إلى معالجة القضايا الإسلامية الكبرى.
  • ويعملوا بإخلاص لرأب الصدع وتوحيد الكلمة.
  • والسعي لإزالة الخلافات العالقة والتي يستغلها أعداءُ الدين والوطن ويعمل من خلالها لتحقيق مآربهز
  • وذلك بإضعاف المسلمين ليتسنى له السيطرة عليهم واستغلال خيراتهم.

وإنّ الإقرار بوحدانية الخالق جلّ وعلا، والقول بنبوّة خاتم الأنبياء وسيّد المرسلين والإيمان بولاية عليّ وولده المعصومين (ع) لم يكن يوماً من اعتقادات المجوس والهنود والنصارى والفلاسفة، بل هو من كمال الدين وإتمام النعمة، التي دعا إليها السيّد الرسول(ص)، وآمنت بها أهل العقول، وصدّقتها بحسن القبول...

وفي هذا كفاية. والسلام على من اتبع الهُدى...

  • 1 استدل العلماء على نفاق ابن تيميّة من خلال الحديث الوارد في الإصحاحات والدال على أنّ حب علي إيمان وبغضهُ نفاق. فلتراجع.
  • 2 المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية - للشيخ عبد الهادي الهرري.
  • 3 قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (ج1 ، ص 543) : فائدة:
    روى حديث "تقتل عمار الفئة الباغية" جماعة من الصحابة منهم قتادة بن النعمان كما تقدّم، وأم سلمة عند مسلم، وأبو هريرة عند الترمذي، وعبد الله بن عمرو بن العاص عند النسائي، وعثمان بن عفان وحذيفة وأبو أيوب وأبو رافع وخزيمة بن ثابت ومعاوية وعمرو بن العاص وأبو اليسر وعمار نفسه وكلها عند الطبراني وغيره، وغالب طرقها صحيحة أو حسنة ، وفيه عن جماعة آخرين يطول عدّهم، وفي هذا الحديث علمٌ من أعلام النبوّة وفضيلة ظاهرة لعليّ ولعمّار، ورداً على النواصب الزاعمين أنّ علياً لم يكن مُصيباً في حروبه.